انشقاقات حركة مناوي.. صراعات القسمة والمصالح!

 

تقرير: عوضية سليمان

الناظر الى التاريخ السياسي في السودان يجد انه ملئ بحركة القيادات التي تنتقل من حزب إلى آخر، وفيما يراها البعض حركة طبيعية في إطار اللعبة السياسية يعزو البعض الآخر سبب ذلك الى المصلحة والانتهازية التي يتصف بها البعض. ولان السياسة لا ثوابت لها فإن تنقل منسوبي الاحزاب والحركات كما فعل البعض الآن من حركة مناوي الى حركات أخرى يعتبره سياسيون بـ(الكلام الفارغ) طبقا لرد رئيس الحركة مني أركو مناوي التي قلل منها ووصف لـ(الصيحة) الخطوة بالفارغة، ولكن كل ذلك لا يلغي وجود فرضية ثابتة توضح ان التنقل والانسلاخ والانشقاق داخل القوى السياسية والمؤسسات الحزبية، علامات واضحة لوجود صراع او تنافس، وهي علامات استفهام تحتاج لاكثر من اجابة؟.

انسحاب

وأعلنت قيادات عسكرية وسياسية بحركة جيش تحرير السودان قطاع جنوب السكة إنسلاخها من حركة مني أركو مناوي وأكدت القيادات في بيان أمس انضمامها لتجمع قوى تحرير السودان لثقتها في التجمع لتحقيق اهداف النضال الذي مهر بالدم والدموع فضلا عن تحقيق حقوق شعبهم من الضحايا والنازحين واللاجئين داخليا وخارجيا والمواطنين في مناطق النزاع.

وقال قائد منطقة السكة حديد جنوب قريضة عبد الله البشير لـ(الصيحة) إن السلام قيمة انسانية وتصالحية مهمة ما يجلبه السلام اكثر من ما هو هدف استراتيجي لهم واكد مباركتهم للخطوة بالسلام بالتوقيع الاولي ودعا الحركات المسلحة التي لم توقع للحاق بركب السلام وحمل بيان توقيع 23 من القيادات العسكرية والسياسية برئاسة الطاهر ابوبكر حجر ونيابة عبد الله يحي احمد والقائد العام عبد الله بشير جالي والقائد علي آدم علي.

بيان مدسوس

مني اركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان قال لـ(الصيحة): “عندما قرأت بيان الذين أعلنوا انسحابهم من الحركة، سألت  قيادة حركة التحرير عن من هم هؤلاء، فقالوا إنهم لا يعرفونهم. وسألت عنهم قادة حركة تجمع التحرير وجدتهم أيضاً ليس لهم خبر ولا معرفة بهذا البيان، فانتهى الأمر بأنه مجرد مكيدة سياسية وبيان مدسوس، ولكن ليس لدي حركة التحرير أفراد ولا قيادات بهذه الأسماء ولم يكن لدينا قطاع، فمسمى قطاع قد تم تغييره منذ اكثر من عشر سنوات”.

مافي مبادئ

“الانقسامات ليست جديدة في لعبة السياسة وفي تاريخها الطويل وحصل ذلك كم مرة ومرحلة من مراحل الأحزاب وليس أمرا شاذا”. هذا ما جاء به المحلل السياسي والخبير الدبلوماسي الرشيد ابو شامة خلال افادته لـ(الصيحة) وقال إن هذا ليس عمل مبادئ واخلاق وليس هنالك ولاء كامل للبعض. وقال ان الاختلاف الذي ادى الى الانسلاخ السريع في حركة مناوي قد يكون بسبب المال، وهذا اهم شئ عندهم وقد يكونوا لم يستملوا من المال ما وعدوا به أو اختلفوا في القسمة وهذه اسباب دنيوية. وأضاف: “أن الانقسام عندهم عادي جدا”. وكشف ابوشامة عن ان السبب المباشر للانسحاب قد يكون بسبب مكاسب مادية ومصالح ولا يكون الانسلاخ عن فراغ قد يكون بسبب مكاسب مالية ابعدتهم من هذا الموقع الى موقع آخر توجد فيه فائدة لهم وان يكون لديهم مصلحة في الاتفاقية الجديدة ومناصب في الحكومة الحالية وقال: “بعد ذلك تكون لديهم خطة اخرى بأن يدخلوا في الاتفاقية الجديدة وهذه خطة من خططهم ليس فيها أي مبادئ”. وقال: “على المستوى العام الانسحاب ليس فيه (ربكة سياسية) وإنما توجد ربكة في الحركة”. وقال إن ماجاء من انسحاب ليس فيه ضعف لحزب مناوي لانه ليس لديهم موقف فهم مهزوزون وليس لديهم موقف صلب وان المقاصد مادية وعلاقتهم هشة، إذا حصل اي خلاف سريعاً ما يسعون إلى الانفصال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى