تغيرت الكراسي وترابيز الحديد القديمة .. المطاعم السودانية.. قفزة بعيداً عن التقليدية !!

 

الصيحة:  أمير آدم حسن

(1)

التحدي يطال كل شيء وهو سمة سائدة للمجتمعات وهو مؤشر واضح لقيمة الحراك الاجتماعي المنبعث من الهجرات والوسائط الاعلامية التي ما فتئت ترسل لنا في كل صباح جديد منتج أو وصفة لشكل وتفاصيل الحياة الاجتماعية الراقية. وعلى خلفية ما يحدث تتناثر في ذاكرتنا الأشكال التقليدية للبيوت والمقاهي والمطاعم وهي مسترخية في مهدها التقليدي، فلا زالت الصورة النمطية للمطاعم السودانية تتغلغل في براحات أيامنا بشكلها الموسوم بدءاً من عمالها وأطعمتها انتهاءً بأثاثاتها التقليدية.

(2)

 من بين كل هذه الحوائط الغارقة في القديم انبعثت أنوار كاشفة تضي لنا الطريق نحو آفق جديد بدأت تلوح بوداره في سباق محموم نحو اجتذاب الزبائن والعملاء. نسوح في هذه السموات لنقف على الابعاد التي تجسد فيها الشكل الحديث للمطاعم والأطعمة السودانية، وبمعيتنا الأستاذ محمد بابكر الحلو الذي يقول أعتقد ان المدخل لهذا التحديث الذي جرى لمحلات الأطعمة هو الفكر الاستثماري الواضح وهو أساس متين تقف عليه الصورة الجديدة لشكل ومحتوى المطاعم السودانية وهذا الأمر يعود أولا وأخيرا للانفتاح بشقيه الإعلامي والاقتصادي فمن زاويته الإعلامية نقلت لنا الشاشات الملونة صورا جميلة لما يحدث في هذا المجال.

(3)

 وأضاف الحلو (اعتقد ان الصورة كانت مستفزة جدا لأصحاب المحلات التقليدية فدخل السراميك ودخلت الأزياء الحديثة الموحدة وبالتالي انتقل الناس إلى فرع آخر داخل هذه المطاعم وهو قائمة الطعام التي شهدت تحديثا واضحا الشيء. الثاني هو نوعية الزبون والتي تغيرت كثيرا فقد زاد عدد الأفندية والمثقفين وهي طبقات لها متطلباتها ومقاييسها التي يجب ان تراعى وكان ذلك ما حدث بالضبط أيضا كان للانفتاح الاقتصادي وجريان السيولة في أيدي الناس دورا كبيرا في التغيير الذي حدث.

(4)

 ويقول الأستاذ محمد بابكر إن أثر المال كان واضحا في دخول الفكر الإعلاني لهذه المطاعم من خلال اللافتات المضيئة وشكل الديكور وما يحويه من لوحات وأزياء العمال وهذه النقطة بالتحديد كانت نقلة كبيرة من شكل العامل التقليدي إلى الصورة التي نراها الآن وتتجلى الوضعية الجديدة في ازدياد روح التنافس بين هذه المطاعم أيضا حدث تعديل واضح على مستوى الأثاثات واختفت (كراسي وترابيز الحديد) وحلت محلها أخرى من بيوتات الأثاثات والديكور أيضا شكل التعامل القديم (الكاشير) مثلا حلت محله الفاتورة في بعض المحلات.

(5)

ويضيف الأستاذ محمد بابكر الحلو قائلا كل هذا الأمر تواكب معه تعديل على مستوى قائمة الطعام وانتقل المزيج القديم بين (البلدي والحديث) إلى شكل آخر حيث تم الفصل بينهما نوعا ما أيضا دخلت مسميات وعلامات تجارية لمطاعم مستوردة مثل (جاد والعبد ورويال بروست) وغيرها من العلامات العالمية أو الإقليمية إضافة إلى سلسلة مطاعم البيتزا والفطائر وهذا الأمر أيضا له مؤاشراته الايجابية والي تتمثل في تلبية رغبات الزبون الأجنبي وعلى كل فأنا اعتبرها ظاهرة ايجابية وهي دليل عافية اقتصادية واجتماعية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى