(الحلو) جُزءٌ من المُبادرة وهي لإنزال اتفاقية السلام على أرض الواقع

 

الخرطوم: النذير دفع الله – منى أبو العزائم

قدمت مدرسة (تلّو) بولاية جنوب كردفان، قيادات عظيمة للسودان في المجالات السياسية والفكرية والعلمية كَافّة، ورفدت البلاد بعقول نيِّرةٍ أسهمت في نهضة البلاد ومسيرتها الحافلة بالإنجاز، وها هم خريجوها من قادة المُجتمع ومع تباشير السلام يُقدِّمون مبادرة نوعية، لإنزال اتفاقية جوبا على أرض الواقع، ومن أجل رتق النسيج الاجتماعي، ورأب صدع المُجتمع جرّاء الصراعات والنزاعات، ولمزيدٍ من معرفة تفاصيل المُبادرة، جلست (الصيحة) لقيادات المُبادرة خريجي مدرسة (تلّو).

*مسؤولية وطنية

البروفيسور أبو القاسم قور عضو المبادرة قال: جاءت المُبادرة حينما استشعر عدد من أبناء ولايتي جنوب كردفان وغرب كردفان بالمسؤولية الوطنية والاجتماعية، وقال: من المعروف أنّ السلام لا يعني وقف الحرب، فقط يكون هناك سلامٌ عندما يحس الناس بالأمن، وعندما يُعزِّز حقوق الإنسان، وعندما تطبّق الديمقراطية، لذلك المُبادرة للانتقال، مُضيفاً أن (تلّو) الثانوية تظل رمزاً للتلاقُح والتعايُش بين العشائر في تلك المناطق، وتخرّج فيها عدد من النوابغ مِمّن تشعّبت بهم دروب الحياة في العلوم المختلفة من طب وهندسة وقانون وفنون وآداب وعلوم شرطية وعلوم عسكرية. فهي هكذا بوتقة الخبرة والمعارف منذ السبعينات.

ثم جاء دهرٌ وزمنٌ من الأزمنة اجتاحت فيه (تلّو) سوالف الإنقاذ حتى تطايرت نوافذها فصارت كمنسأة سليمان، فشمّر هؤلاء سواعد الجد ليعيدوها سيرتها الأولى، حتى إذا عادت وهي ترقد تحت جبل (تلّو) الشهير، بدأت مثل تمثال “دنسيوس الروماني”، ذاكراً أنّ المدرسة تخرّج فيها كل الفطاحل، شمس الدين كباشي، صديق تاور، أحمد عجب الدور، عقب حامد عقب، وعبد السلام موسى وآخرون ضربوا في فجاج الأرض مغربين ومشرقين، ملامسين بكعوبهم الأخيلية كل سواحل المُحيطات، فهاهُم يدعمون هذا اللقاء يوم 10 أكتوبر من حُر مالهم، ضاربين بذلك نموذجاً للإيثار والسخاء والكرم والجود، كاشفاً أن المبادرة ستتحوّل بعيد التدشين إلى آلية فاعلة بديناميكية اجتماعية ومُرتكزات قاعدية تَسهم في العدالة الانتقالية ومشاريع بناء السلام.

*طبقة مُستنيرة

ومن جانبه، أكد رئيس المبادرة بروفيسور أحمد عجب الدور، أنّ مدرسة كادُقلي الثانوية بنين (تلّو) التي تمّ إنشاؤها في العام 1972م، كانت تمثل المدرسة الثانوية الوحيدة في مُحافظة جنوب كردفان ذاك الوقت، وتشمل شمال وجزءاً من غرب كردفان، سيما وأنّ كل الطلاب الذين يتم قبولهم في المنطقة يأتون هذه المدرسة، مضيفاً أن خريجي (تلّو) يعتبرون من المُتفوِّقين، لذا وجدوا أنفسهم أمام تحدٍ طيلة السنوات الماضية حول مسألة النزاعات والصراعات في المنطقة، مُشيراً إلى أنهم يمثلون الطبقة المُستنيرة من أبناء المنطقة، فقد خلصوا وقرّروا قيام هذه المُبادرة من واقع المسؤولية التّاريخيّة في ترتيب حاجات المنطقة من الأمن والتنمية، وقال عجب الدور: بما أننا أصبحنا نؤثر على القرارات داخل وخارج السودان بحكم المؤهلات والدرجات العملية والوظيفية من مديري الجامعات والوزراء وأعضاء مجلس السيادة، وقعت علينا مسؤولية أخلاقية بأن نعمل من أجل صالح المُجتمع، مؤكداً أن خريجي (تلّو) مؤهلون أكثر من غيرهم للقيام بدور قيادة السلم من خلال التعددية لأعضاء المُبادرة التي تمثل كل أطراف النزاع، منها الإثنية والدينية والثقافية، وفوق ذلك أنّهم موجودون داخل الوجدان السوداني وداخل عُقُول الأهل ويَعلمون جيداً طريقة التفكير، لذا وجب علينا الدخول للمجتمع وتحقيق السلم، وأبان عجب الدور أنه تم تكوين لجان مُصغّرة على مدى أشهرٍ، تتعلّق بالمسائل المفاهيمية، وثانية تبحث في جُذُور الإشكالات والنزاع في المنطقة، وأخرى في تقييم التجانس لحل الإشكالات في السودان وخارج السودان، تم تحويل كل مخرجات اللجان إلى وثيقةٍ تمّت تسميتها مُبادرة خريجي مدرسة (تلّو) للسلم المُجتمعي بولايتي غرب وجنوب كردفان، مُعلناً أنّ المُبادرة يتم تدشينها في العاشر من أكتوبر بدار الشرطة بتشريف الفريق أول شمس الدين كباشي وبروفيسور صديق تاور باعتبارهما من خريجي مدرسة (تلّو) وبرعاية من واليي جنوب وغرب كردفان، وكيفية تحويل المُبادرة إلى لبرامج عمل ومشاريع ومُشاركة الشركاء الآخرين من المجتمع المحلي أو الإقليمي والمُكوِّنات المُختلفة من الإدارة الأهلية والشباب والمرأة والجهاز التنفيذي في الدولة والولاية باعتبارهم شركاء أصيلين في المُبادرة، ونعمل على توفير التنمية المُتوازنة والتعليم ومُخاطبة جُذور الإشكالية في المناطق المذكورة، كاشفاً أنّ المُبادرة ستكون أساساً لحل كل الإشكالات والنزاعات، ونشر ثقافة وبناء السلام إذا استطعنا إقناع الشركاء الآخرين بأننا نستطيع إقناع مُجتمعاتنا المحلية التي نمثل جُزءاً أصيلاً منها، وقال: يمكننا المشاركة في مفاوضات الحلو مع الحكومة وهو جُزءٌ من نظام المبادرة، سيما وأن عبد العزيز الحلو هو عضو في المُبادرة.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى