احذروا تقتلون كباركم

موت كبار السن هذه الايام ظاهرة ملفتة للنظر لم تحدث طوال السنوات الماضية حيث لم نتعود على سماع اخبار موتهم كما نسمعها هذه الايام متزامنة مع جائحة كورونا ..
حتى اننا تذكرنا ماحدث في ايطاليا بموت كبارها وظننا انه تم بفعل فاعل كما ضجت الاسافير وقتها ..
اسر كثيرة هذه الايام فقدت كبارها في لمح البصر ..
نعم الاعمار بيد الله والله سبحانه وتعالى خلق الموت والحياة وبدا بالموت ..
ونعم كما يقول كبارنا الموت حق والحياة باطلة ولكن مايحدث في السودان من موت مكثف يستلزم النظر اليه بعين الاعتبار ..
هل هذه النسبة العالية جدا من الموت نتيجة لعدم تلقيهم الرعاية الصحية التي يطلبونها في المراكز الصحية والمستشفيات التي تصدهم كما نسمع ام انهم مصابون بكورونا وتوفوا بسببها ..
كل وسائط التواصل الاجتماعي هذه الايام نلحظ فيها اخبار موت كبار السن حتى اصبحت محطة لاذاعة اخبار الموت بشكل لافت وعجيب ..
نعم ربما كبار السن اكثر الناس تاثرا باخبار كورونا المزعجة ويراقبون ابنائهم البعيدين عنهم باشفاق وخوف فتضعف مناعتهم ويتعرضون للموت نتيجة ذلك مع اني اعتقد جازما انهم ربما قد يكونوا اصيبوا بجائحة كورونا ..
ومانسمعه من اخبار هنا وهناك عن موت بالجملة لكبار السن يؤكد ان السودان اصبح مرتعا لوباء كورونا وان كثيرا من الشباب والاطفال يحملونه في اجسادهم وفي ملابسهم وينقلونه الى كبارهم دون اي وعي منهم خاصة اذا علمنا ان المرض لا يؤثر عليهم الا اذا كانوا هم انفسهم يعانون من امراض مزمنة ..
ان المرض يتمكن تماما كما حدثنا الطب من الذين يفتقدون للمناعة ومن الذين يعانون من امراض التنفس وكذلك من كبار السن ولقد علمتم بلا شك ان وفيات كثيرة حدثت في كثير من احياء الخرطوم لكبار سن وفي ولاية الجزيرة
فياترى هل هنالك اسباب اخرى غير جائحة كورونا ؟ وهل اصيبوا بامراض اخرى لم يتوصل اليها المسؤولون في وزارة الصحة ؟ ام هي وفيات طبيعية ..؟؟
ان الوضع الصحي في السودان يحتاج الى ان ينكب المختصون فيه لبحث اسباب تلك الوفيات المتزايدة والتي تشير الى ان هنالك خطب (ما) يحتاج للبحث والتقصي ..
وخيرا فعل الدكتور ايهاب عبد الله التوم مدير مكتب وزير الصحة بولاية الجزيرة وهو يعلن عن اجراء مسح لبعض القرى بعد تفشي ظاهرة موت كبار السن فيها واخذ خمس عينات عشوائية لمعرفة اسباب الموت ..
لقد ذكر ان نتيجة اثنين منها موجبتين . وتم تصنيف القرية كمنطقة موبوءة بفيروس كورونا وترتب على ذلك عزلها بالكامل وقال مع ارتفاع عدد الوفيات في قرية اخرى بين كبار السن انه تم مسح القرية بالكشف السريري ﻻنتشار الحميات وتم اخذ خمس عينات عشوائية ارسلت النتيجة لوزارة الصحة الاتحادية واكد انها سيتم الإعلان عنها.
نعم المرض منتشر ويحصد في كبارنا ونحن في وادي اخر ولا نشعر بخطورة الوضع لازلنا نتجول ونتسوق ونحمل المرض ونوزعه داخل اسرنا ..
اللهم الطف بعبادك …فالتوعية لم تثمر ..ولن تثمر ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى