لواء ركن (م) الصادق محمد سالم يكتب : الدراسة التحليلية العلمية حول نقل أو بقاء العاصمة القومية ــ   2

نواصل التحليل العلمي حول نقل أو بقاء العاصمة القومية للوصول لقرار النقل أو البقاء،  واستكمالها لدراسة العاصمة القومية موضع الدراسة،  والتي تقع في وسط السودان بمساحتها الحالية كما تجاور العاصمة (6) ولايات وملتقى للنيلين الأبيض والأزرق، كما هي مركز السيادة والعاصمة كتاب مفتوح نطالع في صفحاته التاريخ والسكان والتراث والخصائص الاجتماعية والاقتصادية، فنجد معدلات عالية في النمو السكاني مع ارتفاع معدلات الهجرة للمدن الكبيرة مع ضعف الفوارق الاقتصادية والغياب التام للخبرات التخطيطية وفشلها وذلك لعده أسباب، منها ضعف القدرة الاقتصادية واتساع الهوة في الدخول الإقليمية بين المدن والريف، والنمو المتسارع للمدن الكبرى أمدرمان والخرطوم وبحري مع نشأة الأحياء العشوائية.

تتفاوت الاستراتيجيات القطرية والطبيعية في الدول النامية نتيجة لإحداث نقلة ريفية وعدم التركيز على الزراعة والصناعة والتي توفر الحاجات الأساسية من التعليم والصحة والخدمات الأخرى وتوفير السلع الضرورية.

وبالنظر لأرقام التعدادات السكانية الأربعة، نتجت بعض الظواهر الآتية

  • معدل نمو سكاني مرتفع.
  • هيمنة العاصمة على الأقاليم.
  • وجود فجوة إقليمية تزداد حدة في الدخول والخدمات والأنشطة الاقتصادية والصناعية.
  • وجود خلل في النظام الحضري.
  • تدهور الأمكنة المركزية في المدن والعواصم الإقليمية مما زاد الهجرة للعاصمة.

ورغم مما ذُكر، أن نقل العاصمة يحقق بعض الأهداف بالبحث عن عاصمة جديدة تعيد تخطيطا جديداً بالعاصمة القومية بإعادة التوازن الحضري ونشير لسلبيات نقل العاصمة منها:

  • فداحة التكاليف.
  • صعوبة وجود موقع جديد أنسب من العاصمة الحالية.
  • ارتباك في المدن القديمة.

خلصت الدراسة أنه من الأفضل بقاء العاصمة القومية في الخرطوم الكبرى مع زيادة فعاليتها من خلال رسم استراتيجية حضرية وسكانية للحد من النمو المتسارع مع خارطة جديدة لاستخدام الأراضي، وزيادة المساحات الخضراء للعاصمة القومية، وتحليل ورسم استراتيجية جادة لها مع إعطاء أولويات للأقاليم الأقل نمواً، ورسم خريطة تخطيطية واضحة المعالم للقرى والمدن الكبرى والصغرى والمتوسطة في كل الأقاليم مع توفير الخدمات ووضع خطة استثمارية تنقل الاستثمار للمدن الصغرى مع توزيع الدوائر الحكومية والمؤسسات والشركات من قلب العاصمة مما يقلل الازدحام الداخلي في قلب العاصمة، وإخلاء ضفاف النيل من المؤسسات الرسمية وتنفيذ المخطط الهيكلي العمراني بالإرادة والدعم السياسي وخلخلة مراكز المدن الكبرى وإحداث تنمية متوازنة للمدن الثلاث للعاصمة القومية مع وضع خطة لإزالة السكن العشوائي والبحث عن طرق جديدة دائرية بكباري طائرة لتخفيف الازدحام داخل العاصمة .

وختاماً، إن المخططات الهيكلية للمدن يجب أن تخطط بنهج علمي يعني ذلك  تجديد استخدامات الأراضي، مع مراعاة النمو السكاني والاقتصادي وحاجات المجتمع. ولم تصل التجارب السابقة للمخططات القومية ولم تؤتِ أكلها لعدة أسباب منها الظروف الاقتصادية، مع تشجيع الولايات والمحليات على ارتياد مجالات الاستثمار بتمويل منفرد أو الاشتراك مع القطاع الخاص المحلي أو الأجنبي مع تشجيع الاستثمارات الصغرى كالمزارع ومجمعات الألبان والدواجن والصناعات الريفية مع دعم  الولايات والمحليات بكوادر مدربة.

هذه لمحة موجزة لدراسة نقل أو بقاء العاصمة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى