(الخوي).. مدينة تورد المليارات للخزينة ولكنها مظلومة.. المعتمد مهموم بتوفير بيئة صالحة للتعليم والخدمات ولكن!

 

الخوي : صلاح مختار       3 يونيو 2022م 

تشتهر مدينة الخوي بأنها من أكبر منتجي ومصدِّري الضان على مستوى السودان   والعالم، إذا جاز ذلك, كذلك تشتهر المدنية بأنها تقع داخل حزام الصمغ العربي المعروف عالمياً، بالإضافة إلى إنتاجها من المحاصيل الزراعية الأخرى. تلك المنتجات ترفد خزينة الدولة، كما قال قياداتها، بالمليارات، ولكن نتيجتها في التنمية صفر. والزائر إلى مدينة الخوي، يلحظ انعدام الطرق المعبَّدة والتخطيط الواضح للمدينة، وهل تصدِّقون أن مدينة بهذا الحجم من الموارد والإمداد الكهربائي فيها لمدة (3) ساعات، يومياً، إذا توفر الوقود. المدير التنفيذ للمحلية رجل نشيط حاول على قدرته في التعاطي مع الواقع بمحليته، سألته عما يشغله من مهموم الآن، قال لي: بالتعليم وتوفير الخدمات للمواطن.

(الصيحة) وقفت على جانب واحد من مصادر الدخل في المحلية وهي صادر الماشية، وكيف تدخل المحلية موارد في ميزان الدخل في السودان.

سوق الماشية

تجوَّلت (الصيحة) في وقت مبكر داخل السوق، حيث لاحظت توافد المصدِّرين والمنتجين وأصحاب المواشي، يبدأ الصباح الباكر في السوق بالنقاش حول أوضاع السوق ومآلاته ومستقبل التصدير في ظل التكاليف العالية, وجأر أحد التجار ويدعى آدم دفع الله، بالشكوى بسبب الرسوم والجبايات التي تواجه المصدِّرين من قبل المحلية أو حكومة الولايات على طول الطريق حتى ميناء بورتسودان. تارة باسم التعليم وتارة أخرى باسم دعم الولاية أو الجريح أو الشهيد. وقال: يفترض ماشية الصادر لا توقف على الطُرق لاستكمال إجراءاتها.

عقبة كبيرة

ولفت إلى أن طريق الخوي النهود، يمثل عقبة أمام مركبات نقل الصادر، في أكثر من مرة تنقلب العربات وتصاب الماشية بأضرار تخرج من الصادر، وأضاف: إن الطريق تسبب في كثير من الحوادث بجانب السرقات في المناطق  الوعرة على الطريق، وشدَّد على ضرورة تأهيل الطريق القومي الذي يمر بالولاية. ونوَّه إلى أن عودة بعض البواخر يتسبب في خسائر كبيرة للمصدِّرين يصعب تعويضها.

استقرار السوق

يقول الشرتاي حامد أحمد مراد: إن هنالك استقرار داخل سوق التصدير بالخوي، ولكن هنالك شكاوى من المصدِّرين من كثرة الجبايات التي تقابلهم على الطريق من الولاية أو المحلية إلى ميناء التصدير، مبيِّناً أنهم تحدَّثوا مع وزارة المالية بالولاية  في هذا الخصوص من أجل استقرار وضمان زيادة المصدِّرين. وكشف عن وجود كميات  مهولة من الصادر معروضة. وقال: نحن -الآن- بصدد تطوير السوق بتوفير الخدمات. ونفى وجود أي مشكلة بين الرعاء والمزارعين أو بين منتجي الثروة الحيوانية، وأكد بأنهم كإدارة أهلية ورئيس لجنة الصادر بالسوق مسؤولين عن أي مشاكل تنجم داخل السوق, ونعمل على حل يرضي جميع الأطراف.

مراجعة الصادر

ونفى مراد، وجود حمى والوادي المتصدِّع كما يشاع، وقال: نعمل على تطوير العمل العلاجي ومكافحة الأوبئة. وأكد عندما تم إرجاع بواخر الصادر إلى ميناء بورتسودان لم ترجع صادر الخوي. مبيِّناً أن الطلب على الصادرة السوداني بكثافة عالية خاصة من السعودية ودول الخليج والأردن. وتوقع ارتفاع أسعار الأضحية هذا العام مع اقتراب العيد.

محجر الخوي

حرصت الصحيفة على الوقوف على الموقف الصحي لصادر الماشية عبر محجر الخوي، الذي يعد من أكبر المحاجر البيطرية في السودان للعناية بالصادر السوداني، رغم ذلك، لكنه يعاني إهمال الدولة ويفتقد أبسط مقوِّمات العمل المطلوبة. ويقول د. أحمد آدم يونس، مدير محجر الخوي البيطري بولاية غرب كردفان: إن المحجر يعد الأكبر في السودان ومن أحسنها، يقدِّم خدمات بيطرية لماشية الصادر في السودان. وأشار لوجود أربعة أتيام تقوم بالإجراءات الأولية لعدد (12) ألف رأس، في اليوم الواحد وتطعيم اللقاحات الخاصة بالمناعة. وقال لمدة (21) يوماً، تكون البهائم في حالة مراقبة داخل الكرنتينة  من ثم إلى ميناء في مدة أقصاها شهر. وتابع: الخوي لم تسجِّل أي حالة رجوع واحدة، مبيِّناً أن المجلس السيادي كرم المحجر.

ربح وخسارة

وأقر يونس، بوجود مشاكل يعاني منها المحجر خاصة البنيات التحتية والبيئة غير مساعدة للعمال، منوِّهاً إلى عدم اكتمال المحارق وانعدام لمخازن الأعلاف بالإضافة، إلى أن أماكن الشحن غير مجهَّزة تحتاج إلى زيادة. وقال: الحكومة تريد عائدات دون أن تخسر، مبيِّناً أن العمال والموظفين يعملون بما يملي عليهم ضمائرهم، ودعا الحكومة الاهتمام بالمحجر، مبيِّناً أن حجم العمل الذي يقوم به لا يتناسب مع البنية الحالية.

كميات كبيرة

إلى ذلك أشار مدير إدارة  الصادر بمحلية الخوي أحمد يوسف الخضر، لـ(الصيحة) إلى الكميات الكبير الواردة من الضان داخل سوق الخوي، حيث تتم عملية تسويق الصادر من جميع الولايات شرق وشمال  دارفور وجنوب وشمال كردفان تصب داخل السوق. وقال: هنا تتم المرحلة الأولية للصادر بالكشف عن الأمراض على سطح الحيوان من ثم يتم حجز البهائم لفترة حضانة تمتد ثلاثة أسابيع أو شهر، بعد ذلك تأتي المرحلة الأخيرة بتركيب ديباجة الإذن من ثم إلى محجر بورتسودان للتصدير. وكشف خلال الفترة من أبريل وحتى مايو، تم تصدير (98 ألف و182) رأساً، إلى الأسواق الخارجية، مشيراً إلى أن محلية الخوي اشترت أكثر من (130) فداناً، من أجل إقامة هذا السوق وتوفير الخدمات فيها .

إرجاع البواخر

وحول إرجاع بواخر الصادر، أكد الخضر بأن بعض الأخبار غير صحيحة، وجزم بأن الأطباء البيطريين موجودين بالمحجر وعلى طول الطريق إلى بورتسودان بجانب ذلك وجود أطباء أجانب لمتابعة الصادر. وقال: ربما بعض الصادر من مناطق أخرى في السودان توجد بها بعض المشاكل، ولكن صادر الخوي خالٍ من أي أمراض أو وبائيات .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى