عمر الجزلي في حوار الصراحة والوضوح مع (الصيحة)

 

تركت العمل بالتلفزيون منذ سنوات وهذه هي أسباب الشائعات المغرضة

أنا محبٌ للفنون والتأريخ والتوثيق ولا اهتمامات لي أصلاً بالسياسة

حوارنا اليوم مع شخصية إعلامية تركت بصمتها واضحة في مجال الإعلام ألا وهو الإعلامي المتميز الأستاذ عمر الجزلي والذي بدأ مشواره بالإذاعة السودانية قي العام 1967م حتى العام 2006م حقق د.عمر المرتبة الأولى كأميز قارئ لأخبار من خلال آخر استطلاعات الرأي التي أجراها التلفزيون  السوداني العام الماضي بين الجماهير، فهو شخصية إعلامية متفردة مبدعة شغل كثيراً من المناصب بالهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون تخرج على يده الكثير من الإعلاميين المبدعين أيضاً يعملون داخل وخارج السودان.

وأفنى حياته فيه ليضئ عتمة الدروب للآخرين تدرب على يده الكثير من الشباب الطامحين في مجال الإعلام.. عمل بكل القوالب الفنية والثقافية وله العديد من البرامج أوتار الليل والبرنامج التاريخي أسماء في حياتنا، ذهب إلى أمريكا مستشفياً نتمنى له عاجل الشفاء.

حوار: آمنة سعيد

متى ذهبت إلى أمريكا وكيف تقيم عمل التلفزيون بعد التغيير وقبله؟

مرحباً الابنة آمنة سعيد بدءاً أود أن أعتذر لك لتأخري في الرد عليك لانشغالي بمتابعة علاجي الذي بدأته منذ أن حضرت لأمريكا في العام 2015 ومازلت أتابعه حتى الآن، مما جعلني أبقى بأمريكا كل تلكم السنوات الست مع أبنائي البررة.. الذين يتولون أمري وأمر علاجي.. فترتي الآن حقيقةً قاربت السنوات الست بمهجري البعيد بأمريكا.. والحمدلله ..

-أما عن برامج التلفزيون فقد كانت قبل سفري منذ خمس سنوات متميزة ورائعة.. ومقبولة إلى حد كبير، وكان جميع العاملين يعملون وكعادتهم بجدٍ واجتهاد لحبهم وتفانيهم في العمل ..

-الآن أصبحت البرامج غير ثابتة وتفتقد للرؤية الثاقبة التي تضع وتقترح البرامج وذلك للخبرات الضعيفة والمتواضعة التي تُشرف الآن على وضع البرامج..

-حقيقةً كنت آمل أن أكون بينكم لحضور ثورة ديسمبر لكن الله أراد لي في ذلك الوقت أن أكون بأمريكا.. للعلاج ولكنني قابلت بواشنطن الأخ رئيس الوزراء عبدالله حمدوك وبعض الوزراء والسفراء والرجل الراقي وزير الدفاع الراحل المقيم الفريق جمال عمر رحمه الله والذي كان مُصراً على عودتي لدفع العمل الإعلامي بالسودان، ولكنني اعتذرت له ولرئيس الوزراء لعدم اكتمال علاجي.. لقد كانت مقابلاتي معهم ودودةً ومفيدة.

 برأيك ما هي أسباب الصراعات الموجودة في هذا المرفق؟

-إذا فهمت سؤالك.. فلا علم لي بما يجري الآن من صراعات لأنني تركت العمل بالتلفزيون منذ العام 2006.. أي قبل أربعة عشر عاماً.. ولكني كنت ومازلت أتعاون مع الإذاعة والتلفزيون بقراءة الأخبار وتقديم برنامج أسماء في حياتنا مما جعل البعض يعتقد أنني مازلت أعمل في وظيفة ثابتة بالتلفزيون.. ولكنني كنت قد تفرغت للعمل كأستاذ جامعي وأتعاون فقط مع الإذاعة والتلفزيون اللتين التحقت بهما قبل حكم الرئيس نميري أي في العام 1967.. وأعتقد أنها كانت فترة كافية إلى 2006.. بعدها أصبحت متعاوناً فقط.

لماذا روج البعض عن قائمة مضروبة ضمت اسمك وأنت الذي تركت العمل من. العام 2006 بالتلفزيون أي قبل 14عاماً؟

-الذين روجوا لذلك هم من مرضى الأنفس والدواخل القبيحة فأنا الذي تركت العمل بالتلفزيون منذ سنوات طويلة.. كيف يقال عني هذا ولا وظيفة لي أصلاً بالتلفزيون، لأنني تركتها في 2006 حاجة عجيبة ومضحكة وكلها غرض وحسد للأسف الشديد.

الجميع يعلم أنك قد لاقيت عنتاً كبيراً من النظام السابق بل وقد تم إيقافك لمرات كثيرة وقد نشر ذلك بالصحف في ذلك الوقت، حيث تم إيقافك عن العمل.. بالتلفزيون حتى أنه قد تم اعتقالك مع انقلاب ضباط رمضان.. الشهير هل أنت يساري وما هي حقيقة لونك السياسي؟ أو إلى أي الأحزاب تنتمي؟

نعم لقد لاقيت الكثير.. والجميع يعرفون ذلك.. ولكن كل ذلك قد مضى وانقضى.. فلماذا نكرر ما مضى وانقضى وما حدث لي ليس هو ببطولات تُحكى أو أفاخر بها أو أدعيها فقد حدثت لي ومضت في وقتها.. ولا أريد تردادها.. فهذا ليس من شيمتي  وتربيتي أن أفعل ذلك.. مدعياً بها البطولات !!!!

و كما لاقيت يا أختي عنتاً وصعوبات فقد لاقيت  أيضاً تعاوناً وتقديراً وتشجيعاً واحتراماً كبيراً  لمجهوداتي التي بذلتها من أجل التوثيق.. وهناك شخصيات سأظل أحترمها وأقدرها ما حييت ومهما حدث من تقلبات الزمن والسياسة والناس فسيظلون من   الأصدقاء المخلصين.

أما عن اتجاهاتي السياسية.. فأنا لا أنتمي سياسياً لأي فريق وكما يعرفني الكثيرون لا أنتمي لأي جهة سياسية مهما كانت وسأظل على موقفي هذا ما بقي لي من عُمر وحزبي الأوحد اسمه؛ الوطن السودان …

 هل في الأسرة الكبيرة اتجاهات سياسية؟

والله لا أعرف عن ذلك.. كثيراً غير أن والدي كان اتحادياً أصيلاً وعلى صلات وثيقة وحميمة بالزعيم الأزهري ومبارك زروق ويحيى ومحمود الفضلي وبابكر القباني وحسن عوض الله وكثيرين من أقطاب الاتحادي، وكان أيضاً صديقاً للكثيرين من حزب الأمة كالأمير نقد الله والسيد أحمد المهدي والسيد الصادق المهدي وبعض أقطاب أخرى من حزب الأمة.. والأحزاب الأخرى.

الإعلام السوداني كيف يمكن تطويره لمواكبة التطور الدولي؟

سؤال يتكرر للأسف بصورة ساذجة.. ومن قال إن إعلامنا وإعلاميينا الأفذاذ غير متطورين هذه فرية رددها ويرددها البعض بصورة ببغاوية ..

نعم هناك من يحتاجون لمزيد من تكثيف التدريب.. وصدقيني الذي لا يمتلك الاستعداد الفطري أولاً وثانياً لا يمكن أن يتقدم قيد أُنملة في هذا المجال، ثم من بعد ذلك التزود بالدراسة والعلم والخبرة.. وكل هذا يحتاج إلى رجال أكفاء من الإعلاميين المتمكنين من أدواتهم اللغوية والأدائية والمعرفية الذين يمكنهم الاشراف على هذا الأمر المهم.

-وأنت يمكنك أن تجد ألف رئيس للوزراء ولكنك من الصعوبة بمكان أن تجدي إعلامياً متمكناً من أدواته المعرفية واللغوية بصورة مقنعة وسهلة.

نسمع في أيام الثورة أن التلفزيون يتحرر الآن وسيكون هنالك شباب كفاءات ويقولون ليس العمل حكراً على أحد؟

أجابتي لك يا أختي هي أن هذه وكما يبدو رؤيتهم التقدمية الصحيحة لتطوير العمل واللهم زدنا علماً.

 ماهو قولك فيما ما حدث لزملائك وزميلاتك بالتلفزيون في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة في السودان؟

حقيقة هذا ظلمٌ بين وكبير و أمر مؤسف للغاية.. ولقد تألمت له كثيراً بل وكتبت عن ذلك الأمر مقالاً طويلاً منتقدا فيه إزاحة هذه الخبرات الرائعة التي لن تتكرر بسهولة ويسر.. والأمر الآن كله أمام القضاء.. الذي بلاشك سيصدع بالحق عاجلاً أم آجلاً.

سؤال أخير.. متى العودة؟

والله لا يؤخرني عن العودة إلى وطني إلا اكتمال العلاج بحوله تعالى .

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى