وزير الطاقة بالعزل المنزلي.. التحوّل إلى الحكومة الإلكترونية..

 

في أجواء وباء كورونا منحت كثير من المؤسسات الخاصة والحكومية أذونات لعمالها  بالبقاء بمنازلهم تحت شعار “الزم بيتك لتكون بمأمن من كورونا”  في حين لجأ بعضها إلى مزاولة العمل بالتناوب..

في العالم وبخاصة الدول المتقدمة والتي سجلت معدلات الإصابة بكورونا ارتفاعاً كبيراً، منح العمال أذونات بالبقاء بمنازلهم ولم يتوقف دولاب العمل.. لأنهم يمارسونه عبر الحكومة الإلكترونية .

وزير الطاقة عادل علي إبراهيم أعلن بعيد عودته من إحدى الزيارات الخارجية أنه سيعزل نفسه بمنزله التزاماً بقرار لجنة الطوارئ الصحية لمكافحة وباء كورونا.. لكنه قال إنه سيمارس عمله كالمعتاد، تُرى هل سيصله عمله المكتبي إلى منزله؟ وما هي الطريقة التي سيتعامل بها مع بريد مكتبه؟ وهل السودان مؤهل لتمارس الأعمال إلكترونياً كما يحدث في معظم العالم، وهل هنالك حكومة إلكترونية في السودان؟

فما هي احتمالات توقف دولاب العمل السوداني في ظل سيادة قانون الطوارئ الصحية ..

نتابع التحقيق:

تحقيق / محيي الدين شجر

قدرة

مفجر ثورة الكهرباء بالإمارات والخبير الاقتصادي ووزير العدل الأسبق الدكتور أبوبكر حمد، يؤكد أن السودان قادر على العمل عبر الحكومة الإلكترونية، وقال إن قطاع الاتصالات الذي تسيطر عليه الدولة عبر الهيئة القومية للاتصالات يفترض أن تعلن عن تخفيضات للمشغلين الذين تمنحهم رخصة للعمل، وأنا اطلعت على العقود معهم وفيها بند بأنه في حالة الطوارئ يمكن للدولة أن تتدخل وتستلم كل العمل، وهم لم يمانعوا وعليها أن تجتمع بهم لأجل تخفيضات لبقاء الناس في بيوتهم، لابد أن تساهم به شركات الاتصالات وأن تساهم بنسبة 5% أو 10% في صندوق كورونا، وأن تمنح سعات عريضة مخفضة للتعليم  حتى تتم دراسة كل المقررات عن بعد ببقاء التلاميذ في بيوتهم الدراسة في البيوت تصلهم مقرراتهم في بيوتهم، هذا لايعني أن يكون امتحان الشهادة السودانية أون لاين، لكن الجامعات التي لم تكمل مقرراتها يمكن أن تمتحن أون لاين في الكليات الأدبية والنظرية.

نعم جاهزون

مضيفاً: ننتقل للقطاعات الأخرى نستعد من الآن لتكون الدراسة أون لاين لا خوفاً من كورونا لكن لابد أن نستفيد من كورونا لمواكبة التطور في العالم بالمدارس.. ثم ننتقل للقطاع الصحي الحجر الصحي والنداءات يجب تفعيلها أون لاين.

ومضي قائلاً: هل نحن جاهزون؟ .. نعم جاهزون من ناحية البنيات التحتية و92%  من الشبكات تغطي أنحاء السودان في القرى والمدن لدرجة أن كل شخص يحمل هاتفاً، وفي السودان الشركات تتفاخر 26 مليون مشترك 25% منهم يملكون أجهزة ذكية، وتعداد السودان 40 مليوناً، والمشكلة تبقى في التطبيقات ايجاد التطبيق والبرنامج  المناسب مثلًا لمحاصرة الكورونا ويكون بالوزارة، وهذا متوفر بوجود أفكار وشباب كثر يمكن أن ينفذوه، تتابع مثلاً حصر المرض، وتتابع حجم الكمامات تتابع الحالات كيف تسد الفجوة أنا بالتعاون مع اليونسكو وجامعة السودان  دربت 1000 شخص  على كيفية صناعة المطهرات وخذلهم ارتفاع أسعار القوارير من 15 جنيهاً إلى 85 جنيهاً..

مضيفاً: كل هذا يمكن أن يكون أون لاين، والسودان مستعد حتى مجلس الوزراء له مركز لجمع المعلومات أنشئ عام 2004 وحتى 2014 كان مفعلاً ويمكن للوزير أن يبني عليه قراراته والوزير من بيته يمكن أن يصدر أي قرار في أي مسألة ..

وزاد بقوله: هنالك ما يسمى بالدعم الفني بوجود أشخاص 24 ساعة في المخدمات، والآن يعملون  24 ساعة، ويمكن إغلاق البنوك بوجودهم ولا حاجة لفتح البنوك والصراف الآلي آلية لصرف النقود والإيداع يمكن أن يكون من حساب لحساب للتجار، ويمكن أن يتاح تحويل مائة مليون جنيه، والبنوك تحرك الحياة كلها عبر عدد محدود داخل البنوك، وأن يكون البنك مغلقاً ويمكن أن يمارس العمل أون لاين في كل الوزارات..

وقال: وزير الدفاع الأمريكي أعلن الحرب على كورونا وأول فقرة في قراره  أن يبقى كل شخص ببيته وسنغلق كل شيء البارات والملاهي والميادين العامة ومؤسسات الحكومة، الفقرة الثانية قال أي موظف حكومة أو قطاع خاص لا يذهب إلى العمل يعمل من بيته، وطالب مشغليهم بتوفير ما يمكنهم من العمل من البيوت، أنا شخصياً أطالب بقرار يصدر بإغلاق كل المكاتب عدا الأعمال التي لها علاقة بالصحة والأمن والأجهزة الطبية.

الإغلاق

ولكن ما يحدث حالياً أن السودانيين غير مهتمين حتى الآن ويمارسون حياتهم كالمعتاد، ولهذا أطالب الدولة بقرار حازم بإغلاق كل شيء..

لا يتحمل

المخرج التلفزيوني والخبير الإلكتروني والمتخصص في السويشيال ميديا حسن مصطفى قال: المؤسسات الحكومية لا تملك أرشفة إلكترونية وتعتمد  حتى اليوم على نظام السيرك العادي، وبالتالي فإن النظام الحكومي في السودان نجده نظاماً متخلفاً جدًا ولا يتحمل غياب العاملين عن أماكن أعمالهم,

وأضاف: النظام البائد جعل المؤسسات الحكومية تعتمد على شخص واحد هو الذي يصدر القرارات وهو من يسير دولاب العمل داخل المؤسسة وإذا غاب يتوقف كل العمل..

وقال إن الغالبية في المؤسسات الحكومية من النساء ويقضون الوقت كله في (الونسة) وشرب الشاي وبيع العدة ولا علاقة لهم بالوسائط الحديثة..

مشيراً إلى أن الخدمة المدنية تحتاج إلى مراجعة لمواكبة التطور في العالم .

 

النقيب المتقاعد واختصاصي الشبكات بابكر بورتبيل له رأي مخالف حيث أشاد بقرار وزير الطاقة بالعزل المنزلي وممارسة عمله بعيداً عن مكتبه بوزارة الطاقة قائلاً: من السهل عليه النجاح في أداء عمله بشرط أن تكون له سكرتارية فاعلة ومكتب تنفيذي يتابع العمل لحظة بلحظة لا أن يستغل غياب الوزير ويتباطأ في عمله..

وأضاف بقوله: أنا أتوقع أن يحقق نجاحات أفضل من وجوده بمكتبه لأنه سيستغل الوقت، مشيرًا إلى أن عمل الوزير في الأصل يتركز في السياسات الكلية وفي الاستراتيجيات ويمكنه التواصل مع وكلاء الوزارة في كل قضية واتخاذ القرارات بالتشاور معهم كما يمكنه التشاور مع مجلس الوزراء عن بعد باعتباره حلقة وصل مع الحكومة..

ضارة نافعة

وأضاف بقوله: العالم كله لجأ للحكومة الإلكترونية ورب ضارة نافعة، وأن يكون وباء كورونا سببًا في أن ننتقل إلى الخطوات الأولى في الحكومة الإلكترونية، مشيرًا إلى أن بلدية دبي أعلنت أمس أن يكون العمل بنسبة 100% عن طريق التعامل عن بعد، مضيفاً: أولادي الآن هم بالمنزل ويدرسون عن بعد بل حتى مستلزمات الحياة يمكن شراؤها دون الخروج من المنزل ..

مشيراً إلى أن شراء الطماطم في دبي يمكن أن يتم وأنت بالمنزل، وقال إن البروفيسور الهادي التيجاني منحته الإمارات جنسيتها لأنه خبير في الحكومة الإلكترونية، وهذا يشير إلى أن هنالك الكثيرين الذين يمكن أن يقودوا الحكومة الإلكترونية في السودان ..

رئيس تجمع أصحاب العمل معاوية أبايزيد  له نظرة قاتمة عن البنية التحتية في السودان بقوله إنها تفتقر للكهرباء ولشبكات الانترنت  الجيدة  التي تمكن من التحول إلى الحكومة الإلكترونية.

وقال لـ (الصيحة) إن العمل حتى الآن في وزارة التجارة عمل يدوي وتنقل الأوراق من مكتب إلى مكتب، فكيف ندير عملنا أون لاين..

وأشار إلى قطوعات الكهرباء المتكررة، مبيناً أنها من أكبر عوائق ممارسة العمل من البيوت ..

ونبه أبايزيد لعدم اهتمام الوزارات بالاشتراطات الصحية بما فيها وزارة الصحة الاتحادية، وقال إن وزارة التجارة أغلقت أبوابها وساهمت في اكتظاظ كبير للموردين والمصدرين أمام نافذتين صغيرتين .

وقال: وباء كورونا مرض خطير لا يجب الاستهانة به، ويستلزم بقاء الناس في مواقعهم ويمكن أن تكون هنالك بدائل، وعلق قائلاً: حتى صيدليات الإمدادات الطبية لا تراعي لانتقال المرض حيث تشهد زحاماً كبيراً دون ضوابط..

وزاد بقوله: يجب إغلاق الأفران وتنظيم صفوف المواطنين في صيدليات الإمدادات .. قبل الحديث عن حكومة الإلكترونية..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى