خاص إلى مدني

 

*عقب ما كتبناه عن فشل حكومة قحت هذا الأسبوع وعن انفلات الأسواق وصلتني العديد من الردود والتعقيبات جلها اتفقت مع ما كتبناه، ولكن أكثر ما لفت انتباهي هو تعقيب من أحد تجار ولاية القضارف، نترك له هذه المساحة ليوصل رسالته الى وزير التجارة مدني عباس مدني.

*بدأ إسماعيل محيي الدين هيبة رسالته الى مدني بحسرة على حال البلد وقال في رسالته هذه..أكتب إليك السيد الوزير وكلي حسرة ويشاركني فيها العديد من أبناء السودان الذين لم يجدوا فيك سوى نسخة أخرى لوزراء الإنقاذ الذين ضللوا الشعب ولعبوا بمقدراته ومكتسباته، ففي عهدك بلغ سعر كيلو السكر مائة جنيه في الخرطوم بينما يتجاوز هذا الرقم في أصقاع السودان المختلفة التى تئن وترزح تحت نيران الفقر بينما أنت متمترس في مكتبك وتتجول بين القصر ورئاسة الوزراء في حين أننا كنا نظن أنك ستكون قدوة لنا في ضبط أسواق البلاد باستنفار طاقم الوزراء بالتواجد في الأسواق وباتخاذك لمصانع السكر مقراً لك لتحفيز العاملين فيها لزيادة الإنتاج والاكتفاء من هذه السلعة التي نملك أكبر مزارع الدنيا لإنتاج قصب السكر ونملك سبعة مصانع لصناعة السكر ولكن هيهات لك أنت ومن استوزر غيرك ليكونوا قدوة لهذا الشعب.

*ألم تعلم بنموذج الإمبراطور الياباني هيروهيثو عندما هزمه الأمريكان وحعلوا بلده حطاماً فخلع بدلته تلك المرصعة بالذهب وألهم شعبه العمل حتى أصبحت اليابان في مقدمة دول العالم، ولكن انتم عوض أن تصبحوا قدوة لنا كان تركيزكم مع الدولة العميقة التي ذهبت إلى مزبلة التاريخ وضاع المواطن مع انفلات الأسواق.

*السيد الوزير، أكتب إليك ووعودك تضيع مع الرياح بأن تنتهي صفوف الوقود التي أنهكت قوانا وأصبحت هذه الصفوف مسرحاً للجريمة وكم من حالة “طعن حدثت فيها”، نكتب إليكم رغم أنك قد جمعت بين الحسنيين “التجارة والصناعة” فمصانع بلادي متوقفة بنسبة 80% وكنا نحسبك وزير ثورتنا المجيدة وستحدث لنا ثورة صناعية وأخرى تجارية من خلال تسهيل عمليات التصدير لخيرات بلادنا التي كنا نظن أنها بعد الثورة ستصل الى كل أرجاء العالم ولكن يا حسرتنا فإذا بها في عهدكم تظل حبيسة حقولها.

*نكتب إليك السيد الوزير، وقلبي على وطني ومواطني بلادي، الذين استنفدتم طاقته وتركتموه بلا خبز وبلا زيت وبلا سكر وبلا كهرباء وبلا ماء شرب نظيفة، وليس ذلك فحسب بل بلا سلام كنتم قد وعدتمونا بإنجازه خلال ستة أشهر فها أنتم تمضون في الأسفار فلا سلام أنجز ولا رغيف خبز وفر.

*سيدي الوزير، لقد ساندكم الشعب بشكل عملي من خلال زراعة القمح ولكن هذه الزراعة قد تذهب أدراج الرياح لتكاسلكم عن توفير معينات الحصاد وعجزكم الكامل عن مد يد العون لمزارع الجزيرة بتوفير الخيش للتعبئة وتوفير الجاز لنقل المحصول، لكننا نجد لكم ولزملائكم العذر لأنكم مشغولون بوظائف تتكالبون عليها تكالباً فاضحاً وغير مسبوق لعلمكم بأنها تضمن لكم الراحة دون الإنتاج.

*نكتب إليك السيد الوزير، وقد نفد صبر الشعب من أدائكم المتواضع فها أنتم أوقفتم صرف معاشات المتقاعدين خوفاً عليهم من التزاحم والذي قد يؤدي الى انتشار وباء كورونا ولكن خوفاً أوفيتم للأمريكان بأموال المدمرة كول، نكتب إليك متسائلين هل استطلعت الحكومة الانتقالية آراء الشارع عن أداء الورزاء خاصة وزارتكم الموقرة؟

*أكتب إليك السيد الوزير كمواطن من هذه البلاد ولم أكن في يوم من الأيام كوزًا مندساً ولم أكن سياسياً مخضرماً ولكنني مواطن ضاقت به سبل الحياة فكيف الخلاص.

إسماعيل محيي الدين هيبة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى