صلاح الدين عووضة يكتب : عائشة الجبل !!

 

ولا نعني جبل أولياء..

فذاك جبلٌ انبجست عنه (غناية) على حين غفلةٍ من الزمان… والتاريخ… ومنطق الأشياء..

فإذا بثروتها تماثله ضخامة… وفارهتها كذلك..

ولا عجب في ذلك؛ لا للناس…. ولا لأولياء الجبل..

فنحن في زمن العجائب؛ وكل عجيب فيه – أوعجيبة – لا يدعو إلى العجب..

وإنما نعني عائشة جبل آخر..

جبلٌ هو ذروة سنام السلطة في بلادنا هذه الأيام؛ وعائشته عضوٌ فيه…هي عائشة موسى..

وقبل أن نأتي إلى عجيبة عائشة نبدأ بعجيبة أخرى..

عجيبة عامة وإن كانت ذات صلة؛ فالشيء بالشيء يُذكر… والحديث ذو شجون..

فقد بدأت أولى فعاليات المؤتمر الاقتصادي..

هذا المؤتمر الذي عقدوا عليه الآمال ليجعلنا (نعبر) باقتصادنا إلى خارج (عنبر) العناية..

فكيف جاءت البداية الأولية هذه؟..

جاءت بخطابات – وخطب – تُعرف من عناوينها..

فكيف لمن هم (جزء) من الأزمة أن يكونوا (كل) الحل؟..

فقد خاطب المؤتمر (ورقياً) بعض من فشلوا فيما أُوكل إليهم من مهام (عملياً)..

فكان من الطبيعي أن تضج قاعة المؤتمر بالثرثرة الجوفاء..

فنحن أفضل شعوب الدنيا تنظيراً… وتحليلاً… وتفكيكاً… وتركيباً..

ولكن على الورق؛ تماماً كما فعل الوزراء المشاركون رغم إنهم على أرض الواقع فاشلون..

ويكفي أن منهم عباس مدني…وزير التجارة..

ولكن (الحقيقة) التي أجمع عليها هؤلاء المشاركون – حتى الآن – أننا نعاني..

نعاني شعباً….. وحكومةً….. وخزينة..

ومن الذين أقروا بهذه الحقيقة وزيرة المالية المكلفة؛ ولكن أنظروا ماذا تفعل؟..

وقبل أن تنظروا أشكروا اللص الذي سرق نثرية عائشة..

فلولاه – رغم فعله المشين – لما علمنا مقدار هذه النثرية الخاصة بتسيير مكتبها..

فقط مكتبها هي؛ كواحدة من ساكني الجبل الكُثر..

بالضبط كما علمنا مقدار جزء من ثروة قطبي المهدي بفضل الحرامي الذي اقتحم داره..

تخيلوا كم بلغت قيمة النثرية في زمان المسغبة هذا؟..

مليون ونصف المليون جنيه…لعائشة وحدها…لتسيير مكتبها وحده…خلال شهر واحد..

ثم تخيلوا – ثانيةً – كم أسرة تكفي هذه النثرية لتسسير أمورها..

والتي تدفع النثريات المليارية – الترفيهية – هذه هي التي تحدثنا في المؤتمر عن الحلول..

بينما سلفها حسين الهندي طالب الوزراء بالتقشف..

في زمان كان جنيهنا يساوي ثلاثة دولارات؛ وفرض على كل منهم عربة همبر واحدة..

وفي زماننا هذا يطالب ساكنوا الجبل بسبعين فارهة آخر موديل..

هذا بخلاف أجورهم الضخمة…ونثرياتهم (الأضخم)..

ضخامة الجبل الذي استقروا على قمته في غفلة من الزمان…والتاريخ…ومنطق الأشياء..

وفي غفلة من يقظة الضمير أيضاً..

ولك أتتخيل – للمرة الثالثة – طبيعة هذا التسيير الذي يحاتج شهرياً لكل هذه المليارات..

في جبلٍ انبجست منه اثنتا عشرة بالوعة مال عام…ناقصاً واحدة..

منهم عائشة الجبل !!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى