بستان الحلنقي

 

مصطفى سيدأحمد:

رحل مصطفى سيد وأحمد ومازالت في القلب حسرة ودمعة لا تريد النزول مطلقاً.. دمعة تتجدد كل عام وتفتح الجراحات.. ولكن هل تبقي هناك شيء لم يقل؟ أعتقد أنه مازال هناك الكثير الذي لم يقل عن مصطفى سيد أحمد وكل تفاصيله الحياتية والغنائية.. فهو فنان كالأرض تماماً مازال الغموض يكتنف جوانب حياته.. حيث كلما نقبت عن شيء يظل هناك الكثير والمثير والخفي الذي لم يطرق .. وهكذا سيظل مصطفى سيد أحمد عصياً على الإدراك..

أحمد ربشة:

وضع ربشة بصمته في الغناء السوداني ،بل يمكن أن نتعبره هو قائد كل الإجيال الغنائية والمدارس الجديدة التي أعقبت محمد وردي ومحمد الأمين.. ولكن رغم الإضافات التي أسداها الرجل للغناء والموسيقي والطرائق الأدائية التي أبتدعها ظلت سيرته الذاتية مجهولة التفاصيل.. هذا الرجل الذي جأ كالطيف ليدرس الموسيقى في السودان ولكنه أصبح سودانياً محضاً وكأنه ولد علي ضفاف هذا النيل أو في سهوب وسهول البطانة.

عبد الرحمن الريح:

وفى عام 1943م دخل عبد الرحمن الريح مجال العزف على العود محاولاً تحقيق مساحة جديدة من النجاح الفنى بعد ان شعر ان المستقبل اصبح للالة الموسيقية التى جذبت انتباه المستمعين نحو الإمكانيات المبهجة للآلة الموسيقية، وكانت أولى أغنياته التي وضع كلماتها ولحنها مستعملاً آلة العود اغنية (بعيد الدار طال بي بعدك مني يا مولاي تنجز وعدك) وقد غناها زنقار ثم تلاها بمجموعة اغانٍ كانت من نصيب إبراهيم عبد الجليل (أضيع انا، الساعة كم، ما ممكن أصرح) وغنى له كرومة (في رونق الصبح البديع) وهى من كلمات محمد بشير عنيق وألحانه.

صلاح مصطفى:

يظل الفنان الكبير صلاح مصطفى واحداً من الفنانين الذين وضعوا بصمة واضحة على خارطة الغناء في هذا الوطن.. فهو كصوت يمتلك مقدرات غير عادية ومعدومة تماماً.. حيث يتحرك في كل المقامات بحرفية ومهنية عالية. ولعل أعظم ما في صلاح مصطفى موهبته التلحينية التي تصل مرحلة العبقرية، والناظر لقائمته الغنائية يلحظ دقة وجودة ألحانه التي تتميز بالانسيابية والتلقائية..ولكن رغم ذلك ظل صلاح مصطفى بعيداً عن دائرة الضوء ولا يجد الشكل اللائق من الاعتبار لفنان قدم وقدم الكثير ثم أنزوي في الحتانة هناك!!

إبراهيم عوض:

إبراهيم عوض.. الفنان الذري كما أطلق عليه المرحوم رحمي سليمان.. فنان نحت بصوته البديع نقوشاً مازالت ترن في ذاكرة السودانيين.. وتتربع على أعلى قمم الحب.. ذلك لأنه انتهج نهجاً جديداً في شكل الغناء الذي يؤديه.. ولعله الفنان الأول الذي كان جريئاً في طرحه الغنائي. .فهو أول من واجه الحبيب وصرح بخيانته في أغنية “يا خاين”.. حيث كان الغناء  لحظتها قبله يتسكع في أضابير الخوف وعدم القدرة علي التصريح.. ذلك كان ابراهيم عوض الفنان الذي قدم عطاء جزيلاً ومتدفقاً وسيبقي مدي الأيام تاريخاً وسيماً ومضيئاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى