اتفاق  “الأمة” و” الشعبي”.. ما الجديد!

 

تقرير ــ نجدة بشارة

لم يكن لقائهما بدار الإمام الصادق المهدي سابقة أولى؛ أو حتى اتفاقهما على أن مسألة التطبيع مع إسرائيل من اختصاص حكومة منتخبة أمراً جديداً يستدعى الوقوف عنده… حيث تكررت لقاءات الحزبين مؤخراً.. لكن الشيء اللافت.. هو توافق وجهات النظر  بينهما حول قيام انتخابات مبكرة.  والشاهد أن قيادات المؤتمر الشعبي هبت للقاء الأمة عقب تصريحات الإمام المهدي مباشرة عبر رهنه أوضاع السودان لثلاثة سيناريوهات هي الفوضى، الانقلاب العسكري، وآخرها قيام الانتخابات المبكرة. ومراقبون أشاروا إلى أن توقعات المهدي الأخيرة ربما صادفت هوى من نفس الشعبي، ووجد حظه من النقاش في لقاء الحزبين  فأمنوا  على أهمية عقد المؤتمر الجامع الذي دعا له حزب الأمة القومي في “العقد الاجتماعي الجديد”، لتكوين حاضنة عريضة لحكومة مرتضاة تسوق البلاد إلى انتخابات حرة تفضي إلى ديمقراطية يتطلع لها شعب السودان؛ كما ورد في بيان الطرفين..

ويبرز السؤال: هل توافقت أجندة  الحزبين حول قيام  الانتخابات المبكرة؟ أم إنهما تحالفا فقط  على رفض التطبيع مع إسرائيل وقضايا أخرى، ويظل السؤال الأبرز، ما الجديد في لقائهما؟

ما وراء الحدث

وناقش الطرفان في بيان مشترك، تعثر أداء حكومة الفترة الانتقالية في معالجة ملفات الأمن، والاقتصاد، والضائقة المعيشية، وأبديا قلقهما بشأن النزاعات الجهوية والقبلية في أطراف السودان، باعتبارها مهدداً لوحدة وسلامة البلاد. واعتبر قادة المؤتمر الشعبي أن تكليف الولاة المدنيين في بعض الولايات ذات الهشاشة الأمنية الذي تم مؤخرًا لم تراع فيه الخصوصية الاجتماعية والمتطلبات الأمنية، ضمن ما نصح به حزب الأمة القومي، الحكومة الانتقالية في تعيينات الولاة، والترتيب للانتخابات المحلية، ما أدى إلى انفراط الأوضاع الأمنية في ولاية كسلا، وربما يفضي إلى نزاعات مشابهة في ولايات أخرى. وفي قضية السلام، رحب الطرفان بالتوقيع على السلام في جوبا، واتفق الطرفان على أن التطبيع مع إسرائيل، ليس من مهام وصلاحية الحكومة الانتقالية، ومن صميم اختصاص الحكومة المنتخبة.

لقاءات سابقة

في فبراير من العام الجاري التقى وفد من حزب المؤتمر الشعبي مع رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي لمُناقشة الأوضاع العامة بالبلاد وعلى رأسها  لقاء رئيس المجلس السيادي برئيس الوزراء الإسرائيلي بيوغندا آنذاك، ثم اتفق الطرفان على مواصلة الحوار للوصول إلى إجماع وطني وتوافق قومي وصولاً لانتخابات حرة ونزيهة.

تقارب فكري وسياسي

عزا القيادي بحزب المؤتمر الشعبي محمد عباس الفادني لقاء حزبه مع الأمة القوي إلى التقارب الفكري والسياسي بينهما وقال لـ(الصيحة) إن الجديد في لقاء الحزبين أن أغلب اتجاهات حزبه وخياراته المستقبلية تأتي متوافقة مع خيارات حزب الأمة لاسيما الدعوة للانتخابات المبكرة.. وإمكانية قيامها بمشاركة جميع القوى السياسية القادرة في المساهمة على عملية الانتقال الديمقراطي؛ وبسؤاله عن أجندة حزبه بالنسبة لقيام انتخابات مبكرة قال: لا أعتقد أن أي حزب في السودان الآن جاهز ليخوض انتخابات مبكرة.. كما أن جميع الأحزاب الآن ليس لها عمل على أرض الواقع.. لكن أعتقد في ذات الوقت أن المؤتمر الشعبي من الأحزاب السياسية ذات الثقل الجماهيري.

كسر الجمود

في السياق أشار الفادني أن لقاءات محمومة يجريها حزبه مع عدد من الأحزاب بقوى الحرية والتغيير بعضها معلن وأخرى بصورة سرية آخرها كان لقاء الشعبي بحزب البعث في إطار كسر الجمود السياسي، وقال إن لقاءات حزبة أحزاب الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية تأتي في إطار التأثير والتأثر السياسي إضافة للتفاعل والنقاش الذي يمتد على مستوى الحكومة، ولكن لم ترتق إلى مستوى التحالفات بعد، حسب قولهز

لا جديد

لكن المحلل السياسي د. الحاج محمد خير، يرى أن لا جديد في لقاء حزب المهدي بالمؤتمر الشعبي، غير أنه خصم من رصيد الأول السياسي، وقال: لـ(الصيحة) إن المهدي يتمظهر بمحاولة جمع الصف الوطني، وهذا موقف يحسب له.. أما الشعبي والذي كان حتى آخر لحظات الحكومة السابقة مشاركاً له فبالتالي يعتبر اللقاء بالمهدي مكسباً سياسياً له لاستعادة أرضيته، لكن بالمقابل هذا اللقاء سيكون خصماً على رصيد الإمام وسط الثوار.. باعتبار أنه معارض معارضة ناعمة وبالتالي يتوقع منه النظام الثوري أن يكون موقفه السياسي أكثر حساسية وتقدماً في تعاطيه مع شركاء النظام البائد، وبالتالي يصعب من موقفه مع حلفائه من الثوريين كمقاوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى