رئيس الجالية الهندية دكتور انيل كومار لـ(الصيحة)

 

حوار- عائشة الزاكي

حَضر والداه إلى السودان منذ سنوات بعيدة واستقر بهما المقام بمدينة ود مدني، حيث كان صرخة ميلاده.. سوداني الهوى والاستقرار، هندي الجنسية، يتحدّث اللغة العربية بطلاقةٍ, ألا وهو الدكتور انيل كومار استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية بمستشفى أم درمان التعليمي، أستاذٌ مُشاركٌ بجامعة بحري، ورئيس الجالية الهندية، ورئيس النادي الهندي والمدرسة الهندية بأم درمان.. (الصيحة) التقته في هذا الحوار القصير.. فإلى مضابط الحوار:-

بدايةً حدِّثنا عن الجالية الهندية في السودان؟ 

الجالية الهندية قديمة جداً ودخلت السوان قبل (150) عاماً، وأول شخص دخل عن طريق سواكن، ومن ثَمّ بورتسودان، كوستي، القضارف وأم درمان، عن طريق تجارة الأقمشة والعُطُور مثل الصندلية والعطور الخشبية، إضافة إلى تجارة التوابل التي يستخدمها الهنود والسودانيون مثل (الشطة الحارقة) (والكاري الهندي) وتجارة الشاي الهندي (صن فلور) و(الشاي الكيني)، وانصهرت الجالية في السُّودان مع الجيران والمُواطنين في تبادُل الزيارات وكوّنت أسراً بالإضافة إلى المُشاركات في كل المُناسبات الاجتماعية مثل الأفراح والأتراح، إلى جانب نشاط النادي الهندي الذي يُقيمه في الأعياد بالاحتفالات الرسمية والشعبية للجالية مع المسؤولين (في 15 أغسطس من كل عامٍ ويوم 26 يناير)، كما تُوجد احتفالات السنة الجديدة الهندية، ويُشاركنا في الاحتفالات عددٌ كبيرٌ من الإخوة والأخوات السودانيين.. وكرئيس جالية، أقوم بتشجيع الشباب في المُنافسات الرياضية مثل منشط كرة الطائرة  بالفرق المُختلفة من المدارس، واهتم بتعليم اللغة العربية  في المدرسة الهندية، إضافة إلى زيارات المسؤولين في المُناسبات الهندية وإقامة المُحاضرات.

هل تستمع للغناء السُّوداني؟

بما أنّني من مواليد مدينة ود مدني وأنطق اللغة العربية  بطلاقة، استمع للفنانين الرُّواد، منهم الفنان الراحل محمد وردي والفنان الكابلي، ويطربني الراحل زيدان إبراهيم ومن الفنانات سمية حسن والبلابل، كل هؤلاء الفنانين أغنياتهم تصل إلى القلب.

أغنية نالت إعجابك؟

أغنية الفنان زيدان إبراهيم (في اليلة ديك).

طعام سُوداني يُفضِّله دكتور انيل كومار؟

كل الأكلات السُّودانية مُفضّلة ومُحبّبة إلى نفسي منها، الكسرة والملوخية والقُرّاصة، وفي الحلويات أفضِّل الكعك السوداني بمُختلف أنواعه الذي يُصنع في الأعياد وخاصة عيد رمضان والزلابية والتي تُعتبر تحلية حلوة وخفيفة ومُشبعة في نفس الوقت.

مدينة سودانية زرتها ولها وقعٌ في نفسك؟

قُمت بزيارة عدد من مدن السودان المختلفة منها: السوكي، سنار، كسلا، القضارف بورتسودان والدلنج، وأثناء عملي كطبيب استشاري في مدينة هجليج وجدت الكرم الفائق  من أهل المنطقة وهذه طبيعة السودانيين حتى لو كان  أهلها بسطاء، وفي مدينة هجليج وجدت الاهتمام والكرم الحاتمي، على سبيل المثال يتم ذبح أربعة “خرفان” في اليوم حتى أمرت بذبح واحد فقط في اليوم.

عادة سودانية شبيهة بهندية لفت نظرك؟

من العادات والتقاليد المُشتركة بين السُّودان والهند لبس الساري باللونين الأحمر والأخضر في طقوس الزواج، إضافة إلى الذهب الكثير عند النساء في يوم الحِنّة، والعزومة لمدة ثلاثة أو أربعة أيام، جلابية “العريس” الهندي أو السوداني مع اختلاف بسيط.. والريحة الصندلية والمحلبية، والحِنّة التي جاءت أصلاً من الهند لكن تكون عادية ورمزية يُمكن تختفي خلال أسبوع وبشرط تكون يوم الحِنّة سواء كان يوم حِنّة العريس أو العروس بالإضافة إلى كرم أهل العروس والعريس، كل هذه العادات والتقاليد شبيهة بين الشعبين.

من المواقف التي مرّت بك خلال عملك؟

من المواقف التي مَرّت بي عندما كُنت مُسافراً إلى دولة الصين للدراسات العليا، تجمّع أصدقائي بالمنزل وقالوا لي أذهب ونحن سنهتم لك بالأسرة والأولاد، وهذا الموقف أكد لي إخلاص الأصدقاء ويظل هذا الموقف عالقاً بالذاكرة ولن أنساه أبداً حتى الموت.

أشياء سلبية تتمنّى للمُجتمع السوداني التخلُّص منها؟

من الأشياء السلبية التي يُمكن التخلُّص منها البذخ الكثير في المُناسبات الاجتماعية، لأن الحياة أصبحت قاسية،  ولاستمراريتها لا بُدّ أن ينتهي هذا البذخ.

لو رجع الزمن للوراء وخُيِّرت بين الإقامة في السودان ودولة أخرى فأيها تختار؟

من خلال ما قرأت في الكتب وخاصة للكاتب (أنيس منصور) يقول البلد الإنت اتولت فيها إنت منها ما برتاح إلا أكون في السودان.

على ذكر قراءة الكتب.. آخر كتاب قرأته؟

في السابق كنت اطلع على الكتب، ولكن الآن مع زحمة  العمل أركِّز على الكتب العلمية والاستمرار في القراءة  وخاصّةً كتب التخصُّص لأنني أدرس الطلبة بالجامعة وعضو في المجلس الطبي والتخصُّصات الطبية ومسؤول من تدريب النواب بالمستشفيات.

الفريق الذي يشجعه دكتور انيل كومار؟

كنت أشجِّع فريق الهلال وكنت في اللجنة الأولمبية لمدة عشر سنوات وأشجِّع باللجنة الطبية من بعيد.

الهوايات؟

في السابق، كنت أهوى رياضة كرة الطائرة والوثب الطويل، أما الآن أهوى رياضة المشي في المنزل والحي لمدة ساعة في اليوم.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى