جنوب كردفان.. (أبوكرشولا) صرخة في وادي الصمت

 

تقرير: عبد الوهاب أزرق اللازم

في العام 2014م، عقب الاعتداء عليها من قبل الجبهة الثورية وتحريرها، قرر الوالي الأسبق المهندس آدم الفكي  إنشاء محلية أبو كرشولا بإداريات أبو كرشولا، أم برمبيطة، الفيض أم عبد الله، وأم بركة “شمشكة”. محلية تفتقر للبنيات التحتية والخدمات في كافة المجالات، وتزخر بموارد زراعية وغابية ورعوية عدة وتغذي كل منتوجاتها كردفان، وتضم  سحنات مختلفة خلقت نسيجاً متماسكًا،  رفضت مرشح حزب المؤتمر الوطني في  الانتخابات التشريعية الولائية، وقدمت الشاب بشير حسين بشير سراج  وفوّزته مُلحقة الهزيمة بمرشح المؤتمر الوطني . جاء ذلك رداً لعدم إيفاء نائب الرئيس السابق حسبو محمد عبد الرحمن لحديثه بتشييد الطريق في ظرف 15 يوماً ولمطالب غير مجابة من حكومة الولاية.

شهدت المحلية هذا العام العديد من الاحتجاجات والوقفات المطلبية تطالب بتوفير الوقود للموسم الزراعي والتوزيع العادل، ونظمت تظاهرة سلمية طالبت بتوفير الخدمات الأساسية وتشييد صيانة الطريق وتوفير الكهرياء.

ممثل  المحلية في آخر تشريعي بشير حسين سراج،  قال” للصيحة” تشهد الخدمات نقصاً حادًا وأهمها الطريق الوحيد الرابط بين مدينة الرهد بشمال كردفان والمحلية، حيث ينقطع عند هطول الأمطار لسوء ورداءة الردمية المتهالكة، وعند فيضان خور كرفنج تنقطع المحلية تماماً عن العالم مما يخلق أزمة وانعداماً في البضائع وتزداد الأسعار ارتفاعاً، يضيف سراج: مثلًا بإدارية أم برمبيطة التي تبعد 107 كلم تقريبا من الرهد وتعاني أيضاً من وجود خور كبير يفصل شرقها عن غربها مشوار الترحيل للبضائع بالعربة بمبلغ 140 ألف جنيه، .وعن الصحة يقول: مستشفى أبو كرشولا الذي شيد عبر صندوق السلام  لم يكتمل،  ويوجد دكتور بأبي كرشولا وآخر بأم برمبيطة وهما من أبناء المحلية، ومساعدون طبيون في بقية الإداريات،  وزاد: توجد 4 عربة إسعاف وجميعها معطلة ولم تصان منذ فترة،  ولا يوجد دواء مجاني للطوارئ وللأطفال أقل من خمس سنوات، ودواء الملاريا بأم برمبيطة يباع في السوق بمبلغ 400 جنيه للشريط وغير متوفر بالتأمين الصحي. وعن التعليم يقول سراج: لم يكتمل بناء أربع مدارس ثانوية عبر صندوق السلام بعضها في “البيم” الأرضي منذ سنوات، مطالباً بزيادة الفصول لفك الاكتظاظ وتوفير الإجلاس،  مبيناً معاناة التعليم من الحرب وخاصة إدارية أم بركة.

وأكد سراج أن المحلية تعيش في أمن واسقرار عدا بعض الخلافات بين بعض المكونات المجتمعية أبرزها الأسرة والعياتقة، وبرنو والأسرة، والمسيرية والأسرة، كاشفاً عن ظهور بعض الظواهر السالبة والسرقات المتكررة عزاها لعدم وجود الأدلة والمباحث الجنائية، مبدياً تخوفه من تفاقمها . وقدم سراج احتجاجاً لعدم توفر الوقود للموسم الزراعي لجهة وجود 146 مشروعاً مخططاً، ووصلت المحلية فقط 18 ألف جالون، 10 آلاف جالون سلمت للمزارعين بتجملا بمحلية الرشاد، كاشفاً أن سعر جالون الجازولين بأم برامبيطة بمبلغ 500 جنيه، وجالون البنزين بين 600 – 800 جنيه، ورغم ذلك بشر بموسم زراعي ناجح لجهة معدلات الأمطار الممتازة، واشتكى من عدم تأمين الموسم الزراعي، مطالباً بفرض هيبة الدولة وتأمين الموسم. وأوضح أن كهرباء أم برمبيطة متوقفة منذ رمضان بسبب عدم صيانة الوابورات التي خرج أحدها عن الخدمة وكهرباء أبو كرشولا متوقفة أيضًا.

ويقول بشرى كوكو علي “للصيحة”: بدأت النفرة بإجلاس طلاب أم برمبيطة  ثم تطورت الفكرة لبناء المدارس وبتكاتف الأهل بجمع التبرعات والنفير ومساهمة المنظمات خاصة منظمة سيدسو التي رحبت ببناء المدارس تم توفير المكون المحلي من طوب وحجارة ورمل وحفر الساس من المجتمع المحلي، وقامت المنظمة بتوفير جميع مواد البناء، وكذلك العمال والمهندسين،  وقد تم إكمال مدرسة الحجير المكونة من ستة فصول ومكتبين للمعلمين والحمامات والسور بالإضافة للميادين والمسرح، وسوف يكون هناك مكتب استقبال ومسجد وميز للمعلمين بالإضافة لتوفير لبس كامل للتلاميذ والتلميذات ووجبة فطور مجانية وسقيا كاملة للمدرسة وإنارة بالطاقة الشمسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى