عضو المجلس السيادي الطاهر حجر لـ(الصيحة) 2/2 

مشكلة السودان ليست في دارفور وإنما في المركز

جبريل مكسب ومخرج للاقتصاد إذا وجد مساندة..

الحركات إضافة للحكومة لأنها تملك رؤى 

نحن ضد تجميد مسار الشرق وهذا الأمر مُخل وغير مقبول

لن ندخل كاودا محاربين، ونقول للحلو “ما في طريقة للحرب”

على إزالة التمكين محاكمة كل من أكل وسرق وقتل

 

* البعض كان يتوقع حبريل في مجلس الوزراء ولكن تم تعيينه لوزارة المالية؟

لم تكن رغبة جبريل وزارة المالية، ولكن رغبة الأطراف بما فيها مكونات الحكومة ولأنهم رأوا أنه الرجل المناسب في المكان المناسب، لذلك تنازل عن بقية المناصب وتحمل الوزارة تكليفاً، وكانت هنالك حجج منطقية،  ومن معرفتي بجبريل أنه يستحق هذا المنصب، وقد وضعوا الرجل المناسب في المكان المناسب، وإذا صبروا وساندوه سيكون المخرج ومكسبا كبيراً للسودان من خلال خبراته الاقتصادية المتراكمة والتخصصات التي تميزه وتجارب عملية كبيرة، وانه يتمتع بأخلاق عالية جداً فهو الأفيد للسودان إذا توفرت الثقة.

* ولكن سياسة تعويم الجنيه وجدت انتقادات واسعة؟

أرى أنها غير منطقية، فنحن في السودان المضاربة على الدولار أصبحت تجارة أساسية، وهي قطعاً لا يستفيد منها بنك السودان وبدلاً من بيع الدولار وتداوله في السوق الأفضل أن يتم ذلك عبر البنوك، وأعتقد أن القرار صحيح 200%  بتساوي سعر الصرف والسعر التأشيري بين بنك السودان والسوق الموازي، هذا مؤشر لتقدم البلد.

* هناك من يرى أن الحركات المسلحة أخذت النسبة الأكبر في الحكومة؟

ضحك…. وقال: نحن أخذنا نسبة كبيرة، “هو نحن منو”.

* الحركات المسلحة في السيادي والوزارات وغيرها؟

هذا بناء على اتفاق السلام ونحن لم نأخذ أو “نكوش على النسب” ولكن هذا استحقاق وأن الحركات المسلحة هي إضافة للسودان وليست خصماً عليه، وهم في الأساس سودانيون  يستحقون النسب والمناصب ويستحقون أن يكونوا في أي موقع وأن المسألة غير دقيقة، ونحن لم نستول على السلطة.

* بمعنى أن هذا استحقاق وليس تعويضاً؟

ليس استحقاقاً، وإنما تنفيذاً لعملية السلام، ونحن ننتظر الانتخابات والتقييم الحقيقي سوف يظهر بعد الانتخابات، وأن هذا ليس المقياس الحقيقي لنا فنحن أنهينا الحرب هم إضافة وليسوا خصمًا على السودان، كما أن لديهم رؤى وقد قاتلوا لأجلها عشرين سنة، وأرى أن يذهب الناس في هذا الاتجاه للاستفادة من خبرات الحركات في علاقاتها الدولية والإقليمية بما فيها من تنظيمات مختلفة ومن المفترض أن توظف لصالح السودان.

* كيف تقيّم الترحيب الحار من الشعب السوداني في ساحة الحرية؟

نعم، شاهدنا ذلك، ولكن نقول للقارئ إن الموضوع ليس موضوع تكويش على السلطة.

* سؤالنا مربوط بأن هنالك مسارات خرجت من قسمة السلطة مثل مسار الشرق الذي وقع على الاتفاقية ومسار الوسط  والشمال؟

مسار الشرق موجود في الاتفاق والوسط أيضا والشمال كذلك، ولكن الناظر لاتفاق السلام يجد أن عيبه هو أن الاتفاق ينظر إليه كمسارات ولم ينظر إليه كمسارات قومية.

* لكن هنالك أشخاص هم طرف في عرقلة الاتفاقية؟

نعم، ونحن ضد أي فكرة إقصاء لأي جهة، لأننا مكثنا سنة في التفاوض ونعرف أن السودان به مشاكل في غير مناطق الحرب، مثلاً الشمالية “مفترض كان يدخلوا الغابة” لأنهم ليست لديهم غابة، لذلك لم يدخلوا بالرغم من أن لديهم قضايا أساسية بغض النظر عن النخب الموجودة داخل الخرطوم أو المتسابقين على حكم السودان. وأؤكد أنه من الجيلي وإلى حلفا القديمة توجد مشاكل كبيرة.

* ماذا عن مسار الشرق المجمد؟

أنا ضد غياب الشرق من مجلس الشركاء والمجلس السيادي ومجلس الوزراء، بغض النظر عن الموقعين. ولكن دعيني أؤكد لك أن الشرق فيه إشكالية فهناك رافضون كما هناك موقعون، وهذا ليس سبباً كافياً لابعاده من توزيع النسب في السلطة، هذا نظام مخل وغير مقبول.

* غياب الشرق في مؤسسات الدولة؟

مهما كان.. هناك اتفاق بأن يقام مؤتمر يضم الرافضين والموقعين على الاتفاقية بعد 45 يوماً من اتفاقية السلام،  ومن المفترض أن يتم المؤتمر ومخرجاته تكون إضافة للاتفاق، ولكن ومهما كانت الأسباب نحن نرى أن غياب الشرق من مؤسسات الدولة مسألة مضرة بالسودان نفسه.

* المجتمع الدولي هدد عبد الواحد والحلو إذا لم يلحقا بالسلام؟

هذه تتوقف على إرادة السودانين ومجلس الأمن والأمم المتحدة.

* لكن الحلو نسف اتفاقية جوبا وقال لا تمثله؟

لا يعترف، هذا شأنه، ونحن نقول له “ما في طريقة للحرب مرة ثانية”، وأن الحرب لا توصلنا إلى سودان جديد، سودان المواطنة دون تمييز في الحقوق والواجبات.

* ولكن السلام لن يكتمل بدون الحلو وعبد الواحد؟

كلام غير صحيح، إن السلام لا يقف على شخوص، ولا عن طريق أشخاص محددين.

*  باعتبار أنهما مهمان لأنهما يحتلان أرضاً؟

كل الحركات لها أراضٍ.

* الحلو مسيطر على كاودا وليس بمقدوركم والحكومة دخولها؟

نحن “دخلنا الخرطوم ما بندخل كاودا” .. كاودا بلد سوداني ونحن لا نريد دخولها محاربين، ولكننا نريد أن ندخل “كاودا” بالسلام،  ونحن نناشد إخواننا بأن يوقعوا على السلام فبمقدورنا نوقفهم، ولكن هنالك قضايا أساسية، نحن طرحناها للمؤتمر الدستوري وقضية الدين والدولة نحن قلنا موقفنا واضح في اتفاق السلام، وأن تفصل المؤسسات الدينية عن مؤسسات الدولة، وفي مسألة القضايا القومية أسسنا مفوضية الأديان، لأجل الدولة، وفي هذه النقطة تركنا مساحة للمؤتمر الدستوري من القضايا الأساسية وقضية الدين والدولة والقضايا الأساسية وقضايا أخرى تتعلق بالشعب السوداني كله في كيفية الحكم.. في كيف يحكم السودان هل فدرالياً حقيقياً أم كونفيدرالياً؟

* البعض يرى أنكم كحركات مسلحة تولون المقاعد والمناصب أهمية أكبر من دارفور والسودان؟

همنا السودان، ودارفور لا توجد بها مشكلة أصلاً، مشكلة السودان ليست في دارفور وإنما في المركز هنا في الخرطوم وناسين مشكلة البلد ككل. نحن لا نتكلم عن دارفور فقط وإنما السودان كله، ولكن لدارفور خصوصية كما المنطقتين، ولذلك تم تمييزهما تمييزاً إيجابياً في الاتفاق وهذا لا يعني التفضيل، بل لأنها أقل المناطق نمواً ولأجل إلحاقها بالمجتمعات الأخرى بالإضافة إلى القسمة العادلة للسلطة والثروة. ولكن أقول إن مسألة اللحاق بالمجتمعات نحتاج بأن يرجعوا إلى تمييز الكثافة السودانية وأن اتفاق جوبا أسس لكي نتخذ معياراً عادلاً بين الناس.

* دون محاصصات؟

لا توجد محاصصة، هذا معيار اختيار على حسب الاتفاقية، مثلاً ولاية الجزيرة لا يمكن أن تقارن بولايات الشرق، هنالك معايير وأن نسبة 25% لم تخرج في اتفاق داخلي، والـ(25) خرجت للمجلس التشريعي، لذلك فإن المشاركة تأتي بالنسبة وممكن يكون لديهم مشاركة في كل المستويات المسألة، ليست مشاركة وإنما تنمية.

* بعض المواطنين ليسوا جزءاً من السلام؟

أي مواطنين؟.

* في دارفور؟

أبداً، أرى أن هناك قبولاً خلال جولتي، ولكن دعيني أقول لك صحيح هناك رافضون للسلام ويفتكرون  أن السلام بالنسبة لهم مهدد، وناس أعلنوا آراءهم وهي لا تمثل الشعب السوداني ولا شعب دارفور.

* هل لديكم تواصل مع الحلو وعبد الواحد؟

متواصلون معهما بصفتنا جيش تحرير السودان وكحركة.

* بعد وجودك في الحكومة؟

“لسه ما بقيت في الحكومة” ولم أؤدِّ القسم، ولكن متواصلين معهما، وتواصلنا غير منقطع سواء كنا في الحكومة أو خارجها وأقول إن الحلو وعبد الواحد دعاة سلام وراغبان فيه.

* كيف تنظر للتطبيع مع إسرائيل؟

أرى أن خلق العلاقات المتوازنة غير مرتبط بمصلحة إنسان آخر، وأنا مع التطبيع بما يحقق مصالح السودان، وإذا لم يحقق مكاسب للسودان تصبح العلاقة مثلها مثل أي علاقة، ونحن كسودانيين لا نربط علاقتنا مع الآخرين ولا نرضى الظلم في أي مكان.

* هل لديكم القدرة الكافية لوحدة الشعب وتأمينه؟

سعينا في اتفاق جوبا وفي البند (واحد واثنين وثلاثة واربعة وستة) فيه وحدة السودان وشعبه وترابه وقومية السودان وتماسكه ونحن “وحدويون من الدرجة الأولى” وضد أي شخص يسعى لتقسيم السودان.

* حمدوك وضع خمسة تحديات لمعالجة الاقتصاد؟

قبل توقيع السلام كنا على علم بأن هنالك أزمة اقتصاد. وكنا نعرف أنها جاية من عدم وجود إدارة جيدة لموارد البلد ونحن لدينا موارد متنوعة وغنية ولكن الفشل وضعنا خارج المنظومة الاقتصادية كذلك التأثيرات السابقة دخول السودان في القائمة السوداء وحرمان السودان من ممارسة حقه في كل الجوانب الاقتصادية.

* ما رأيك في تعويم الجنيه؟

أنا سألت جبريل، وقال إن المسألة ليست تعويماً بالكامل، لكن توحيد لسعر الصرف، وفب رأيي الشخصي وخلال تواجدي في الدول بأن القرار قرار صحيح، فمضاربة الدولار تجارة رابحة ولكن المواطن غير مستفيد وبنك السودان والأسعار خرافية.

* كيف تنظر لأداء لجنة ازالة التمكين؟

أنا مع إزالة التمكين ومع تمكين اللجنة ويجب أن يضاف لها آخرون من أطراف السلام وتبقى مسألة المحاسبة أمراً واجباً لإرجاع الحقوق ومحاسبة كل من أكل وشرب وقتل.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى