محمد حامد جوار يكتب : إلى وزير الثقافة .. أسئلة تحتاج لإجابة!!

كحال كل المهن ظلت مهنة الغناء تواكب الأحداث التاريخية على مر العصور وتوثق لكل المواقف والظروف معبرة عن رأي المجتمع تخدم أغراضه في السلم والحرب ودعوات النفير والزراعة والإنتاج ومناهضة الاستعمار والظلم والاستبداد..وكانت كل فئات المجتمع تحترم دور الفنانين ومايقومون به وتضعهم في درجات كل على حسب همومه وانحيازه للقضايا القومية .وإن اختلف البعض في ميول بعض الفنانين السياسية أو الحزبية لكن يظل احترام الهم القومي والعطاء الثر قائماً.

ماخذين بالمقولة (كل الخلافات هدفها رفعة البلاد) وأقول بكل صراحة من قبل سنين بدأت محاولات لتركيع الفنانين لأنهم مرآة للحقيقة وخاصة من قبل النظام العام  الذي تعامل مع الفنانين كمجرمين، واستغلال تصاديق الحفلات وعائداتها المادية لتصب في خزينة غير خزينة أصحاب الحق. ولتأدب الفنانين وترفعهم وعزة أنفسهم لم يسلوا أو يطالبوا. ومروا بأعياد الاستقلال التي يتصرف فيها الساسة بأمزجتهم الشخصية وبدون الرجوع للكيانات الرسمية ناهيك عن الإهمال الممنهج خاصة لكبار الموسيقيين.

استبشر الجميع خيراً بأن العهد سيكون ازدهاراً ونماءً لكل فئات المجتمع وأولها الفنون …ولكنها كانت صدمة كبرى ..أولها تجاهل دور كبار الفنانين والقضايا القومية ومن ضمنها (مبدأ الحرية أول) والسلام الذي تغنى به كلهم وحتى الإعلام الذي تحول لملكية خاصة لأمزجة وأهواء بعيداً عن المؤسسية والمهنية (وأقصد مايتعلق بالجانب الغنائي )..وأخيراً العدالة  وهي الثلاثة شعارات التي أتت بها الثورة.  أما العدالة (سوف أصمت دقيقة) ..ليس حداداً كما تسوق إليه المقولة ..إنما تفكيراً  وتساؤلات كثيرة .منها؛-

1.أليست كل الأمم تحتفي بمبدعيها وتضعهم رمزاً وعنواناً للقضايا القومية؟

2.هل من العدل أن أعاقب شخصاً وهو يقوم بواجبه تجاه العقد الملزم به؟

3..هل من العدل أن أحكم على حسب الحالة النفسية والمزاجية التي أمر بها أم هنالك تشريع وقانون ومادة؟

4.هل عقوبة أداء الواجب (إن كانت هي جريمة) مقتصرة على المتعاقد معه أم المتعاقد أيضاً؟

5.هل من العدل بعد انتهاء الحفل وذهب المغني والفرقة الموسيقية أن تتصل بهم وليأتوك راجعين احتراماً لممثل القانون لتدخلهم الحراسات وتعاقبهم   بمواد ناتجة عن تشريع شخصي ولحظي؟

6.هل سن القوانين والعقوبات محاولة إصلاح اعوجاج أم تشفي؟

7.أليست هنالك عقوبات تحذيرية (إن كانت هنالك جريمة )؟

8.أليس هنالك قتلة ومروجو مخدرات…الخ عندما التزموا بحسن السير والسلوك تم إعفاؤهم؟

9.أليست هنالك كيانات ينتمي إليها هؤلاء الفنانون لتخاطبهم عبرها الأجهزة العدلية احتراماً لتاريخهم إن كانوا فعلاً أجرموا ؟

10.أليس من المفترض قبل إصدار العقوبة أن يكون هنالك إلمام بالحالة الصحية والنفسية والاقتصادية للجاني؟..

فلتعلموا هنالك من الموسيقيين عندما يجد حفلاً في الأسبوع ومبلغ ثلاثة آلاف يحتفي بها ويظل يحافظ عليها فقط للأكل والشراب حتى يجود المولى عزوجل بأخرى.

تظل عقيدتنا راسخة بعدالة الحكم العدل  وبكم من الحكماء ومن يهتدي بشرع الله، وسنظل ندافع عن مهنتنا التي أكرمنا بها المولى عز وجل ويظل الشعب السوداني من نعبر عنه وعن ثقافاته ومتطلباته الحالية والآنية وبحثه عن الأمان والرفاهية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى