بعد استئناف الدراسة بالجامعات الأسعار تطحن الطلاب

طالب: أحتاج إلى 500 جنيه يومياً
طالبة: إذا لم يتدارك المسؤولون الموقف فإن كثيرين سيهجرون الدراسة
طلاب: أسعار فلكية في الكافتريات والوصول للجامعة يتطلب أموالاً طائلة
طلاب: هناك غياب تام لهيئة التدريس ونلجأ للمحاضرات مدفوعة القيمة
طلاب خارج الولاية مُهدَّدون بضياع فرصة الجلوس للامتحانات
التردّي البيئي بالجامعات وفيضان القاذورات
الخرطوم: أم بلة النور
بعد أكثر من عام من انقطاع الدراسة بالجامعات والمعاهد العليا، اصطدم الطلاب بواقع مختلف تماماً من حيث كلفة الوصول إلى قاعات الدراسة ووجبات خلال اليوم الدراسي بخلاف مستلزمات التعليم.
حيث كشفت جولة لـ(الصيحة) داخل بعض الجامعات عن ارتفاع كبير في الأسعار قد يؤدي إلى هروب كثير من الطلاب من رحلتهم الجامعية، حيث أشار استطلاع بين الطلاب إلى معاناة شديدة لهم، حيث أبانوا أنهم يحتاجون إلى ما بين 300 ـــ 500 جنيه يوميًا حتى يستطيعوا تلبية احتياجاتهم ..
وذكروا أن أسرهم في حيرة من أمرها لتوفير تلك الأموال.. وطالبوا الجهات المعنية بالتعليم العالي بالتدخل العاجل لأجل مواصلة تعليمهم، وإلا فإنهم سيضطرو، إلى ترك مقاعد الدرس..
مشكلات
استأنفت بعض الجامعات الدراسة لطلاب السنة الأولى للعام 2108م، وطلاب السنة الرابعة، إلا أن هناك العديد من الإشكالات التي واجهت الطلاب خلال اليومين الماضيين من استنئناف الدرسة، (الصيحة) جلست إلى عدد من الطلاب وخرجت بهذه الحصيلة.
مشاهدات
كشفت جولة (الصيحة) داخل جامعة السودان الجناح الغربي عن تأجيل الدراسة بسبب غرقه تماماً بمياه الأمطار إلى وقت لاحق، فضلاً عن عدم استعداد الجامعة لاستقبال الطلاب.
وفي جامعة النيلين كلية التجارة، تبين لـ(الصيحة) انبثاق روائح الصرف الصحي الذي يطفو في كل مكان حتى داخل بعض القاعات، إلى جانب أكوام النفايات التي تتناثر بين جنبات الكلية، فضلاً عن الأسرة التي توجد بين كل فناء والآخر في صورة لا تليق بالحرم الجامعي، مع تدني مستوى النظافة بكافة مباني كلية التجارة والآداب وكلية القانون .
وفي مشهد آخر دورات المياه تظهر في حالة من فيضان القاذورات، حيث توقفت حنفيات المياه تماماً مع انعدام أدنى مستويات النظافة ما أدى لإحجام الطلاب عن استخدامها، وعدم مقدرتهم على أداء صلواتهم داخل الجامعة وضياع فرائضهم.
أسعار خرافية
وفي حديثهم لـ(الصيحة) كشف الطلاب عن الأسعار الخرافية التي تفاجأوا بها بعد فترة الحظر، وقال طلاب السنة الرابعة قسم التأمين إن الأسعار ارتفعت بنسبة 200% في كل الاحتياجات اليومية، ابتداء من تعرفة الموصلات والتي أصبح الطالب في حاجة إلى 300 إلى 500 جنية كمصروف يومي، حيث ارتفعت أسعار السندوتشات طعمية فقط إلى 30 جنيهاً بدلاً من 15 جنيهاً إلى جانب العصائر والمياه الصحية والغازية والتي ارتفعت إلى الضعف .
رسوم وملازم
وأشار الطلاب إلى نقطة هامة، وهي الملازم الدراسية التي تضاعفت إلى نسبة 200%، حيث كانت لا تزيد عن 20 جنيهاً الآن وصل سعر الملزمة إلى 200 جنيه، إلى جانب ارتفاع أسعار طباعة البحوث والتي وصلت قيمة طباعة الورقة الواحدة إلى 25 جنيهاً بدلاً من 10 جنيهات في السابق، الأمر الذي أضحى عبئاً إضافياً على كاهل الطلاب وأسرهم، فضلاً عن زيادة أسعار الرسوم الدراسية والتي درجت إدارة الجامعة على زيادتها رغم نص القانون على عدم وجود زيادة على الرسوم الدرسية للطلاب القدامى والتي لا تقل عن 30%. وكشف الطلاب عن عدم مداومة “الاسطاف” حتى اليوم الثاني من الدراسة، رغم صدور جدول الامتحانات المقررة في التاسع من الشهر الجاري، ما جعلهم يتجهون للمعاهد المحيطة بجامعتي السودان والنيلين، بواقع 50 جنيهاً للساعة الواحدة في كل مقرر، ويوم الجمعة يتم شرح المقرر بواقع 200 للساعة الواحدة نسبة لعدم اكتمال المقررات وغياب هيئة التدريس، إلى جانب الإغلاق التام للمكتبة والتي يحتاج إليها الطلاب الخريجين في إكمال بحث التخرج واستخلاص بعض المواد التي لم تتم طباعة ملازمها من قبل الأساتذة, الأمر الذي يجعل هناك صعوبة في الوصول للمقررات والتأهب للامتحانات .
حضور ضعيف
ويرى جميع الطلاب الذين تحدثوا للصيحة أن هناك نوعاً من عدم العدالة في التقويم والقياس، وهناك سوء إدارة وتخطيط حيث يتم تغييب الطلاب في الامتحانات رغم حضورهم وجلوسهم لجميع المواد، حيث يتفاجأ الطلاب برسوبهم في بعض المواد بسبب الغياب، الأمر الذي جعل عدداً كبيراً منهم يتركون مقاعد الدراسة والاتجاه إلى جامعات أخرى أو الاتجاه لسوق العمل، كما أشاروا إلى أن الحضور خلال اليومين الماضيين ضعيف جداً لا يتجاوز 2% نسبة للفيضانات التي تعيشها معظم ولايات السودان، إلى جانب ضعف شبكة الاتصالات، الأمر الذي جعل الوصول لطلاب الولايات غاية في الصعوبة، وتوقعوا أن تضيع عليهم فرصة الجلوس للامتحانات والتي قُرّرت قبل أسبوع واحد فقط مما اعتبروه وقتاً غير كافٍ حتى تصل المعلومة للطلاب في الأماكن البعيدة، وقال أحد الطلاب للصيحة إنه قد يترك الدراسة ويعود إلى ولايته القادم منها غرب كردفان نسبة لارتفاع أسعار السكن الخاص وعدم وجود وجبات مدعومة إلى جانب مضاعفة تعرفة المواصلات، وأضاف أنه حاول السكن مع أقاربه بمنطقة سوبا شرق، إلا أن مصروفه اليومي يتجاوز500 جنيه، فيما اتفقت معه زميلته التي تسكن بداخلية خاصة بالعمارات وقالت إن تكلفتها اليومية تصل إلى 400 جنيه للموصلات فقط .
توقف تام
وأشار الطلاب أن هناك توقفاً تاماً لبطاقة الترحيل والتي كانت تساهم في عملية التنقل اليومي بنسبة 5 % إلا أنها توقفت في ظل التضخم والارتفاع المخيف في تعرفة المواصلات، وقالت إحدى طالبات كلية الجزيرة التقنية بحلة كوكو إنها تسعى لإكمال هذا الفصل الدراسي فقط وسوف تتجه إلى تجميد الدراسه نسبة لوضع أسرتها الاقتصادي، وتوقف الدعم الشهري للطلاب من قبل الصندوق والذي كان لا يسمن ولا يغني من جوع .
دعم ضروري
وشدّد أصحاب الكافتريات بالجامعات على ضرورة دعم وجبة الطالب الجامعي فيما يتعلق بـ(الفول، الطعمية) والتي تعد أصنافاً أساسية للطلاب حتى تكون في متناول أيديهم، نافين أن يكون للإيجارات أثر في الارتفاع مشيرين إلى أن اسعار السلع ترتفع بصورة يومية، كما أنهم سوف يواجهون مشكلة في العمالة اليومية والتي كان العامل يتقاضى 500 جنيه في اليوم الآن يطالب العامل بأجرة يومية لا تقل عن 1000جنيه في اليوم الواحد، الأمر الذي يؤدي إلى زيادات متوقعة في الأسعار مما يحتم على صندوق دعم الطلاب دعم وجبة الفطور كأمر ضروري ومُلِح.
وشكا أصحاب المكتبات من الارتفاع في الملازم الدراسية وأكدوا أن الطلاب في وضع صعب في الوقت الذي لا يستطيعون فيه مد يد العون لهم للارتفاع في أسعار الورق والحبر، ولا علاقة للجامعات بها لأنها سياسة دولة، ويجب أن تضع لها حلولاً .
وتحدث الطالب بجامعة الخرطوم محمد عبد الله، عن معاناته اليومية، وقال إن الواقع الحالي لا يشجع على الاستمرار في الجامعة، لأنه لا يمكن أن يُحمّل أسرته فوق طاقتها، وقال لـ(الصيحة)، إنه غير قادر على توفير أموال المواصلات اليومية التي تضاعفت أسعارها ألف مرة ــ على حد قوله ..
وذكرت الطالبة الجامعية (م.ج) أن الأوضاع الحالية تتطلب تحركًا عاجلاً من المسؤولين عن التعليم العالي وإيجاد الحلول التي تمكن الطلاب من مواصلة الدراسة بعد الغيابس الطويل عن القاعات ..
أسعار فلكية
كشفت جولة (الصيحة) على عدد من الكافتريات داخل حرم الجامعة عن زيادة مخيفة في أسعار الساندوتشات والطلبات قبل التوقف، وقال صاحب كافتريا إن الزيادة سببها الارتفاع الكبير في أسعار السلع، في حين ذكر الطلاب أن هنالك استغلالاً للوضع الاقتصادي الهش والذي أدى إلى انفلات في الأسعار دون أسباب منطقية ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى