قادة الكفاح المسلح.. “السلام سمح”

 

الخرطوم: عوضية سليمان- فاطمة علي

أخيراً، أتى 15 نوفمبر 2020م، التاريخ الذي سيظل محفوراً في الذاكرة السودانية لأعوامٍ وعقودٍ طويلة، وهو يُؤرِّخ لوصول فرقاء الأمس الذين حملوا السلاح ضد “الخرطوم” عشرات السنين، ليكون دخول قادة حركات الكفاح المسلح إلى “ساحة الحرية” اليوم، تدشيناً لعلاقة جديدة بين المركز ومناطق الحرب، وبدايةً لتاريخ من العملية السلمية في حقبة ما بعد ثورة ديسمبر المجيدة.

وتشهد الخرطوم اليوم، احتفالات استقبال قيادات أطراف السلمية القادمين من جوبا ولبدء مرحلة تنفيذ اتفاق السلام، ويتوقع أن تحتشد الساحة بجماهير عريضة، وبدأت ساحة الاحتفال تزدان بالأعلام وشعارات السلام، وستنطلق الاحتفالات بوصول القادة لمطار الخرطوم، ثم الانتقال إلى ساحة الحرية بحضور دولي وإقليمي ومحلي.

ترحيب واستعداد

ورحّبَ عددٌ من القوى السياسية والكيانات بوصول قادة الكفاح المسلح، وعبر حزب الأمة القومي في بيان صحفي عن ترحيبه الحار بوصول قادة الكفاح المسلح وعودتهم إلى حضن الوطن، وأنه يأمل أن تسهم عودتهم في دفع عملية الاستقرار والتنمية التي طال انتظارها، وأكد أن كل مؤسسات الحزب تشارك في الاحتفال، وجدّد الحزب موقفه الداعم لعملية السلام.

كما رحّبَ رئيس تحالف سودان العدالة هشام نورين، بوصول قيادات الجبهة الثورية، وعودتهم لأرض الوطن، وعبر عن أمله أن تسهم عودتهم في دفع عملية الاستقرار والتنمية بكافة أنحاء السودان.

فيما وضعت شرطة ولاية الخرطوم، تدابير احترازية صارمة لاستقبال قادة الجبهة الثورية، وقرر اجتماع هيئة شرطة ولاية الخرطوم أمس، نشر (150) ألف جندي بالولاية لتأمين وإخراج حفل استقبال قادة الحركات بأمانٍ، فضلاً عن نشر تعزيزات أمنية مكثفة بمحيط ساحة الحرية، وإخضاع الداخلين للساحة لتفتيش دقيق.

هدية للشهداء

وفي السياق، قال رئيس حركة العدل والمساواة د. جبريل إبراهيم في حديث لـ(الصيحة)، إن اتفاق السلام له أثرٌ كبيرٌ جداً في حل الأزمة السودانية من جذورها، ويسهم في حل المشكلة بعد السلام، وقال “أولى أولوياتنا حل قضية الوضع المعيشي والضائقة التي يمر بها المواطن السوداني، ومعالجة القضايا المُلحة بما فيها العلاقات الخارجية”، وأكد أنهم يركزون على حقوق الشعب عامة وليس جهات محددة. واعتبر أن الأطراف الغائبة عن الاتفاق لا تنقص من الأمر شيئاً، وقال “كل الحركات الغائبة سوف تنضم إلينا في القريب العاجل. فهنالك خطوات كبيرة ومساعٍ جادة في انضمامهم”، وأعلن أنهم سيبدأون إنفاذ العمل السياسي دون تأخير بعد العودة “وليس لنا زمن لنضيعه أكثر من الذي ضاع”، وقال “سنكون جزءاً من الحكومة، والسلام لا يتحقق عبر تنظيمات سياسية، لكننا سوف نعمل تعبئة للجميع، وهذا هدفنا الأساسي ليفهم الناس المضامين ويدافعون عنها، ومن غير مشاركة المواطن لا نستطيع”.

لا عودة للحرب

من جانبه، قال رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي لـ(الصيحة): “نؤكِّد استعدادنا كحركات دارفور لمرحلة السلام كما وعدنا والتزمنا بذلك في توقيع السلام بجوبا، وأن هدفنا واضح ومعروف من سنين هو الوطن”، وأضاف: وبعد التوقيع نتمنى أن يلحق بنا أبناؤنا وإخواننا “مجموعة عبد الواحد محمد نور”، وأكد أن هنالك محاولات جارية لإلحاقهم بهذا السلام، وتابع: لدينا التزام واتفاق بألا عودة للحرب مرة أخرى، وأن برامج الجبهة الثورية ستنطلق من الخرطوم، واعتبر أن عدم توقيع أطراف على السلام لا يؤثر على عملية التنفيذ والاتفاقية التي تمت “لأنه من أولوياتنا في هذه المرحلة تنفيذ جدول الاتفاقية، وأن نكون جزءاً من الحكومة الانتقالية”.

وقال مناوي: جئنا في الوقت المناسب جداً، وإن الفترة الانتقالية ستبدأ برامجها بعد لم شمل الحركات، وبعد إعادة برامج الدولة السياسية والاقتصادية ومراجعة الكثير من الملفات والترتيبات السياسية.

مشاركة واسعة

وقال الأمين السياسي لحركة تحرير السودان المجلس الانتقالي عبد العزيز عبد الكريم (جنرال) لـ(الصيحة)، إنه رغم ما حدث من ربكة بسبب أحداث ندوة المجلس بالحاج يوسف أمس الأول، إلا أن المشاركة ستكون واسعة لكل المحليات ورفع شعارات الجبهة الثورية ومن ضمنها المجلس الانتقالي.

وأكد وصول ممثلي النازحين والشباب من ولايات دارفور والإدارات الأهلية والشراتي والعمد والملوك والفرق الشعبية من كردفان والقضارف والشرق، وشدد على أن الاحتفال يعتبر اختباراً حقيقياً للمشككين في أن الجبهة الثورية ليست لديها شعبية، ونوه إلى مشاركة المؤسسات السياسية والإعلامية والحضور الدولي والإقليمي ومنظمات الاتحاد الأفريقي.

من جانبه، قال الناطق باسم وفد مقدمة الجبهة الثورية وتجمع قوى تحرير السودان إبراهيم موسى زريبة لـ(الصيحة) أمس، إن الاحتفالية بقدوم القادة ستكون كبيرة وتم الإعداد لها جيداً من شركاء العملية السلمية، وتشكّلت لجان مشتركة مع الأطراف الموقعة ومن الحرية والتغيير والحكومة بشقيها السيادي والتنفيذي، منها لجنة الحشد وتنظيمات الولايات، ولجنة الترحيل والخدمات والتغطية الإعلامية، وسيتضمّن البرنامج كلمة الجبهة بقيادة الهادي إدريس والجبهة الثورية بقيادة مني أركو مناوي بالمطار، ثم يتوجه المُحتفى بهم إلى ساحة الاحتفال. واعتبر زريبة أن الاحتفال يعني الكثير، وهو أن الشعب السوداني يحتفي بسلام جوبا ويضع آماله عليه، ويعتبر احتفاءً بالمكونات التي وقعت ويمثل البداية الفعلية لتطبيق الاتفاق والعمل الفعلي حسب الجدول الزمني، وأضاف أن الاتفاق خاطب كل القضايا ومظاهر الأزمة، وأكد أن جماهير الجبهة من مكونات راسخة أسهمت في النضال.

احتفال يعني الكثير

وأكد زريبة أن الرافضين لا يستطيعون تبرير رفضهم للسلام، ووصفه بأنه غير أخلاقي وأنانية، وقال إن البلد تحتاج للسلام ولتوفير بيئة عمل وإعمار وإنتاج، وأضاف “هناك من يعيش ظروفاً معقدة، فإلى متى يعيش وهل يرضى ذلك؟”، وعبر عن أمله أن تراجع الأطراف الرافضة موقفها، والنظر إلى الكارثة الكبيرة التي تحدث في المعسكرات ولحفظ كَرامة المُواطنين.

بدوره، وصف بابكر أحمد دكام عضو اللجنة السياسية العليا القيادي بحركة تحرير السودان – مناوي، الاحتفال بأنه تاريخي وميلاد جديد للدولة السودانية وكل الشعب والنازحين وهم قادمون من دارفور لاستقبال قادة الحركات، متوقعاً أن يكون احتقالاً تاريخياً، وخاطب الرافضين للسلام بالقول إن السلام هو الحل الأمثل وأحد شعارات الثورة السودانية، واعتبر أنّ ما حدث تفويض من الشعب للحكومة لتنفيذ الاتفاق وهي إرادة الشعب السوداني، وشدد على أن كل من يرفض ذلك يقف ضد إرادة الشعب.

وأكد أن هناك جموعاً من الإدارات الأهلية والنازحين واللاجئين قدموا للاحتفال بالسلام، بجانب حشد من الشعب السوداني لاستقبال قادة السلام، وعلى رأسهم القائد المارشال مني أركو مناوي وكل قيادات الحركة السياسية والعسكرية، ونفى دكام دخول قوى عسكرية للخرطوم، وقال إنه من المعلوم أن هناك حراسات الرئيس من (7) أفراد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى