الحظر الشامل.. اشتعال الأسواق

الخرطوم: جمعة عبد الله

زادت حالة الهلع بين المواطنين عقب الإعلان عن الحظر الشامل المقرر السبت القادم وفقاً للاحترازات الصحية لجائحة كورونا   وبدلاً عن توقف  المحلات التجارية  وإغلاق أبوابها دون العمل تزايدت أعداد المستهلكين  الوافدين إلى الأسواق من أجل شراء أكبر كميات من السكر والدقيق والأرز والعدس والشاي وغيرها، بغرض تخزينها في المنازل حتى تمضي فترة الحظر الذي يصادف شهر رمضان المبارك.

حيث شهدت الأسواق  حراكا كبيراَ في عملية البيع والشراء بخلاف الفترة الماضية، أبان التخوف من انتقال العدوى بين المواطنين.

وأجمع عدد كبير من المواطنين استطلعتهم (الصيحة) على أن خطوة إغلاق الخرطوم 21 يوماً  تعد الفترة الأطول في تاريخ  البلاد، وأظهر البعض منهم عدم الاهتمام بالازدحام  والخوف من انتشار المرض في سبيل الوفاء باحتياجات أسرهم قبل  دخول السبت المقبل.
عدد من التجار أجمعوا على أن صحة المواطن فوق كل شيء مؤكدين توقفاً جزئياً للعمل، وقال التاجر علي حسين لـ (الصيحة) إن العمل أصبح بنظام الورديات في البقالات الكبيرة حتى يقلل من الازدحام ويخفف الضعط على التجار، كاشفاً عن تجار يسعون إلى تخزين السلع مما قد يسبب ندرة في بعض السلع الاستهلاكية التي حذرت منه وزارة التجارة منادياً بأهمية تنفيذ القانون لكل تاجر ثبت عليه عدم الالتزام بالتوجهات العامة، وقال بالرغم من أن التجار يتكبدون خسائر فادحة جراء تلك الإجراءات، لكن سوف تعوض بإذن الله إذا تمتعنا بالصحة.

من جانبه قال تاجر السلع الاستهلاكية بسوق بحري محمد الزين إن التوقف الجزئي من العمل أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع %30 لكافة السلع الاستهلاكية خاصة السلع التي تنتجها الشركات مبيناً أن لجوء رفع التجار لرفع الأسعار ناتج عن الحفاظ على رأسمالهم وتصيد الفرص التسويقية، واصفاً الارتفاع بأنه غير مبرر مقراً بتأثر النشاط التجاري بتداعيات فيروس كورونا.

المواطن محمد حامد قال لـ(الصيحة): مثلما تأثر العالم كله بجائحة كورونا تأثر السوان واقتصاده وأمنه، مشيراً إلى الحلول التي اتخذتها الحكومة من حظر جزئي للتجوال والتي وصفها بالجيدة، وإن جاءت متأخرة، وقال: من الأفضل أن يكون الحظر شاملاً وكاملاً لأن المرض لا قدر الله إن تفشي في السودان صاحب البنية الصحية الهشة أو المنعدمة سيكون كارثياً بمعنى الكلمة والأفضل للسودانيين الصبر على تأثيرات المرض خوفاً من الموت وصيانة للحياة، لافتاً إلى التأثيرات السيئة منها ارتفاع اسعار السلع نتيجة الإقبال الكبير على الشراء ومنها انعدام المواصلات السفرية نتيجة منعها لكن كل ذلك مقدور عليه بالصبر.

ستكون مهمة توفير سلع ومستلزمات شهر رمضان هذا العام،  هي الأصعب على المواطنين ومحدودي الدخل، فارتفاع الأسعار وفوضى الأسواق وتزايد معدلات التضخم وركود أسواق البيع، كل هذه العوامل اجتمعت لتجعل الحصول على السلع والضروريات الحياتية أمراً غير سهل.
بموازاة ذلك، ضاعفت الحكومة من حجم المعاناة، بإصدار قرار حظر التجول كلياً وإغلاق الأسواق، باستثناء الصيدليات والمخابز، مع إتاحة ساعات عمل قليلة للمحال التجارية لشراء السلع اليومية
أكد عدد من التجار لـ “الصيحة” ضعف القوة الشرائية في هذه الفترة مرجعين ذلك إلى العزل المنزلي.
وأشار التاجر معتز مصطفى أن سعر جركانة زيت الطيب 36 رطلاً 2500 جنيه فيما بلغ سعر جركانة زيت الفول 36 رطل 2/400 جنيه، لافتاً إلى أن زيت كريستال صباح، نعمة ويارا زنة4/5 لتر يبلغ 650 جنيهاً لكل منهما، مشيرًا إلى أن سعر اللتر لكل منهما 150 جنيهاً وتابع بأن سعر السكر سجل ارتفاعاً كبيراً، وبلغ الجوال زنة 50 كيلو 4.500 جنيه، فيما تراوح سعر الكيلو ما بين (90- 85) جنيهاً، وفي بعض المناطق بلغ سعره (5 ) آلاف جنيه، مؤكداً  أن سعر رطل الشاي الغزالتين 280 جنيه.
وقال معتز إن كيلو العدس الفراشة 120 جنيها، وسعر كيلو  الأرز المصري الفاخر 90 جنيهاً.
وكشف تاجر الإجمالي بالمركزي الخرطوم محمد عبد الرحيم أن سعر دقيق سيقا يتراوح ما بين (85 -90) جنيهاً، فيما يتراوح سعر الذرة ما بين (80-75) جنيهاً في الوقت الذي تراوح فيه سعر كيس لبن كابو كبير ما بين 1300- 1500) جنيه، ويتراوح سعر الكيلو منه ما بين (600-650) جنيهاً ويتراوح سعر اللبن (200) جرام (120-150 ) جنيهاً، منوهاً أن سعر علبة الصلصة أي نوع (70) جنيهاً.
وكشف تاجر إجمالي البهارات علي الإسيد عن زيادة الإقبال لشراء التوابل ولكن بكميات قليلة مع تداعيات التجهيز لشهر رمضان المعظم، مشيراً إلى أن رطل الفلفل بلغ 200 جنيه، فيما بلغ رطل الشمار 130 جنيهاً، رطل الكزبرة 120 جنيهاً وقال إن رطل الثوم بلغ 150 جنيهاً، ذاكراً أن رطل القرفة بلغ 300 جنيه، فيما سجل رطل الزنجبيل ارتفاعاً كبيراً بلغ (180) جنيهاً، ورطل القرنجان بلغ (200 جنيه، مشيراً إلى أن رطل الحلبة وصل لـ(120) جنيهاً فيما بلغ رطل الهبهان 750 جنيهاً، ورطل القرنفل 750 جنيهاً، وأردف أن رطل الكمون بلغ (160) جنيهاً وسجل رطل الكركدي ارتفاعاً كبيراً عن الفترة السابقة بلغ (45) جنيهاً، فيما بلغ سعر رطل العرديب (50) جنيهاً، لافتاً إلى أن عبوة التبلدي بلغ (100) جنيه بينما بلغت أصغر عبوة من البلح (70) جنيهاً، وتابع أن عبوة العدسية (100) جنيه.
وأكد عدد من ربات البيوت أن هناك ارتفاعاً كبيراً في أسعار المواد الاستهلاكية في هذه الفترة وطالبن الحكومة بالتدخل لضبط أسعار السوق والحد من الفوضى التي عمت جميع السلع  مع تداعيات التجهيز لشهر رمضان المعظم.
فيما شكت موظفة من الارتفاع الكبير في الأسعار بالأسواق للمواد الاستهلاكية مشيرة إلى أن هناك فجوة بين المرتب والسوق، وتابعت بضرورة تدخل السلطات المحلية للحد من المضاربين في أسعار المواد الاستهلاكية بالأسواق.
وتتصاعد أسعار السلع والمستلزمات الاستهلاكية بشكل جنوني، وشملت الزيادات كافة السلع دون استثناء، فيما تخوف تجار من استمرار الارتفاع، معتبرين أنه مهدد حقيقي لحركة السوق وتقليل القوة الشرائية لأدنى مستوياتها، ويقول تجار إن القوة الشرائية تمضي في تراجع، وقالوا إن معدلات تصريف البضائع أقل من موسم رمضان الماضي، مشيرين لتأثير ارتفاع الأسعار على قدرة المستهلك على توفير احتياجاته من السلع، وأعلن تجار تقليل توريد البضائع لحين استقرار الوضع، ورهنوا حدوث انفراج وانخفاض الأسعار بمعالجة الأسباب الحقيقية التي تسببت فيها.
وشكا عدد من المواطنين من عدم قدرتهم على توفير سلع رمضان لغلاء وارتفاع الأسعار، وقلل البعض من حجم ما توفره الحكومة من سلع مخفضة، علاوة على تزايد نسبة العاملين في القطاع غير المنظم، وهم لا يملكون قدرة شراء السلع بغير عملهم اليومي قليل العائد.
ويقول المواطنون إنهم باتوا غير قادرين على مجاراة ارتفاع الأسعار المتوالي، فيما قال بعضهم إن ترشيد الاستهلاك فوق ما هو مرشد بالفعل هو السبيل الوحيد أمامهم، فيما قطع البعض بأن توفير سلع رمضان سيكون على قدر المتاح من إمكانات بحيث يوفرون جزءاً يسيراً منها فقط.
الوضع المعيشي العام يمكن معايرته بحالة موظف واحد كمثال يمكن التعميم والقياس عليه، وهنا يقول حسن الأمين وهو موظف حكومي إن الراتب الذي يحصل عليه لا يفي بربع المتطلبات الحياتية الضرورية، مشيراً إلى أن توفير سلع الشهر الكريم من قبل المؤسسات أسهم في إزاحة حمل ثقيل عن كاهلهم.
ولكن توجد نسبة كبيرة من المواطنين بالقطاع غير المنظم، وهؤلاء ليس أمامهم سوى اللجوء للسوق وشراء ما يلزم من السلع الرمضانية، وفي ظل تواضع مستوى الدخول والغلاء لا يمكن توفير سوى القليل من المطلوبات.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى