السودان وإسرائيل.. رهان المكاسب الاقتصادية

 

الخرطوم- سارة ابراهيم

تباينت آراء الخبراء وللمتابعين للشأن الاقتصادي حول المكاسب التي سوف يحققها السودان من التطبيع مع إسرائيل منهم من وصف الخطوة بالصحيحة التي تخرج الاقتصاد من الوضع الصعب والازمة الخانقة، ومنهم من يرى التطبيع طريقاً لتنمية السودان بالشروط الاستباقية وليس الوعود.

وفي ذات السياق، قال مدير عام الوكالة الوطنية لتمويل وتنمية الصادرات عبد المنعم عبد اللطيف سعد، إن التطبيع مع إسرائيل له مكاسب اقتصادية كبيرة وسوف تلعب إسرائيل دوراً فعالاً في دفع عجلة الإنتاج وضخ التمويل لإقامة وتأهيل المشروعات الزراعية بالاستفادة من التقدم التكنولوجي الإسرائيلي فضلاً عن التوسع في المعاملات مع الدول الأوربي، لافتاً في حديثه لـ(الصيحة) إلى المكاسب التحارية وفتح باب للصادرات السودانية في إسرائيل لسوق جديد بجانب التبادل السلعي وتدفق الاستثمارات للسودان، وتأهيل المشاريع الزراعية والصناعية وإدخال خطوط غنتاج جديدة ومتقدمة في العديد من المجالات،  مشيراً إلى دور إسرائيل في إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب .

بينما كان حديث مقرر شعبة الماشية السابق المصدر خالد علي مخالفاً لما سبقه، وقلل من الجدوى الاقتصادية للتطبيع مع إسرائيل وقال لـ(الصيحة) إن ما يتمتع به السودان من موارد اقتصادية في باطن الأرض وخارجها من ثروة حيوانية ومعدنية وأرض زراعية خصبة تجعلنا في مقدمة الدول الاقتصادية الكبرى، مبينًا أن الفساد والمحسوبية كبلتنا ودمرت ثرواتنا، وقال إن رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب أو التطبيع مع إسرائيل لا تخرجنا من الضائقة الاقتصادية الحالية، وكثير من الدول تتمتع بإرادة سياسية داخلية بعيدًا عن الغرب أو إسرائيل وقال إن ما يحدث الآن ابتزاز سياسي رخيص ورضوخنا للغرب يعني مزيداً من المشقة والتدهور.

وفي سياق متصل قال الخبير الاقتصادي د. هيثم فتحي إن التطبيع مع إسرائيل قد يكون مخرجاً للسودان ووسيلة لإعادته إلى المجتمع الدولي، خاصة في ظل ما يعيشه السودان من أوضاع اقتصادية صعبة وقد لا تتحقق أي مصلحة اقتصادية خاصة إذا قمنا بالنظر إلى الأوضاع الاقتصادية لدول قامت بالفعل بالتطبيع مع إسرائيل منذ عقود وأشار في حديثه لـ(الصيحة) إلى دعم  الكثير من متخذي القرار الآن في  السودان مشروع التطبيع مع إسرائيل لأنهم يعتقدون أنه سيساعد السودان على الخروج من الأزمة الاقتصادية والإنسانية التي يواجهها ويمكن أن يكون آخر حل لديهم وليس حلاً آخر بعد أن جرب السودان كل الحلول المناسبة السياسية والاقتصادية وأضاف أن السودان بلد استراتيجي لإسرائيل، لأنه يربط بين مصر، ودولة جنوب السودان وأوغندا وإريتريا إضافة لثروات السودان المتعددة يعطي لإسرائيل دفعة قوية في توسيع حضورها الخارجي ومنافع اقتصادية كبيرة، منها مزاحمة قوى إقليمية تتسابق لكسب النفوذ في السودان.

السودان يعاني اقتصاديًا بسبب العقوبات الأمريكية الأحادية  التي رفعت اسماً 2017  ولكن لا أثر لها على الواقع  منعت الاقتراض الدولي للسودان وصعبت على المستثمرين الاستثمار في السودان، الآن السودان من أفقر 20 دولة في العالم قد يكون التطبيع طريقاً لتنمية السودان بالشروط الاستباقية وليس الوعود، وقال: الكثير  يحاول أن يسوق أن إسرائيل هي المفتاح للوصول إلى قلب الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوربي والغرب، وصحيح أن الغرب حريص على إسرائيل ولكن لكل دولة مصالحها الخاصة وتأخذ أولوياتها الوطنية، ولإسرائيل صناعات إلكترونية دقيقة وبرامج حاسوب ستجد طريقها للأسواق السودانية في ظل مناخ تطبيعي، بينما لا توجد صناعات سودانية بالمقابل لتشق طريقها للسوق الإسرائيلي الصغير نسبياً هذا سيؤدي إلى حالة من العجز التجاري لصالح إسرائيل والسودان بغنى عن ذلك أصلاً ما تحتاجه الأسواق السودانية سواء كان من إلكترونيات أو برامج حاسوب أو تكنولوجيا زراعية هو متوفر وبشكل واسع في الأسواق الألمانية واليابانية والصين، وكثير من دول شرق آسيا وبإمكان السودان الحصول على ما يحتاجه من هذه التكنولوجيا من دون أن دفع أي ثمن سياسي يذكر، مشيراً الى الانشقاقات الحالية في الساحة السياسية السودانية وأزمة الهوية السياسية مع أزمة الدولة والنظام السياسي  في السودان كلها عوامل أدت إلى أن تستغل لإيجاد منافذ للتطبيع، الاقتصاد الإسرائيلي لا يمتلك أية ميزة نسبية مغرية، تجعله محط أنظار الاقتصادات الأخرى لبناء علاقات مبنية على تبادل المنفعة بينهما، ولكن يمكن أن تكون هناك أهداف أخرى غير معلنة تستطيع من خلالها إسرائيل التأثير على السودان.

البنية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الآن ضعيفة ومهيأة لبناء مثل تلك العلاقات.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى