الفشل وحب الكرسي

 

*على نهر الزاب شمال العراق كانت المعركة الفاصلة بين الأمويين بآخر حلفائها مروان بن محمد والعباسيين بقيادة عبدالله بن على،وانتصر فيها العباسيين لتبدأ خلافتهم التى كثر فيها سفك الدماء لتوطيد قواعدها.

*في تلك المعركة انتصر فيها ايمان الجيش العباسي بدعوتهم على الجيش الأموي الذي اعتمد على السند القبلي والدفع المالي ولم يتقدم الجنود للقتال بحجة انهم لم يسلموا “عطائهم” اي مرتباتهم فأغراءهم مروان بالمال وقال لهم كله لكم بعد النصر في المعركة فتدافع الجند نحو المال وكانت الهزيمة.

*استمرت الدولة العباسية بسطوتها وجبروتها وكثر فيها سفك الدماء بسبب المحافظة على الكرسي حتى وصل الأمر بقتل فارسها ابو مسلم الخراساني على يد أميرها ابوجعفر المنصور ليستمرسفك الدماء من أجل السلطة والسطوة عند العباسيين ويحفظها التاريخ كما حفظ قتل الخليفة موسي الهادي على يد امه الخيزران ليستلم اخوه هارون الرشيد الحكم.

*حسنا أينما وجدت السلطة كان القتل واستخدام كافة الاساليب من أجل الحفاظ على هذا الكرسي اللعين والكثير من الشواهد والأحداث تشير الي تغير الاشخاص بمجرد وصولهم لهذا الكرسي وهو أمر ليس بجديد منذ بداية الدولة الأموية ومؤسسها معاوية ابن أبي سفيان وحتى تاريخنا الحديث.

*فحكام هذا الزمان ليس أكثر ايمانا من السابقين ولا اقربهم للعدل ،ومن الطبيعي أن جد تبدل المواقف وتغيرها في سبيل الاستمرار في الحكم وإن كان القتل في الحقب الماضية يتم دون محاسبة للحكام فان العصر الحديث شهد أساليب اخري أكثر بشاعة من القتل المباشر وإن كان هولاء الحكام فاشلين

*في سوداننا حكمت الانقاذ ثلاثين عاما ومبررات الانقلاب على الديمقراطية الثالثة في البيان الأول في الثلاثين من يونيو كان بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية ومعاناة المواطنيين،خلال سنوات الانقاذ كان الكرسي ببريقه يجعل حكامها فعل اي شيء من أجل البقاء عليه،حتى جاءت ثورة ديسمبر وحمل بيانها الأول الذي إذاعته اللجنة الامنية نفس مسببات الانقاذ في ٨٩.

*ثلاثون عاما والأوضاع الاقتصادية تزداد سوء وخلال عام ازدادت أكثر سوء مما جعل احد الناشطين والمشاركين في التغير يكتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” ان حكام الفترة الانتقالية فكروا في الدولة العميقة أكثر من تفكيرهم في إيجاد مخرج للتردي الاقتصادي ووصفهم بالفشل.

* ما يحدث في الساحة السياسية خلال الشهور الماضية للحكومة الانتقالية يؤكد أن قحت تريد أن تستمد نجاحها من فشل تجربة الانقاذ وبالتالي معركتها مع الماضي أكثر ضراوة من معركتها مع الحاضر والمستقبل وبهذه الكيفية ستخسر على أرض الواقع.

*شهور الفترة الانتقالية الأولي أثبتت فشل هذه المجموعة وعليهم أن يضعوا الرأي لآخرين يكونوا قادرين على إخراجنا من هذه الأزمات المستفحلة على كافة الاصعدة،وليس بالضرورة استمرارهم والسودان ملي بالكفاءت الحقيقية التى بامكانها خروجنا من هذا النفق المظلم وفي النهاية هم أشخاص لفترة انتقالية لم يختارهم الشعب وإنما فرضوا عليه واثبتوا فشلهم في الشهور الماضية .

*نخشي تكرار التجارب السابقة في الانجذاب الي بريق السلطة والتشبث بالكرسي رغم الفشل لنبقي في الدرك الأسفل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى