دونالد بوث في الخرطوم.. مهام وملفات الزيارة!

تقرير- مريم أبشر

من المنتظر أن يصل إلى الخرطوم اليوم الأحد المبعوث الأمريكي للسودان السفير المخضرم دونالد بوث يرافقه وفد يضم نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، ونائب وزير الخارجية لشؤون المحيطات والبيئة، في زيارة للسودان ضمن جولة إقليمية أفريقية  تشمل إلى جانب السودان مصر، إثيوبيا وأفريقيا الوسطى.

وطبقاً للمعلومات، فإن المبعوث الأمريكي سيلتقي خلال الزيارة التي تستغرق يومين بعدد من المسؤولين بالدولة ويناقش معهم جملة من الملفات العالقة والساخنة في مقدمتها تطورات ملف التفاوض في سد النهضة والانتقال الديمقراطي في السودان على خلفية الخطوات الإيجابية التي تمضي فيه.

وتأتي الزيارة في هذا التوقيت الهام خاصه فيما يلي التفاوض مع أديس حول سد النهضة بعد أن تعثرت كل المساعي في ظل التنعت الإثيوبي والإصرار على تنفيذ برنامجها الخاص بالملء الثاني للبحيرة في يوليو المقبل بغض النظر عن حدوث اتفاق من عدمه مع شريكيها السودان ومصر.. أضف إلى ذلك فإن زيارة المخضرم بوث تجيء والسودان يمضي بخطى حثيثة نحو تأسيس إصلاح اقتصادي وإعادة هيكلة الحكم فيه والشروع في استكمال هياكل السلطة الانتقالية بعد أن تحقق 90% من ملف السلام وتسير الخطوات بصورة إيجابية لضم الفصيلين المتخلفين عن اتفاق سلام جوبا هذه الأيام، حيث يتواجد بجوبا عاصمة الوساطة كل من عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان، وعبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال، وسط توقعات بلقاء يجمعه مع رئيس المجلس الانتقالي الفريق البرهان الذي زار جوبا أمس.

ملف السد في المقدمة:

وتوقف التفاوض حول سد النهضة بين السودان ومصر وأثيوبيا منذ فترة بعد أن رفض السودان الطريقة النمطية التي تمضي بها عملية التفاوض دون تحقيق تقدم ملموس، واعتبر ذلك مضيعة للوقت تسعى أديس عبره لكسب الوقت في ظل  إصرارها على الشروع منفردة في الملء الثاني للسد في ظل اعتراض الخرطوم والقاهرة.

ومعروف أنه اقتُرح أن تكون المفاوضات رباعية وافقت عليها مصر وعرضت الوساطة الرباعية والتي تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بجانب الاتحاد الأفريقي لتجاوز عقبة التفاوض، غير أن أديس حتى اللحظة ترفض المقترح في حين وافقت عليه الأطراف الأربعة التي وجهت لها الدعوة للمشاركة فى المفاوضات. وحسب معلومات لأحد أعضاء الفريق الفني السوداني المفاوض أن الخرطوم  تلقت ردوداً إيجابية جداً من كل الأطراف التي دُعيت للتوسط الرباعي حول مباحثات سد النهضة وتشمل  الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة للاتحاد الأفريقي الراعي الرسمي  للمفاوضات وأن كل الأطراف رحبت بالدعوة التي وجهها لها السودان للانضمام  للوساطة الرباعية، التي تدعمها مصر بقوة، بل إن تلك الأطراف أبدت استعدادها لتسهيل التفاوض والوساطة وإتاحة خبراتهم الفنية والقانونية والسياسية للتقريب بين وجهات نظر الدول الثلاث، وصولاً لاتفاق ملزم ويكون مُرضياً لكل الأطراف من حيث تبادل المعلومات والملء والتشغيل، وهو ما تسعى له كل من الخرطوم والقاهرة.

ملفات مهمة

ملف سد النهضة والانتقال الديمقراطي مصحوباً بتحقيق السلام هي الملفات الأبرز المهمة المتوقع مناقشتها مع قيادة الدولة كما يعتقد السفير المخضرم الرشيد أبو شامة  في حديثه للصيحة ويشير إلى أن واشنطن عبر مبعوثها بوث تريد أن تتعرف موقف السودان من ملف سد النهضة خاصة مسألة الحدود خاصة وأن الإدارة الأمريكية سبق وأرسلت وفدًا لأثيوبيا لاستقراء الأوضاع هنالك، وزيارة بوث لمعرفة الموقف السوداني، وقال إن السودان سبق وأن اقترح لجنة رباعية الولايات المتحده أحد أطرافها، ويرى أن مشاركة واشنطن مهمة في الملفات مهمة للغاية خاصة وأنها كانت قد رعت المباحثات في فترة ماضية عبر وزارتي الخارجية والخزانة إضافة إلى ذلك، فإن المبعوث سيتطرق مع المسئولين لقضايا التحول الديمقراطي والسلام في السودان وكيفية استكمال السلام في ظل عدم انضمام الحلو وعبد الواحد حتى الآن للاتفاق، ويعتقد أن الزيارات المتكررة للمسئولين الأمريكان للسودان في هذه المرحلة مهمة باعتبار أنها تجعلهم على مسافة قريبة من ملفات السودان المهمة والتي يمكن أن تسهم واشنطن في حلها.

راعي الثورة:

اتفق الخبير الأكاديمى الدكتور صلاح الدومة في حديثه للصيحة مع ما أثير على اعتبار أن الملفات المتوقع أن يبحثها بوث والوفد المرافق له مع الحكومة الانتقالية اليوم مهمة جداً وأن الزيارة توقيتها أيضاً مهم نظرًا لأهمية سودان ما بعد الثورة لواشنطن.

ويصف الدومة أمريكا بأنها الراعي الرسمي لثورة ديسمبر المجيدة حتى تخرج  السودان لبر الأمان بغض النظر عن مصالحها أو ما تسعى لتحقيقه من مصالح في المستقبل، وقال إن واشنطن تسعى لخلق دولة مستقرة وآمنة ومزدهرة  من اجل تحقيق أهدافها ومصالحها في المنطقة الإقليمية وحتى بعض الدول الغربية لجهة أن السودان دولة مفتاحية للإقليم والمنطقة ورغم تأكيده على أهمية الملفات المتوقع بحثها إلا أنه يعتقد أن هنالك اشياء مهمة تسعى واشنطن لتحقيقها وفق جداول أعمال محددة وأولويات وأسبقيات يجب أن تتحقق حتى ينطلق السودان وتنطلق معه المصالح الأمريكية فى المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى