صلاح الدين عووضة يكتب : جدودنا زمان !!

 

لن نتطور..

ولن نقفز إلى مصاف الدول المتطورة..

ولن نغادر متردم ما ظللنا فيه منذ نيلنا الاستقلال..

وذلك إن لم تختف أشياء في حياتنا باتت تُعد من الثوابت..

فعلى صعيد السياسة مما يجب أن يختفي إضمارنا خلاف ما نُظهر..

فبلادنا تُبتلى دوماً بأنظمة تميل إلى الشمولية..

حتى التيتحكم باسم الديمقراطية منها هي شمولية الأصل… والمسلك… والهوى..

ثم يتظاهر رموزها بأنهم ديمقراطيون..

ويسعون إلى خداع أنفسهم… وشعبهم… والعالم الخارجي..

بل إن نميري أطلق صفة (الديمقراطية) على بلادنا… خلال فترة حكمه..

رغم إن السلطات الثلاث كانت تحت (رحمة مزاجه) هو..

ولا أقول (تحت جزمته)… رغم إن هذه تكاد تكون هي الحقيقة..

ولا ديمقراطية – بداهة – إلا بفصل بين السلطات التنفيذية… والتشريعية… والقضائية..

ولكن في بلادنا (كله على بعضه) بيد القيادة المتسلطة..

مع أن رئيس أمريكا نفسها يمكن أن تعطل بعض قراراته أية محكمة ولائية..

ورئيس وزراء إسرائيل يمثل أمام المحاكم بلا (حصانة)..

ورئيسة كوريا الجنوبية عزلتها من منصبها المحكمة الدستورية؛ ثم سُجنت..

والقائمة – من هذه الشاكلة – تمتد طولاً… وعرضاً… وعمقاً..

وعلى صعيد حياتنا السلوكية فإن أول ما يجب أن يختفي (عدم التحضر المسلكي)..

فإن كثيرين منا لا يجيدون التعامل بفن… وذوق… وأدب..

بدءاً بمفردات (يا عمك…و يا حاجة…و يا هوي) ؛ وليس انتهاء بالتبول في الطرقات..

وما بينهما كثير ؛ مما يُعد من مظاهر تخلفنا الحضاري..

وقد أشار سائح مرةً إلى أننا لا نحسن أن نقول شكراً… أو متأسف… أوعن إذنك..

ثم حاول التلطيف من وقع انطباعه  فأشار إلى (طيبتنا)..

وعلى صعيد حياتنا الاجتماعية فإننا نرهق أنفسنا كثيراً في أفراحنا وأتراحنا..

ونرهق معها جيوبنا…وأعصابنا…و(محاولات تحضرنا)..

فنحن (نتخلف) من حيث نظن أننا (نتحضر) ؛ بطقوس تنم عن جهل متأصل..

فموت شخص من الأسرة يعني (ميتة وخراب ديار)..

وزواج شخص يعني انهيار ميزانية الأسرة لأيام… وأسابيع… وأشهر…وأعوام..

ثم هنالك مبالغات (البوبار) التي ظهرت مؤخراً..

وكل هذا لا تجد له مثيلاً في دول العالم ذات (التحضر المجتمعي)..

وعلى صعيد حياتنا الإعلامية فنحن نتكلم كثيراً..

نثرثر في منتدياتنا – ووسائل إعلامنا – آناء الليل وأطراف النهار لعلنا نرضى..

نرضى عن أنفسنا قولاً دون العمل..

ثرثرة سخيفة تتنافى وضرورات (التحضر الإعلامي)..

وحتى نشرات أخبارنا هي عكسٌ صادق – وطبيعي – لثرثرة سياسيينا الجوفاء..

وإن لم تختف كل هذه الأشياء من حياتنا فلن نتطور..

وسنظل أبداً في محطة (نسيبته قالت شوية)..

وجدودنا زمان !!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى