انطلاق العام الدراسي.. أوضاع بائسة ومستقبل محفوف بالمخاطر

 

وزير التربية الاتحادي: وجود (623) مدرسة بها إشكالات

أولياء أمور: الوزارة فرضت علينا (18) مليون جنيه، لصيانة مدرسة مهجورة

تلاميذ خارج مقاعد الدراسة لارتفاع نسبة القبول ورسوم المدارس الخاصة

مواطنون يفقدون الرغبة في إرسال أبنائهم للمدارس لتدهور الأوضاع الاقتصادية

الخرطوم: أم بلة النور   2 أكتوبر 2022م

مع انطلاق العام الدراسي الجديد يعيش أولياء الأمور أوضاعاً اقتصادية بالغة التعقيد في ظل تدهور التعليم الحكومي، وارتفاع أسعار المدارس الخاصة، فضلاً عن ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية مما جعل أولياء الأمور في حيرة من أمرهم، منهم من يتمنى تأجيل العام الدراسي ومنهم من فقد الرغبة في إرسال أبنائهم للمدارس.

واقع بائس تابعته (الصيحة) عن قرب يجسِّد الحالة المتردية التي يمر بها السودان منذ فترة قاربت السنتين دون أن يكون هنالك أمل في تحسين الحال.

نفيسة مثال

نفيسة لها أربعة أبناء كانوا يدرسون في مدرسة خاصة قريبة من منزلهم تفاجأت برسوم دراسية ضخمة لا تتناسب مع ما كانت تدفعه في العام الماضي، فأصبحت في حيرة من أمرها.قالت لـ (الصيحة)، إنها لا تدري ماذا تفعل وزوجها تعاقد قبل أشهر ومعاشه أصبح لا يكفي للمعيشة، فما بال الرسوم الدراسية التي فرضتها المدرسة الخاصة التي يدرس فيها أبنائها، وأوضحت بحسرة وأسى: كان من المفترض أن أقوم بتحويلهم إلى مدرسة حكومية، ولكن للأسف الشديد لا توجد مدرسة حكومية قريبة من حيَّهم وتساءلت ماذا أفعل دلوني على الطريق؟

حال نفيسة لا يختلف عن حال كثير من أولياء الأمور الذين وجدوا أنفسهم فجأة أمام رسوم عالية جداً فرضتها المدارس الخاصة دون أن تجد رادعاً من الحكومة التي تغط في نوم عميق تتجاهل مصاعب أولياء الأمور في إيجاد مدرسة تستوعب أبنائهم .

إجراءات

أوضح عبد الله أحمد، أن له ستة أطفال، بالمدارس وأنه فوجئ بزيادات كبيرة في رسوم المدارس الخاصة وسيضطر إلى تأخير دخول أبنائه للمدرسة القديمة، لأنه بدأ منذ فترة في إجراءات تحويلهم إلى مدرسة حكومية، مشيراً إلى أنه وجد صعوبات كبيرة في الإجراءات ولا يعرف متى تنتهي.

خارج الفصول

اصطدم أولياء الأمور بدرجة القبول للمرحلة الثانوية هذا العام بعد أن وصلت إلى (175) درجة كأحد أدنى للقبول، وكان من المتوقع أن تكون الدرجة أقل من العام الماضي والتي كانت (162) درجة فقط، وهذا العام يعتبر استثنائياً كونه آخر عام للصف الثامن أساس، إلا أن وزارة التربية فاجأت آلاف التلاميذ بقرار فاق كل التوقعات لتضع بذلك شريحة كبيرة منهم خارج نطاق التعليم الثانوي، فضلاً عن إغلاق القبول للقسم الفني الذي يمكن أن يكون خياراً لهم، ليشهد هذا العام خروج الآلاف من التلاميذ من الفصول الدراسية لمصير مجهول بعد جلوس (44136) تلميذاً وتلميذة، لامتحان الدور الثاني .

خارج السرب

واعتبر  عدد من أولياء الأمور أن وزارة التربية كانت ولا تزال تغرِّد خارج السرب، ولا تضع الشريحة الفقيرة في الحسبان، وقالت إلهام التي حصل ابنها على (172) درجة، والذي لم يتم قبوله بالمرحلة الثانوية، إن الوزارة لم تراع الظروف الصعبة التي مر بها العام الدراسي الماضي، كما لم تضع في اعتبارها الظروف الاقتصادية وارتفاع أسعار الرسوم بالمدارس الخاصة وكانت الوزارة إحدى أسبابها نتيجة لعدم وضع قانون رادع ونظام رقابي على المدارس الخاصة، وشدَّدت على ضرورة مراجعة القرار قبل ضياع آلاف التلاميذ.

إمكانية الإرسال

فيما قال عدد من أولياء الأمور لـ(الصيحة) إنهم فقدوا الرغبة في إرسال أبنائهم للمدارس هذا العام نتيجة لعدم توفر المستلزمات المدرسية، بعد أن أصبحت باهظة الثمن، فضلاً عن فقدان بعض التلاميذ الذين لم يحالفهم الحظ في الحصول على درجات توفر لهم  مقاعد الدراسة والحصول عل فرصة لنيل التعليم الثانوي، في ظل عدم تمكُّن أسرهم من إرسالهم للمدارس الخاصة أو التعليم الفني والمهني، وفضَّل أولياء الأمور إرسال هؤلاء الأبناء لسوق العمل بدلاً من مقاعد الدراسة.

مسؤولية

وكشف عدد من أولياء الأمور لتلميذات مدرسة النيل الأساسية بنات والتي تم توزيعهن بمدرسة الحارة العاشرة بنين  بالثورة محلية كرري والتي تم تجفيفها وتحويلها إلى مدرسة للمرحلة المتوسطة، أن القرار تم اتخاذه في السابع عشر من سبتمبر، وتم استدعاؤهم بواسطة المجلس التربوي لمدرسة النيل الأساسية، وقالت مندوبة وزارة التربية والتعليم ومدير مكتب التعليم الأساسي بالمحلية، إن على أولياء الأمور تكملة نواقص المدرسة الأمر الذي رفضه أولياء الأمور، كما رفض مديرو المدارس التي تم توزيع تلاميذهم فيها خروج تلاميذهم من مدرسة الرياض بنين وبنان والنيل بنين، حيث أبلغوا مكتب تعليم كرري رفضهم واستعدادهم لاستضافة تلاميذ المتوسط  .

إلا أن مدرسة النيل بنات هي الوحيدة التي نفَّذت القرار الذي لم يملك لأولياء الأمور، علماً بأن القرار شمل الصف الأول متوسط فقط دون الصف الصف الثاني الذي سوف يواصل بمدرسة النيل الأساسية، وأشار ولي أمر إحدى التلميذات أن المكتب شرع في تعيين إدارة الصف الأول بمدرسة العاشرة، وإدارة خاصة للصف الثاني بمدرسة النيل الأمر الذي رفضه جملة وتفصيلاً، وتم توزيع -أيضاً- تلميذات العاشرة شرق العاشرة غرب في نفس المدرسة، وتم رفض القرار من قبل إدارات تلك المدارس.

مدرسة مهجورة

وتم استدعاء أولياء الأمور مرة أخرى في الرابع والعشرين من سبتمبر، بمدرسة العاشرة الثورة، وقاموا بعملية طواف شامل عليها للوقوف على بيئتها إلا أنها كانت مجففة ومهجورة  منذ أكثر من (8) سنوات، وتنعدم فيها أدنى مقومات الحياة الدراسية وفرضت إدارة المدرسة على أولياء الأمور رسوم لتسيير المدرسة ومبلغ (30) ألف جنيه، لكل تلميذة والبالغ عددهن (270) تمليذة، ليصل جملة المبلغ إلى أكثر من (8) ملايين جنيه، هي فقط مصاريف تسيير فقط، على أن يدفع أولياء الأمور – أيضاً – مبلغ (50) ألف جنيه، رسوم صيانة وتأهيل للفصول ودورات المياه، وكانت التكلفة المبدئية بلغت (18) مليون جنيه، يتحمَّلها أولياء الأمور ومن الصعوبة تجميع المبلغ والشروع في الصيانة مع بدء العام الدراسي، وطالب أولياء الأمور بضرورة استضافة التلميذات بمدرسة النيل حتى تتم معالجة نواقص مدرسة العاشرة حتى لا تتضرَّر  التلميذات .

تحديات كبيرة

وفي تصريحات سابقة كشف وزير التربية والتعليم سر الختم محمد محمود الحوري،  عن وجود (623) مدرسة، بها إشكالات وتحتاج للمزيد من الصيانات.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى