يعمل مبعوثًا لأمن الأحمر.. جوليان قائماً بالأعمال بالخرطوم.. ما وراء الاختيار

تقرير- مريم أبشر

أعلنت بريطانيا الأسبوع المنصرم عن تعيين مبعوثها الخاص للقرن الأفريقي جوليان رايلي، قائمًا على أعمال سفارتها في الخرطوم حتى مايو المقبل وذلك على خلفية مغادرة سفيرها السابق عرفان صديق السودان في يناير الماضي، قبل انتهاء فترة ابتعاثه معللاً ذلك لـ(ظروف أسرية قاهرة). وطبقاً لبيان أصدرته سفارة المملكة المتحدة بالخرطوم “تم تعيين المبعوث الخاص للقرن الأفريقي والبحر الأحمر. وأكد البيان عزم الخارجية البريطانية على توسيع علاقتها مع الخرطوم والتي بدأت تأخذ طابعاً مميزاً منذ قيام حكومة الثورة. وأعلنت لندن عن عزمها تقديم قرض مرحلي قيمته (330) مليون جنيه إسترليني لتسوية متأخرات السودان المستحقة لبنك التنمية الأفريقي.

اهتمام خاص:

القائم بالأعمال المؤقت بالخرطوم يشغل مهمة المبعوث البريطاني لمنطقة القرن الأفريقى وقد أضافت إليها ملف استراتيجي آخر هو البحر الأحمر الذي يعد السودان أحد الدول المهمة فيه حيث ثغرها وبوابتها الرئيسية نحو العالم (موانئ بورتسودان وسواكن)، أضف إلى ذلك يشكل الحدود المهمة للسودان من ناحيته الشرقية مع دول القرن الافريقى.

ويرى جوليان رايلي، الذي سبق وأن عمل دبلوماسياً بالخرطوم إن السودان يعتبر احد اللاعبين المهمين في منطقة القرن الأفريقي و البحر الأحمر وحوض النيل. وأضاف حسب تربيون (أتطلع إلى العمل على توسيع الشراكة العميقة بالفعل بين المملكة المتحدة والسودان”. ويتوقع حسب السفارة البريطانية في الخرطوم أن يلتقي جوليان والمبعوث الخاص للسودان وجنوب السودان بوب فيرويذر، بالمسئولين ذوي الصلة بملف العلاقات مع لندن قريبا لبحث جملة من الملفات أبرزها ملف السلام والعدالة الانتقالية والإصلاحات الاقتصادية التي بدأتها حكومة الثورة.

البحر الأحمر والتنافس:

يمثل البحر الأحمر عنصرًا مهمًا في الصراعات المحلية والدولية للسيطرة عليه، وهو أحد العناصر المهمة في السودان التي تجعل الكثير من الدول تتسابق نحوه والتنافس لتجسيد نفوذها في هذه المناطق والاستفادة من مزاياها الإستراتيجية والسياسية والجغرافية . وترتبط أهميته الإستراتيجية بموقعه حيث يتوسّط قارات العالم القديم الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا، ويشكِّل همزة وصل إستراتيجية لكثير من الطرق المائية بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي، كما يجاور منطقة الشرق الأوسط فضلا عن تأثيره الشديد والمباشر على حركة التجارة المحلية والإقليمية والدولية وهو إلى جانب ذلك يمثل هدفا سياسياً، حيويًا يدخل في سياسات الدول الكبرى والشعوب المطلة عليه ومصدراً للتنافس المباشر.

تنافس محموم:

يبدو أن اختيار ممثل بريطانيا في منطقة القرن الأفريقي وأمن البحر الأحمر ليكون قائماً بالأعمال في الخرطوم لحين اختيار سفير لها تم وفق التراتبية باختيار السفير الأنسب فضلاً عن أنه يعكس كذلك الأهمية التي توليها بريطانيا للبحر الأحمر، هذا ما يراه الخبير الدبلوماسي السفير الرشيد أبو شامى لـ(الصيحة) مضيفاً أن منطقة البحر الاحمر أصبحت محل تنافس للروس والأمريكان وربما الصين أيضاً لذا فإن لندن رأت أن الأفضل لها اختيار شخصية تكون على قدر كبير من الإلمام وقريب من ملف البحر الأحمر ولديه القدرة على التحليل وكتابة التقارير باعتباره متخصصاً، لافتاً الى الوجود الإسرائيلي أيضًا بالبحر الأحمر فضلًا عن تواجد عدد كبير من القواعد الأجنبية العسكرية بجيبوتي.

وقال أبو شامة إن أهمية البحر الأحمر تنبع من موقعه المميز جداً فهو يربط معظم القارات في العالم أفريقيا أو أروبا وآسيا وهو معبر أساسي لنقل البترول السلعة الاستراتيجية المهمة حيث يقدر أن 90% من بترول العالم يمر عبره.

الموقع المفتاحي:

وتنظر المملكة المتحدة للسودان بأنه دولة مفتاحية ومهمة جداً في أمن واستقرار البحر الأحمر ومنطقة القرن الأفريقي، خاصة بعد التحول الديمقراطي المرتقب. ويشير البروفسير عبده مختار الأستاذ المحاضر بالجامعات والمتخصص في الشؤون الدولية، إلى أن السودان يتوقع أن يلعب دورا محورياً في المنطقة إذا ما نجحت الديمقراطية وسيكون له تأثير إيجابي في القرن الأفريقي ومساعي حل النزاعات فيه. ويضيف لـ(الصيحة) أن اختيار لندن لمبعوثها في القرن الأفريقي وأمن البحر الأحمر ليكون قائماً بالأعمال يعكس أهمية العمل على تنسيقهم للسياسات الاستراتيجية المتعلقة بأمن المنطقة وأن السودان يمثل قيمة دبلوماسية سياسية لبريطانيا في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى