ارتفاع المناسيب.. مخاوف الفيضان والغرق

الخرطوم- جمعة عبد الله
تزايدت المخاوف من حدوث فيضانات هذا العام، بعد المستويات القياسية التي وصلت إليها مناسيب النيل بعدد من المحطات، وفي الخرطوم كانت الأحياء المتاخمة للنيل هي الأكثر مخاوف وضرراً، حيث غمرت مياه النيل الأبيض عدداً من المنازل بأحياء الكلاكلات خاصة القبة وود العقلي والقلعة والعزوزاب واللاماب.
وضع الخطر
وأشار مواطنون بالكلاكلة القبة، إلى أن منازلهم باتت داخل مياه النيل بعد أن تمدد الى داخل الحي، مشيرين إلى أن بعض السكان قاموا بإخلاء منازلهم ومقتنياتهم خشية من انهيارات وشيكة بعد غمر المياه لمساحات كبيرة من المنازل.
أرقام مقلقة
وكشف البيان اليومي للجنة الفيضان، بوزارة الري والموارد المائية، ليوم أمس الخميس، أن مناسيب النيل بالخرطوم تجاوزت أعلى قمة مسجلة “17.26” متر، وارتفع المنسوب بالخرطوم أمس الخميس إلى “17.43” متر، وأشارت لاستمرار الزيادة في اليومين القادمين، فيما اقترب منسوب محطة شندي من أعلى قمة مسجلة “17.07” بعد تسجيل “17.01” أمس الخميس.
أعلنت اللجنة أن متوسط الأمطار في أعلى حوض النيل الأزرق خلال أيام “24 – 25- 26” أغسطس الجاري، بلغت “20 – 17 – 17” ملم على التوالي، وأوضحت أن هذه المعدلات ستؤدي إلى زيادة في وارد محطة الديم عند الحدود السودانية – الإثيوبية لليوم الجمعة وسيكون الوارد من المياه في حدود 837 مليون متر مكعب.
وأشارت اللجنة إلى أن متوسط الأمطار في حوض العطبراوي ليومي “25 – 26” أغسطس بلغ “10 – 18” ملم علي التوالي، والتي ستؤدي إلى ارتفاع إيراد نهر عطبرة في اليومين القادمين.
كما توقعت مناسيب النيل لليوم الجمعة على النحو التالي: القطاع الدمازين – سنار سيشهد ارتفاعاً في حدود 3 سم، والقطاع سنار – الخرطوم سيشهد ارتفاعاً في حدود 3 سم، والقطاع الخرطوم – عطبرة سيشهد ارتفاعاً في حدود 4 سم، والقطاع عطبرة – سد مروي سيشهد ارتفاعاً في حدود 5 سم، والقطاع سد مروي – الدبة سيشهد استقراراً، والقطاع الدبة – دنقلا سيشهد استقراراً.
مناطق محاصرة
وبموازاة غمر النيل لعدة مناطق تبذل قوات الدفاع المدني مجهودات في عمليات الردم والتشوين للسيطرة على تسرب مياه النيل الأزرق في المنطقة قبالة برج الاتصالات، في حين تقوم قوات أخرى من الدفاع المدني بحجز المياه المتسربة بمنطقة المقرن، في وقت غمرت فيه مياه النيل الأبيض أسفل نفق الفتيحاب ما استدعى تضافر جهود القوات المسلحة مع الدفاع المدني ووقوف قائد المنطقة العسكرية على الجهود المبذولة، حيث فاق فيضان النيل الأبيض التوقعات، وتسبب في هدم المنازل بمنطقة الصالحة والشقلة وغمر المنازل المتاخمة له، ويعاني سكان منطقة الكلاكلات وود العقلي من اقتحام النيل للمنازل والمقابر رغم التحوطات والردميات وزيادة التروس التي قامت بها قوات الدفاع المدني والمواطنون خلال الأيام الفائتة، بيد أنها لم تصمد كثيراً أمام قوة تمدد مياه النيل الأبيض.
وقال مواطنون منكوبون جراء سقوط منازلهم بسبب الفيضان، إنهم ومنذ أسبوع تركوا أعمالهم وأصبحوا مرابطين لتمتين التروس والردميات ومراقبة زيادة المياه حتى لا يباغتهم الفيضان بليل، ولكن المياه غمرت شوارع المنطقة وميادينها وحاصرت المنازل منذ نهار الأمس ومع قوتها لم تصمد بعض المنازل وانهارت ليبقوا في العراء ملتحفين السماء داخل برك المياه.
تحذيرات
وسارعت وزارة الري والموارد المائية للتحذير من وصول مناسيب النيل في معظم الأحباس لمستويات قياسية غير مسبوقة، مؤكدة أن محطة الخرطوم تجاوزت أعلى رقم مسجل خلال المائة عام الماضية بـ “17” سم، حيث سجلت الأربعاء (17.37 متر) وارتفعت أمس الخميس الى “17.43” سم مقارنة بـ(17.26) متر في سبتمبر من العام الماضي، وسوف تستمر الزيادة خلال اليومين القادمين، كما نوهت إلى زيادات محتملة غير مسبوقة في القطاع الشمالي “عطبرة وسد مروي والدبة” خلال الأيام المقبلة، مبينة أن الامطار الغزيرة التي هطلت في الهضبة الأثيوبية قد تؤدي لزيادة في وارد محطة الديم عند الحدود السودانية – الأثيوبية أمس “الخميس” ليكون الوارد في حدود 818 مليون متر مكعب.
وقال وزير الري والموارد المائية البروفيسور ياسر عباس في مؤتمر صحفي أمس الأول بمشاركة مدير مياه النيل رئيس لجنة الفيضانات بالوزارة المهندس عبد الرحمن صغيرون الزين، إن مناسيب هذا العام أعلى من فيضاني عامي 46 و88، مشيراً إلى أن العمران والتنمية على ضفتي النيل أدّيا إلى ضيق مجرى مياه النيل، ونوه الوزير إلى أن المناسيب في الخرطوم وشندي والنيل الرئيسي بلغت مستويات قياسية، قد تحدث فيضانات وغرق مساحات على الضفتين، مؤكدًا أن إدارات الوزارة تعمل على مدار الساعة لمراقبة الموقف وإعداد القراءات وتنبؤات الفيضانات للتقليل من آثار الفيضان بالتعاون مع كل الجهات المعنية.
ونبه رئيس لجنة الفيضان صغيرون من أن الزيادات في الخرطوم قد تستمر ليومين قادمين في الخرطوم وقد تصل المناسيب إلى 17.42 متر، كما نوه إلى أن المناسيب في القطاع الشمالي “عطبرة وسد مروي والدبة” تجاوزت عام 1988م وأن الأيام المقبلة قد تشهد ارتفاعاً غير مسبوق في وارد المياه.
ونفى صغيرون أن يكون لسد النهضة الأثيوبي أي تأثير في هذه الزيادات، مبيناً أن أثيوبيا أكملت الملء الأول للسد في يوليو الماضي، مؤكداً أن ارتفاع المناسيب سببه الأمطار الغزيرة في الهضبة الأثيوبية، وأكد أن وزارة الري لها لجان تتابع المناسيب وتتعاون بشكل لصيق مع مجلس الدفاع المدني، مبيناً أن الأخير هو المسؤول عن التدخل المباشر لدرء آثار الفيضانات .
وأكدت لجنة الفيضانات في بيان أن المناسيب في محطة شندي سجلت الخميس 18.01متر وتوقعت أن تصل اليوم الجمعة 18.05 متر لتلامس أعلى منسوب مسجل وهو 18.07 متر، بينما بلغت الخرطوم الأربعاء 17.37 متر وارتفعت أمس الخميس إلى 17.43 متر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى