تغذية الصراع في دارفور.. (تمازج) في قفص الاتهام

 

تقرير: صلاح مختار  31 يوليو 2022م

قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو “حميدتي”: إن بعض الأطراف الموقعة على السلام ارتكبت مخالفات صريحة بالتسليح والتسبب في النزاعات القبلية، مسمياً الجبهة الثالثة “تمازج” إحدى الحركات الخارقة للقانون. وتعتبر حركة “تمازج” من الفصائل التي التحقت باتفاق السلام المبرم في جوبا بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة في أكتوبر من العام 2020م.

وقال حميدتي لبرنامج “مؤتمر إذاعي” من مدينة الجنينة: “إن بعض الحركات الموقعة على اتفاق جوبا أظهرت سلوكيات غير جيِّدة وخالفت القانون، فيما يتعلق بتمليك السلاح لأفرادها ومنحهم أوامر التحرُّك، والجبهة الثالثة “تمازج” متورِّطة في النزاع الأخير في غرب دارفور، وألقينا القبض على كل مكتبهم ووجدنا بحوزتهم أختام وعلامات عسكرية وقوائم تجنيد وتم نقلهم إلى سجن بورتسودان”.

فتح تحقيق

 

ودعا حميدتي لفتح تحقيق عاجل لمعرفة الجهات المتورِّطة في تسليح الجبهة الثالثة خاصة وأنها تمتلك أسلحة لا تتوفر إلا لدى الحكومة.

وكشف عن تمكُّن حركة تحرير السودان قيادة عبد الواحد نور، من إدخال نحو (9) سيارات عسكرية، لمنطقة جبل مرة بعد أن ضللت الحكومة عبر مجموعة ادعت بأنها حركة مسلحة موقعة على السلام.

خط التمازج

 

تعتبر  الجبهة الثالثة هي أحد فصائل الحركة الشعبية في السودان وتضم عدداً من القطاعات على خط التمازج في كل من سنار والنيل الأبيض وكردفان الكبرى ودارفور الكبرى، وطبقاً لمصدر بالجبهة قامت من أجل رفع الظلم والتهميش عن مناطق لها عمقها الاستراتيجي في الخارطة السودانية لما تتمتع به من جغرافيا مهمة جداً على طول خط التمازج بين السودان ودول الجوار, كما تتمتع هذه المناطق بموارد طبيعية وفيرة وتسمى بحزام الموارد، إلا أن إنسان هذه المناطق ظل يعاني الفقر والجهل والمرض والحروبات نتيجة سيطرة المركز على هذه الموارد وعدم العدالة في توزيعها ومن هنا وجد إنسان هذه المناطق أن مشروع الحركة الشعبية لتحرير السودان هو المنقذ له ولكل أقاليم السودان ما شجَّع سكان هذه المناطق للانضمام للــ SPLM وحينها تولدت الجبهة الثالثة بمكوِّناتها المختلفة.

خلافات قوية

وضربت في شهر مايو المنصرم خلافات قوية حركة الجبهة الثالثة “تمازج” في أعقاب قرارات أصدرها رئيسها أطاح عل أساسها بقائد الجيش من منصبه.

وأبلغ مصدر قيادي في الحركة مفضلاً حجب اسمه لـ”سودان تربيون، أن رئيس الجبهة محمد علي قرشي، أصدر قراراً أعفى بموجبه القائد العام لقوات الحركة إبراهيم حامد عيسى، وعيَّن مكانه فضل الكريم علي قادم. وأشار إلى أن القرار أحدث خلافات عميقة داخل التنظيم عقب رفض قيادات سياسية وعسكرية رفيعة بينها قائد عمليات “تمازج” أحمد قجة الاعتراف بإعفاء قائد الجيش وطالب بعقد مؤتمر استثنائي لاختيار قيادة جديدة.

وأضاف المصدر: ”لن نعترف بقرارات قرشي وهي إجراءات غير قانونية وسنقاومها بطرق عديدة للمحافظة على تماسك التنظيم ومنع تقسيمه، كما أن هذه القرارات من شأنها أن تؤثر سلباً على الوضع الأمني في إقليم دارفور وكردفان بالنظر إلى ولاء الضباط والجنود”.

سيولة أمنية

ويقول المختص في الشؤون العسكرية د. أبو بكر آدم: إن ”تمازج” هي إحدى الفصائل الموقعة على اتفاق السلام المبرم في جوبا بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة، حيث برزت عقب توقيع الاتفاق ما جعلها عرضة لاتهامات صريحة بأنها صنيعة استخباراتية لخلق سيولة أمنية وتأخير تنفيذ ملف الترتيبات الأمنية. ولكن يرى أن “تمازج” هي شتات من الحركات الصغيرة التي برزت إبان مقاومتها لنظام الإنقاذ في الفترة الأخيرة من عمرها وكانت الحاجة إلى تشكيل موحَّد حتى يتم التفاوض معها وهي خليط من القوات التي حملت السلاح ضد الإنقاذ، وقال لـ (الصيحة): عقب نجاح صورة ديسمبر وبدأت الحكومة في التفاوض مع الحركات المسلحة في جوبا برزت تلك الأجسام المسلحة ورغبتها في التوقيع على اتفاق السلام ما دفع قياداتها من توحيد فصائلها والدخول مع الحكومة في تفاوض منفصل بقية التوقيع على اتفاق سلام جوبا.

خروج القوات

وفي مطلع العام الجاري أعلنت الجبهة الثالثة “تمازج” (جلهاك)، عن خروج كافة قواتها من داخل مدن السودان، تنفيذاً لقرار مجلس الأمن والدفاع رقم (٣) المتعلق بالترتيبات الأمنية.ووجه الفريق آدم حسين كاربينو، قائد عام لقوات الجبهة الثالثة “تمازج” بالإنابة في منبر “سونا”، كافة القادة بالجبهة الالتزام بقرار القائد العام، بالخروج من كافة مدن السودان والتوجه فوراً إلى المعسكرات، مشيداً بالتزام كافة قواته ببند الترتيبات الأمنية، وحفظ الأمن، وقال إنه لم يسجل أي بلاغ أو اتهام بالإخلال بالنظام العام ضدهم.

قومية التكوين

وأبان كاربينو أن قواته قومية التكوين، وليست لديها أي أجندة خارجية، أو مستشار أجنبي، وتتوزع في سبع ولايات، وتعمل مع المواطن ولمصلحة الوطن، وذكر إنه ليست لديهم قوات داخل المدن وإنما توجد حراسات فقط وهي منضبطة تماماً.

من جانبه رحَّب أحمد علي النشيو، أمين  قطاع كردفان بالجبهة، بقرار اللجنة المشتركة من قطاع إقليم دارفور بحاضرة الولاية الفاشر، المتعلق ببند الترتيبات الأمنية، مؤكداً جاهزية قواته لتنفيذ بند الترتيبات الأمنية، لضمان وأمن سلامتهم، ودمجهم  في الحياة العسكرية أو الحياة المجتمعية.

وأشار النشيو، إلى أن قواته ستتحرَّك من الخرطوم إلى عدة وجهات، تتمثل في شمال وجنوب كردفان، غرب دارفور، والدمازين والنيل الأبيض.

قوات مستقلة

ودافع آدم محمد آدم جلابي، أمين شؤون الرئاسة بالجبهة الثالثة، بأن قواتهم قوات مستقلة بذاتها في مجال الترتيبات الأمنية، مبيِّناً أن هنالك عدداً من الآليات للترتيبات الأمنية لخروج القوة من المدن إلى المعسكرات بعد تهيئتها خلال أسبوعين أو ثلاثة، وتتمثَّل في آلية وقف إطلاق النار ولجنة مركزية للترتيب الإداري مع اللجنة المشتركة، ولجنة فرعية فنية تتكوَّن من عدد من الأعضاء وهي مختصة بعملية فرز القوة، لجنة وقف إطلاق النار موزعة على الفرق، وأخيراً لجنة الاستخبارات لمنع التفلتات الأمنية. وفي السياق ذاته برأ المستشار القانوني للجبهة مرتضى مختار، قواته من أي مسؤولية جنائية، مبيِّناً أنها منضبطة وملتزمة بقانون اتفاق السلام. وأكد التزامهم بتنفيذ بند الترتيبات الأمنية الذي نصت عليه اتفاقية سلام جوبا .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى