صلاح الدين عووضة يكتب : أخوه !!

 

عرفني بنفسه هاشاً..

ولكني لم أعرفه إلا حين ذكَّرني اسمه باسم أعرفه..

فقلت له : أنت محمد البشاري…وصحفي ؛ فهل أنت – إذن – أخو زميلنا حسن البشاري؟..

فضحك ضحكةً أضمرت بعض أسى…وكثير فخر..

ثم قال : جيلكم لا يعرفني إلا مقروناً بأخي ؛ أما جيلي فيعرف حسن البشاري عبري..

وما ذاك إلا لأن البشاري الكبير هرب بجلده – واسمه – من البلاد..

هرب من قبضة الأمن الحديدية على الصحافة…وقبضة الاقتصاد الفولاذية على الجيوب..

وفي هذه الفترة ظهر محمد البشاري الصغير..

ولا أدري إن كان شاطراً – صحفياً – مثل أخيه الأكبر ؛ أم ماثل حاله حال فهمي الأصغر..

وفهمي هذا هو حسين فهمي…الممثل المصري الشهير..

وأثناء فترة اختفائه المؤقت – جراء مشاكل زوجية مع ميرفت أمين – ظهر أخوه مصطفى..

فاُسند إليه – فوراً – دور بطولة رهاناً على اسم فهمي..

ولضمان أن يعرف رواد السينما أنه من الشجرة ذاتها التي أفرعت الشهير عُرِّف بأخيه..

فجاء الإعلان عن الفيلم كالآتي :

الفيلم الفلاني الكبير…بطولة النجم الصاعد مصطفى فهمي…أخو النجم الكبير حسين فهمي..

غير أن الصاعد هذا لم يصعد أبداً لمقام أخيه..

وظل حسين فهمي كبيراً إلى الآن رغم (كبره)…ومصطفى فهمي صغيراً كصفة (صغره)..

فرابطة الأخوة لا تعني – بالضرورة – التماثل في كل شيء..

ولكن لكل قاعدة شواذ…ونشاز ؛ ومن هذا الاستثناء ما سنرويه اليوم في سياق الأخوة..

فقبل أعوام خلت وصلتنا دعوة من قناة (المستقلة) بلندن..

وصلتنا نحن رؤساء التحرير… وقد كنت – حينها – رئيس تحرير صحيفة (الدستور)..

كما وصلت لنفر من رموز السياسية ؛ معارضين…وحاكمين..

وأذكر منهم الصادق المهدي…مهدي إبراهيم…أمين حسن عمر…وربيع عبد العاطي.. وكانت بغرض إجراء حوارات متلفزة عن الشأن السياسي آنذاك..

ولكن الدعوة وصلت – أيضاً – لشخص لا ندري موقعه من الإعراب السياسي…أو الصحفي..

فلا هو رئيس تحرير…ولا هو برمز سياسي معروف..

وظللنا نتساءل: لماذا وُجهت له الدعوة؟…ولماذا قبلها…وماذا سيقول؟…ومن هو أصلاً؟..

وعندما جاء دوره للحديث صرخ بكلام كثير جداً..

ورغم كثرة كلامه ذاك لم نفهم منه شيئاً…أو – تحرياً للدقة – فهمنا فقط تهليله وتكبيره..

كان يهلل – ويكبر – عقب كل فاصل من الكلام…وبعده..

هل تريدون معرفة هذا الرجل الغامض؟……أو الذي كان يبدو لنا غامضاً وقتذاك؟..

 

إنه لم يعد كذلك الآن…بل صار ينافس حسين فهمي شهرةً..

بيد إنها شهرة في قضايا فساد…وقابعٌ الآن في (كوبر)…بجوار أخيه المتهم (الأكبر)..

إنه عبد الله حسن أحمد البشير..

أخو عمر البشير !!.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى