الغالي شقيفات يكتب : خربشات من جوبا

 

عُدتُ للخرطوم قادماً من جوبا بعد المشاركة في احتفالات توقيع السلام، وقد التقيت إخوة أعزاء طال فراقهم، والاحتفال كان فرصة جمعت إخوة كثيرين كانوا على طرفي نقيض، حيث التقى وزير رئاسة مجلس الوزراء مانيس بشقيقه اللواء عبد الحميد مانيس المستشار بحركة مناوي، والتقى الزميل عبد الرحمن العاجب بعمه جبريل القيادي بالعدل والمساواة الذي فارقه قبل ستة عشر عاماً، وآخرون كثر التقيناهم، غالبتهم دموع فرح اللقاء، وهذه هي أولى تباشير السلام  الذي انتظره الشعب السوداني طويلاً.

٢

مدينة جوبا أصبحت عاصمة عالمية بها عدد كبير من خطوط الطيران العالمية والاستثمارات الأجنبية، أصبحت تستوعب عدداً كبيراً من العمالة المحلية وتحرك الاقتصاد خاصة الفنادق والمناطق السياحية حول النيل كما أن المدينة بها مناطق عمرانية مشهودة تجاري رصيفاتها في نيروبي وكمبالا وأديس أبابا قريباً.

٣

ذهبت إلى جوبا بطائرة تاركو، وكان بجواري إخوة من دولة الجنوب تحدثنا عن أهمية العلاقات بين البلدين فهم يعتبرون السودان بلدهم كما نحن لا نشعر بالغربة في الجنوب، وعندما كنت أستقل بدر للطيران ومعي إخوة أعزاء يوسف وعبد الله وعبد الرحمن ديدان من شباب نيالا المبادرين والناشطين في العمل العام واستمتعنا في الرحلة برفقة الدكتور مهندس محمد آدم الشهير بتليس وهو موسوعة وعركته التجارب  السياسية والاجتماعية والثقافية بحكم موقعه الاجتماعي كأمين عام لهيئة شورى الزغاوة وقيادي في منظمات المجتمع المدنىي الدارفورية، وهو من الرعيل الأول الذين تخرجوا في جامعة الجزيرة، وكلنا أمل أن يساهم بخبراته وعلاقاته المتينة مع مكونات دارفور في الداخل والخارج، في بناء النسيج الاجتماعي وإنزال السلام إلى أرض الواقع.

٤

فى ساحة الحرية بجوبا، احتشد أنصار الحركات المسلحة بأعلامهم، والحقيقة أنصار حركة مناوي هم الأكثر تنظيماً وبعضهم نقلتهم الطائرات ليلاً من أمريكا وأوروبا ودول الجوار  وسعدت بلقاء الإخوة ديفيد وخريف وحمدي هكوك القادمين من لندن والإخوان الصادق ومحمد هارون والمهندس جمعة هري بوش القادمين من أمريكا ووصال مطر من القاهرة، وناس الحركة يرتدون الثياب المصممة على علم الحركة، وبحكم الجغرافيا لم أحس أني غريب أو ضيف في حركة معظمهم  شخصيات معروفة.

٥

النائب الأول محمد حمدان دقلو أصبح رجلاً يحظى بشعبية عالية جداً وسط الجنوبيين وأنصار الحركات واحترام عالٍ من الوفد الحكومي، وهذا نتيجة لتعامله تواضعه ويطلق على مرافقيه من الشباب عيال بنج كبير، وفي مطار جوبا هنالك “لستة” للصحفيين القادمين من الخرطوم عبر وزارة الإعلام والجهات السياسية، وأنا مسافر عادي اسمي لم يكن ضمنهم، لكن أحدهم لمحني في الرحلة السابقة مع عيال بنج كبير، وتم الختم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى