الإجلاس والكتاب والجائحة ..حصار التعليم بالولايات .. الجزيرة .. الفقر والموجة الثانية

 الخرطوم : الصيحة

من حاضرة الجزيرة تناول مراسل (الصيحة) أحمد الطيب المنصور انطلاقة العام الدراسي بولاية الجزيرة في ظل الكثير من العقبات التي يقف علي رأسها انتشار الموجة الثانية من جائحة كورونا وفي ظل انهيار النظام الصحي بالولاية، وكتب: ذلك ما دفع د. أحمد المصطفى شيخ إدريس مدير عام الصحة بتوصية لوالي ولاية الجزيرة لإغلاق المدارس والجامعات وصالات المناسبات وأماكن التجمعات  .

كما أن الأزمات التي تعيشها الولاية من انعدام الوقود والنقص في حصة الدقيق يؤثر على سير العملية التعليمية.

أما في أروقة التربية والتعليم التي شهدت في الفترة السابقة احتدام الصراع حول منصب مدير عام وزارة التربية والتعليم داخل الحاضنة السياسية قوى الحرية والتغيير والذي حسمه والي الجزيرة بتعيين مدير عام مهني الأستاذ مامون عالم عبد الرحيم أثر بصورة مباشرة على سير العمل بالوزارة على الرغم من مبادرات عدد من منظمات المجتمع المدني للارتقاء بالبيئة المدرسية وصيانة 12 مدرسة أساس في المجتمعات ذات الحاجة الماسة خاصة في محليتي شرق الجزيرة.

وكشف عدد من المعلمين استطلعتهم الصيحة، عن نقص حاد في الإجلاس والكتاب المدرسي وأن الحذف في بعض مواد المنهج كان يحتاج إلى نشرات وورش لشرح أبعاد هذه التعديلات، وقال أحد مديري المدارس أنه تحصل عليها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

كما كشفت جولة للصيحة على عدد من مكاتب وحدات مرحلة الأساس بمحلية ود مدني عن افتقارها الى أبسط معينات العمل وعدم وجود وسائل للحركة، كما أن تسيير المدارس يخضع لمبادرات النفير بين المعلمين ومجالس الأمناء لدفع فاتورة الكهرباء والمياه وشراء الطباشير و الأوراق.

أما المدارس الخاصة، فقد أدى ارتفاع الأسعار والتضخم الذي تعيشه الولاية إلى ارتفاع التكلفة التشغيلية مما ينذر بخروج عدد كبير منها عن دائرة العملية التعليمية، حيث وصلت الرسوم الدراسية في عدد منها إلى  ألف جنيه زائد رسوم الترحيل لتصل تكلفة الطالب لأكثر من 60 ألف جنيه في ظل قلة مواعين التعليم وتدهور بيئتها.

هذا الأمر ينذر ببداية متعثرة للعام الدراسي بسبب حالة الارتباك التي تعيشها وزارة التعليم الاتحادية والتي انعكست على الولايات وتصاعد الدعوات بالولاية لتأجيل الدراسة لشهر قادم مع استمرار الفصول النهائية وتطبيق الاشتراطات الصحية للتباعد الاجتماعي بسبب انتشار جائحة كورونا بولاية الجزيرة خاصة بمحلية ودمدني وإصابة ووفاة بعض المعلمين بالجائحة.

*كسلا.. نقص في الكتاب المدرسي

في ولاية كسلا نقل مراسل الصيحة أحمد بامنت انه لم تشهد ولاية كسلا تغييرات جوهرية منذ سقوط النظام المباد، وظلت تدور في حلقة مفرغة من الصراعات السياسية في ظل فراغ دستوري انعكست آثاره على كافة القطاعات الخدمة بالولاية ولم يسلم من ذلك قطاع التعليم بل كان أحد أبرز ميادين الصراع، وكانت للجنة المعلمين دور بارز كأحد المكونات الثورية بتجمع المهنيين، وقد قادت ثورة داخل الثورة، وأعلنت عن عزمها لإحداث تغيير فعلي في وزارة التربية والتوجية، وجاءت بمديرها العام الاستاذ أحمد حسن فضل الذي لم يمكث طويلاً حتى طالبت ذات اللجنة بتغييره وذلك بحجة أن الرجل حاد عن قيم الثورة وتنكب الطريق، وذلك على حد قولهم لتخرج مرة أخرى الدعوة بتغييره، كل ذلك والولاية لم تنعم باستقرار ليخرج أمين عام الحكومة المكلف بأعباء والي الولاية الأستاذ فتح الرحمن الأمين بلفت أنظار العالم أجمع باستصدار ثلاثة قرارات متتالية حيث قام بإعفاء مدير عام التربية والتوجية الأستاذ أحمد حسن فضل وتعيين آخر ومن ثم يأتي بقرار آخر بتجميد القرار الأول، وبعد ذلك بقليل يصدر قراراً ثالثاً بإعفائهما الاثنين وتكليف الأستاذ أبوالقاسم محمد الأمين خليفة مديراً عاماً للوزارة وفي ظل هذا يأتي التاريخ المحدد لانطلاقه العام الدراسي لكافة الفصول الدراسية.

ويقول المدير المكلف إنهم رغم كل تلك الظروف أكملوا استعداداتهم لفتح المدراس في موعدها، مبيناً أن الفصلين الثامن أساس والثالث الثانوي  استأنفا الدراسة منذ الحادي عشر من أكتوبر الماضي، مشيرًا إلى الجهود التي بذلت في عملية تصحيح شهادة الأساس وإعلان النتيجة وتوزيع الطلاب توزيعاً جغرافياً، وأشار أبوالقاسم إلى مستوى الإعداد في مجال الإجلاس والذي تم بنسبة مقدرة لمرحلتي الأساس والثانوي عبر منحة من مجلس السيادة  بواقع إجلاس رباعي للأساس وفردي للثانوي وتطرق إلى الترتيبات الجارية لتوفير الكتاب المدرسي، مبيناً أنه تم تأمين الكتاب المدرسي للمرحلة الثانوية بنسبة ٧٠٪ فيما يصل النقص في كتاب مرحلة الأساس إلى ٥٠٪ مؤكدًا أن كتاب التربية الإسلامية للصف الأول أساس وصل بنسبة ١٠٠٪ بواقع كتاب لكل تلميذ، وأكد مدير عام التربية والتوجيه المكلف وصول نشرات توجيهية تحدد المستجدات في بعض المواد من المناهج الجديدة، وأضاف أن الجهود المبذولة في العودة الآمنة للمدارس في ظل الموجة الثاني، كورونا، وقال إنهم بالتعاون والتنسيق مع وزارة الصحة قاموا بإجراء دورات تدريبية وتوعوية في عدد من المحليات لضمان سلامة التلاميذ..

* ضوابط صحية للمدارس بشمال كردفان

الزميل  معتصم حسن عبد الله من ولاية شمال كردفان نقل تحديات ومخاوف العام الدراسي هناك، حيث تبرز الأزمة الاقتصادية كأكبر تحدٍّ والتي انعكست في الضائقة المعيشية التي يعيشها المواطن  بصورة عامة من خبز ومواصلات وغيرهما من الأزمات التي يجابهها المواطن، بجانب ذلك عدم توفر الكتاب المدرسي هو الآخر يواجه مشكلة في إعداده وتجهيزه، وهنالك مخاوف متمثلة في جائحة كورونا في موجتها الثانية التي تنذر بخطر كبير، هذه الأزمات والمخاوف جميعها تشكل تحدياً حقيقيا لانطلاق واستمرار العام الدراسي..

وفي هذا الصدد عقدت اجتماعات متواصلة بالأمانة العامة لحكومة الولاية وبوزارة التربية والتعليم لبحث ومناقشة انطلاقة العام الدارسي في الثاني والعشرين من الشهر الجاري.

وأكد والي ولاية شمال كردفان خالد مصطفى علي دعم حكومة الولاية للعملية التعليمية وجعل التعليم من الأولويات وتهيئة البيئة المدرسية من أجل أن يمضي العام الدراسي بشكل مستقر، داعياً الجهات ذات الصلة بالتعليم ببذل كل الجهود لتوفير البيئة المناسبة للطلاب والتلاميذ.

من جهته قال مدير عام وزارة التربية والتعليم بشمال كردفان عبد الواحد حمد النيل، إن حكومة الولاية التزمت بتوفير الخدمات من مياه ومواصلات ودقيق، وصحياً وأضاف حمد النيل، أن هنالك إرشادات صحية للتلاميذ والطلاب للالتزام بالضوابط الصحية، وأبان أن الدراسة ستبدأ عند الساعة العاشرة صباحاً حتى الثالثة ظهراً، وبخصوص الفصول والمدارس التي تعرضت للخراب إبان موسم الخريف قال مدير عام الوزارة، جرى الإصلاح فيها لإستقبال العام الدراسي مشيرا إلي أن الصفين الثامن أساس والثالث ثانوي وتمضي الدراسة بهما بشكل مستقر.

وفي السياق، عقدت إدارة مرحلة الأساس بالولاية اجتماعًا موسعاً ضم مديري تعليم الأساس بالمحليات والصحة المدرسية وبحث الاجتماع الاستعدادات لبداية العام الدراسي بجميع المحليات، فضلاً عن تجويد الأداء وبذل الجهود بشكل كبير لتحسين العملية التعليمية بمرحلة الأساس، ونبه الاجتماع وشدد على عدم فرض أي رسوم على التلاميذ تنفيذًا لتوجهات الدولة الرامية إلى مجانية تعليم مرحلة الأساس.

استطلعت (الصيحة) عدداً من أولياء أمور التلاميذ والطلاب الذين أكدوا أهمية بدء العام الدراسي ومواصلة أبنائهم الدراسة لكسب الوقت خاصة وأن الإجازة المدرسية طالت، وطالبوا حكومة الولاية ووزارة التربية والتعليم بالاهتمام بتوفير احتياجات الطلاب خاصة توفر المواصلات والخبز والخدمات داخل المدارس حتى يستقر العام الدراسي بالولاية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى