صلاح الدين عووضة يكتب.. آخر الكلمات !!

كسبناه…..

فعلنا كل شيء..

دفعنا… وطبعنا… وشحدنا… ولوصفات صندوق النقد طبّقنا..

وفي ذلكم كله كانوا يبشروننا بالفرج… والانفراج… والفراريج؛ على الموائد..

وكنا – في المُقابل – نُراهن على (سنعثر)…لا (سنعبر)..

وتشهد على ذلك كتاباتنا… وصرخاتنا… وتحذيراتنا… وتنبيهاتنا… وعواءاتنا..

فالحلول قريبة هنا في الداخل… لا بعيدة هناك في الخارج..

وحلول الداخل تحتاج إلى كفاءات… لا (كفوات)؛ من شاكلة مدني كلوش..

وكنا نتمنى – صادقين – أن نخسر رهاننا ذاك..

ولكن… وللأسف الشديد..

كسبناه !!..

سبحان الله…….

الذي يخلق من الشبه أربعين..

في البشر… والمواقف… والأنظمة… وحتى الذي نحن بصدده هذا..

فقد وُجِّه إليّ اتهام – من تلقاء أحدهم – بأن كتاباتنا تعمل على تحريض الشارع ضد الحكومة..

ومعلومٌ أنّ الشارع الآن يشتعل بعد أن اشتعل الوضع..

وقبل سقوط الإنقاذ بأيام كنت محبوساً – انفرادياً – بمكاتب الأمن..

والتهمة: كتاباتنا تعمل على تحريض الشارع ضد الحكومة؛ الكلام ذاته بحذافيره..

وفعلاً يخلق من الشبه أربعين..

وكذلك من الفشل أربعين… والصفوف أربعين… والبرود أربعين… ومدني عباس أربعين..

ومن الشوارع: شارع الأربعين..

وسبحان الله !!..

أو كوز……..

هبة قبل أيام بالتلفزيون :

كل همّنا – وسياساتنا – مُراعاة راحة المواطن..

ومن أجل المواطنين – وخاطر عيونهم – نتجنّب اتّخاذ القرارات التي تزيد من مُعاناته..

ونحن – طبعاً – نصدِّق الحكومة… والست هبة..

والتي تبدو – كواحدة من المُواطنين هؤلاء – مُرتاحة جداً من خلال الشاشة التي لا تكذب..

ومن ثَمّ فإنّ أيِّ مُواطن يدّعي أنّه غير مُرتاحٍ فهو إما كذّاب..

وإما كُوز !!..

لسه الكيزان؟……..

صدق حميدتي..

إذ يقول إنّ السودان غنيٌّ بموارده… وثرواته… وخيراته… وناسه..

ولكن الفشل فينا نحن..

وهذا اعترافٌ شجاعٌ لم يقدر عليه الشق المدني الذي ظل يمضغ موالاً واحداً حتى بات مُمِلاً..

وفوق إنه مُملٌ فهو لم يعد يُقنع حتى (شافع) الروضة..

وهو أن السبب الكيزان..

بعد عامين من الثورة… ومن التمكين المضاد.. ومن لجنة إزالة التمكين… ومن استرداد المليارات..

لسه – وبرضه – الكيزان؟!..

وعجيبة جديدة……..

فعجائب فترتنا الانتقالية هذه لا تنقضي..

ولكن فيما يلي عجيبتنا هذه فأرجوكم خُذوني على قدر عقلي… فما فضل لينا فيها عقل..

فدحين حزب الأمة ده مُش اعترض على طريقة تشكيل الحكومة؟..

وسبب الرفض هو اعتمادها المحاصصات السياسية؟..

وإنّ الفترة الانتقالية هذه – أصلاً – قائمة على فكرة اختيار الكفاءات المستقلة؟..

وإنّ الأحزاب تنتظر لحدّ الانتخابات… والحشّاش يملأ شبكته؟..

لو فهمي – الذي على أدي – لحد هنا صحيح؛ طيِّب أليس هو حزب سياسي؟..

وألم يُطالب بحصة – يعني مُحاصصة – تناسب وزنه السياسي؟..

فهِّمونا لو كنتم فاهمين حاجة..

أو فلتضربوا كفاً بكفٍ – مثلي – ثم رَدّدوا معي :

عجيبــــة !!..

كلمة أخيرة…….

ونقتبسها مما قاله صديقي الشاعر للتي فرضت نفسها عليه كما فرض هؤلاء أنفسهم علينا..

وذلك عِوضاً عن كلمة كتبناها آخر أيام الإنقاذ بعنوان (وسكت الكلام)..

يقول الراحل عبده سري: اذهبي عني بعيداً…

آخر الكلمات عندي !!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى