أنصار السنة.. طائفة دينية في الملعب السياسي

أنصار السنة.. طائفة دينية في الملعب السياسي

تقرير- نجدة بشارة

ظهرت جماعة أنصار السنة بقوة في ورشة صناعة الدستور الذي هندسته اللجنة التسييرية لنقابة المحامين ولأول مرة انضمت إلى عدد من التنظيمات والأحزاب السياسية وأصبحت جزءاً من تحالف يسعى لوضع مخرج للأزمة السياسية السودانية.

غير أن  عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار السنة  د. على أبو الحسن، قال لـ(الصيحة): نحن لم نغب عن الملعب السياسي حتى نعود إليه، ولكن شاركنا فعلياً في ورشة صناعة الدستور بنقابة المحامين، والتقينا مع عدد من القوى السياسية الفاعلة من تحالف إعلان قوى الحرية والتغيير، حزب الأمة القومي، المؤتمر السوداني، وبعض المكوِّنات الأخرى بقصد توسيع الدائرة السياسية للقوى المدنية، إضافة إلى إحداث حراك توافقي للعبور بالمرحلة الانتقالية إلى مرحلة انتخابات تفضي إلى حكومة منتخبة .

وبسؤاله عن نتائج لقاءات أنصار السنة بقوى الحرية والتغيير، قال أبوالحسن: إن أبرز ملامح هذه اللقاءات كانت في إطار الوصول إلى تسوية سياسية تفضي إلى تكوين حكومة مدنية وتؤسس للتحوُّل الديموقراطي.

وأكد: نحن كجماعة أنصار السنة سوف  نكون جزءاً من التسوية السياسية في حال وافقت الحرية والتغيير على مطالبنا. وزاد:  طالبنا أن تكون هنالك عدالة مع كل القوى السياسية تتساوى فيها هذه القوى في الحقوق والواجبات .

ونرفض أن تكون هنالك قوى سياسية من الدرجة الأولى، وأخرى من الدرجة الثانية، بحيث نتساوى في اختيار رئيس الوزراء، واختيار رئيس المجلس السيادي القادم .

تغيير المنصة

وأكد أبو الحسن، رفض أنصار السنة التوقيع على الإعلان السياسي الذي ابتدرته قوى الحرية والتغيير، ولن نوقع عليه مالم تعدل نص المادة المنصوص على اختيار رئيس الوزراء والتي توجد في وثيقة الرؤية السياسية للحرية والتغيير نص يفيد بأن اختيار رئيس الوزراء من اختصاص قوى الثورة فقط، بمعزل عن القوى السياسية الأخرى، وأضاف الرؤية السياسية قسمت القوى السياسية إلى اثنين قوى الثورة، والقوى الأخرى تسمى قوى التغيير  .

لذلك نطالب بتعديل نص المادة كما وردت في مشروع الدستور بالسماح لكل القوى السياسية المشاركة في مشروع  الدستور حق اختيار رئيس الوزراء ورئيس المجلس السيادي.

وأوضح أن الحرية والتغيير تحاول أن تجعل من قوى  التغيير  كومبارس،  وزاد : نحن نرفض هذا النهج ونعتبر أن المنصة تغيَّرت، والحرية والتغيير الحالية لم تكن الحرية والتغيير السابقة، لذلك يجب أن يكون الجميع متساوون على قدم وساق وأن يحصل الجميع على حقوقهم .

أما فيما يتعلق برفض بعض جماعة أنصار السنة التفاهمات التي تجري بين أنصار السنة والحرية والتغيير، قال: منذ عهد النظام البائد حدث انشقاق داخلي وانشقت مجموعة ماتسمى بمجموعة المزاد، وأردف: لكن مجموعة المركز العام مازالت متماسكة.

وقالت مصادر من داخل جماعة أنصار السنة (المركز العام): إن الجماعة عبر لجنتها السياسية التقت  بالحرية والتغيير (المجلس المركزي) والتوقيع على بيان مشترك بين الطرفين تمهيدًا للمشاركة في الحكومة الجديدة خلال الفترة المقبلة بعد عقد عدة لقاءات ومشاورات واسعة مشتركة جرت في الخفاء وضرب عليها جدار من السرية والتكتم، في ذات الوقت الذي اجتمعت فيه قيادات عليا من حزب الأمة القومي بقيادات بارزة في اللجنة السياسية لجماعة أنصار السنة سابقاً، وأكد المصدر أن نيران الخلافات أشتعلت داخل الجماعة السلفية بين مؤيد لخطوات التقارب التي تقودها اللجنة السياسية للجماعة ومعارض لها وطالبت قيادات وسيطة بالجماعة بكشف مداولات اللقاءات السرية وعرض مخرجاتها وتنوير عضوية الجماعة بتفاصيلها وعدم احتكارها على مستوى القيادات في الصف الأول للجماعة، وشهدت ساحة الجماعة الداخلية مشادات كلامية حادة بين الداعمين لخط التقارب والرافضين له.

إعادة إنتاج

ورجح القيادي بقوى الحرية والتغيير التجاني مصطفى، أن يكون الإسلاميين وراء نشاط الجماعة السلفية والدفع بهم لأجل رصف  الطريق أمام  عودتهم إلى المشهد السياسي، وقال لـ(الصيحة): إن أنصار السنة وجودهم قديم في الملعب السياسي منذ عهد النظام البائد، وأن –حالياً- عودة ظهورهم في المشهد، إعادة إنتاج وابتعاث للحركة الإسلامية، وأوضح أن السلفية والطرق الصوفية وحلفائها لن يستطيعوا حل الأزمة، وزاد: حتى في حال وجدت الالتفاف من قبل المكوِّن العسكري وبعض الأحزاب العقائدية مثل حزب الأمة القومي .

وقال: إن دخول السلفيين ملعب السياسية لم  يأت بجديد، وتابع بقوله: ” السلفية لم يسجلوا موقفاً إيجابياً في الثورة السودانية مثل الكثيرين من القوى السياسية التي دعمت ثورة ديسمبر وكان لهم مواقف مع  حركة التغيير.

لعب أدوار

في السياق أوضح نائب الرئيس العام للجماعة بالسودان في تصريح له: جلسنا مع الآلية الثلاثية لتوضيح رؤيتنا من أجل إخراج البلد من الأزمات  التي تمر بها.

وأوضح كامل عمر البلال، نائب الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية من منبر مسجد الملك فيصل بأم درمان أنه مما لاشك أن الإشكال السوداني إشكال كبير والبلد لا توجد فيها حكومة.

وأن الجماعة قدَّمت رؤيتها في الجوانب المتعلقة بالقضايا كافة، محور الحوار و النزاع.

مبيِّناً أن جماعة أنصار السنة المحمدية لابد أن يكون لها دور، موضحاً بعض أدوار  الشيخ الهدية السابقة الممثلة  في عدم تغييبه عن أي محفل سياسي يمكن أن يكون  فيه مصلحة للبلد. وأردف

قائلاً: إن أي أمر يهم البلد ككل لابد أن يكون للجماعة دور مهم  فيه.

وقال البلال إنه قد  تكون هناك جلسات عديدة مع الآلية الثلاثية وغيرها من القوى المؤثرة في الساحة.

مؤكداً أن هدف الجماعة ورؤيتها تتمثل في العدل والسلام للسودان والتنمية. وأن الجماعة ترى عدم التدخل في الواقع السوداني وأن يسمح للشعب السوداني باختيار من يحكمه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى