تلحينها استغرق خمس سنوات الود … الأغنية المختلفة عند وردي

 

(1)

لطالما كانت عوالم الفنان محمد عثمان وردي مليئة بالدهشة والجمال في كل تفاصيلها الفنية سواء على مستوى اللحن او المفردة الشعرية المنتقاة بعناية او التوزيع الموسيقي والتنفيذ كذلك .. وتعد اغنية الود احدى روائع فنان افريقيا الأول الذي وصفها في لقاء أجريناه معه بمنزله وكان من أجمل الحوارات الصحفية واكثرها متعة، الود اغنية لا تشبه غيرها من الاغنيات فهي مختلفة عن كل الاغنيات السائدة في ذلك الوقت ، وقد ابدع عمر الطيب الدوش في كتابتها.

(2)

ويضيف وردي بدأت في تلحين اغنية الود في العام 1965م ولم اكملها الا في العام 1970م، ويرى ملك افريقيا ان تأخر اللحن يرجع لصعوبة كلمات ومفردات الأغنية، كما انها اغنية تحمل فكرة مختلفة لذلك حاولت ان اشرح الكلمات عبر اللحن الذي اقدمه للجمهور.

(3)

ولعل ذلك ما يفسر سر بهاء وجمال الأغنية التي تعتبر أهزوجة سودانية خالدة جمعت بين المفردة المتميزة واللحن العبقري والتوزيع الموسيقي المُدهش، لهذا ظلت باقية في وجدان محبي النغم الجميل والطرب الأصيل، يكفي ان تستمع للود كموسيقى ولحن فقط، وعندما تأتيك الكلمات مع صوت وردي تنساب الالحان لتدغدغ الوجدان بعمل اكتسى بالروعة واكتسب التفرد.

(4)

ويضيف وردي عندما قدمت اغنية الود في ذلك الزمان لم يفهمها الناس مباشرة ولم يتقبلوها لأنها شكل غنائي جديد ونمط مختلف عما هو سائد ومقدم في الساحة الفنية والغنائية .. لكنها وجدت حظها ومكانتها عند المستمعين ومحبي الغناء الجميل بعد ان اعتادوا عليها وسمعوها وألفوها واكتشفوا جمالياتها على مستوى اللحن والكلمة والموسيقى وهذا الشئ منحها الخلود والبقاء عبر عقود من الزمن.

(5)

الاغنية التي بلغت (51) عاماً وما زالت بذات الروعة تستمع اليها اجيال الالفينات كما يترنم ويشدو بها جيل السبعينات وايضاً هذه الميزة تبرهن على عبقرية وردي الذي نجح في تقديم اغنيات تواكب وتصلح لكل الاجيال وعبر الأزمنة المختلفة. ويرى وردي ان تعاونه مع الشاعر الجميل الراحل عمر الطيب الدوش مكنه من اكتشاف حب هذا الفنان للسودان حيث قال: هو شاعر لم يغن إلا للوطن … الدوش شاعر ( الحبيبة) عنده تعني الوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى