ملف حكايا..الحب في زمن الكورونا

إيه  التمن  

أماني الأمين بابكر

تاوقت في مرايا الزمن

كيف كنت جوة الذات إذن

تاهت معالم الروح هباء 

ببحث جواي أنا لي وطن

بهت الشبه ما عرفتني

ضاع العمير بين شك وظن

خارت قواي بين الدروب

راحت معاها الروح سدىً

أنا من منابت اللوعة والوجع السحيق

أنا فوق ضليل الآهة والهم الرفيق

أنا من تساب مطر الحراز الما صديق

أنا بت بنات الحرقة والجرح العميق

شوف الحزن بدد ملامح الفرحة غور وانهزم

أما السنين كست القليب بالآهة والأسى والندم

حتى العمر بي كل صلف ضعضع  بنايا وانهدم

وبقيت موسّم بالضياع وبقايا إنسان من عدم

ليه الزمن بدّل سنبني وبددا

وليه الألم تاوَر  جراحي وجدَدا

مسجون أسير في فترة ماها محددة

ومفجوع كسير وأنا صوت بكاي برجع صدى

ااااه ي زمن لمتين تلازمني الجروح

زدت المحن  والآهة بانية جواي صروح

إيه التمن م الجتة فارقت الحياة والباقي روح

قول لي إذن كان هي التمن بالله شيلا ويلا روح

 

 

الشاعر الفاتح حمدتو

كتابات مع بعد الثورة هي كتابات احتفائية والأصل الكتابة في زمن المحن

حاورته: صفاء الفحل

قدم الكثير لشعر الغناء السوداني حتى صار علماً يشار له بالبنان كاتب له عديد من المقالات والبحوث المنشورة في الصحافة السودانية والعربية.

وساهم في المجالات الإبداعية المختلفة وقدّم كثيراً من الأدب والشعر عبر التلفزيونات والإذاعات السودانية والعربية والعالمية.  الفاتح علي مصطفى حمدتو معروف باسم (الفاتح حمدتو) كانت له بصمات وآراء واضحة عن مسيرة الشعر والغناء بالوطن خلال هذا الحوار.

*أولاً أين أنت اليوم

يقول ما لا يعرفه البعض أنني ناشط في مجال الحريات والحقوق، بالإضافة إلى أنني الأمين العام للاتحاد القومي  للأدباء والكتاب السودانيين ورئيس مكتب الحريات بالاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ونائب رئيس تحرير مجلة الكاتب العربي (الإمارات العربية المتحدة)، وأمين الإعلام الخارجي للمنظمة الإعلامية السودانية لحماية المجتمع، كذلك أنا عضو اتحاد شعراء الأغنية السودانية، مقدّم ومنتج برامج تليفزيونية.

* شاركت في المنابر الثقافية المتعددة وقـُدِّمت تجربتك الشعرية عبر منبر الخرطوم عاصمة للثقافة العربية وعبر منتديات أدبية عربية..

شاركت وقـدّمت كثيراً من المحاضرات والندوات في منابر محلية وإقليمية كما شاركت وقدت وفوداً ثقافية سودانية داخلياً  وخارجياً  لكل من مصر واليمن وليبيا والبحرين وتونس وسوريا والأردن والمغرب والسعودية والعراق والكويت وعُمان والإمارات والجزائر وإيران والمملكة المتحدة وفيتنام وروسيا ونيجريا وغانا والسنغال وموريتانيا وباكستان.

*ماذا عن أعمالك الأدبية والفنية..

هل زمان الحزن جاء؟ ديوان شعر باللغة الفصيحة (سر الغُنا) ديوان شعر غنائي بلغة المخاطبة السودانية، بانوراما أم درمان  ديوان شعر قومي، وحرس الخليفة  ديوان شعر باللغة الفصيحة بانوراما السودان  ديوان شعر قومي.

*نصيحة تقدمها للشعراء الجدد

أنا لا أحبّذ هذه التسمية وليس كل من يكتب الشعر نطلق عليه لقب شاعر . الشاعر هو من يمتلك ناصية الشعر والبيان ويصل لمرتبة العارف بأسرار الكتابة الشعرية . كنا ولوقت طويل نكتب الشعر ونسميه محاولات شعرية. أنا شخصياً كنت ولمدى طويل أعرّف نفسي بتسميات أقل من كلمة شاعر لأنني لم أكن أمتلك ناصيته بعد، واليوم نرى كل من كتب قصيدة يُطلق عليه لقب شاعر. أقول للكتاب الجدد لا تستعجلوا الأشياء . عندما تمتلك ناصية الشعر سيأتي إليك اللقب دون أن تطلبه .

*لمن منحت أشعارك ليتغنى بها..

هم كثر رواد وشباب، أذكر منهم الأساتذة حمد الريح – عبد القادر سالم – مجذوب أونسة – خليل إسماعيل – شرحبيل أحمد – عثمان مصطفى – عمر إحساس – محمود تاور – سمية حسن – ومن الشباب : نادر خضر – محمود عبد العزيز – معتز صباحي – رائد ميرغني – صادق شلقامي – صفوت الجيلي – أمير حلفا – هشام درماس – عمر حدربي – حسين صديق – نجدي نديم – هبة حسبو – نادية الطيب – أسرار بابكر – مها عبد العزيز – رفيعة أحمد، وآخرون أحييهم جميعاً وأترحم على من رحل.

*رأيكم في الشعراء والشعر الحديث..

يقولون إن الشاعر ابن بيئته . هذه مقولة صحيحة، فالشاعر يتأثر بما حوله من معطيات، لذلك تأتي كتاباته متوافقة تماماً مع الزمان والمكان الذي عاش فيه .

نسعد كثيراً بأن نكون نحن الجيل الذي نشأ وترعرع في ظل مجتمع زاخر بكل ما هو بديع، وموروث فني مترع بالجمال في كل المجالات . ذلك المجتمع الذي كان له الفضل في تكوين شخصياتنا واكتسابنا لروح الابتكار والتطلع والتناغم . من هنا جاءت كتاباتنا وانطلقنا كل في مجاله يثري ويبدع . لذلك كانت كتاباتنا مختلفة ولا أقول أجمل . أما جيل اليوم من الكتاب والشعراء فهو جيل مختلف . يحاولون اليوم ولهم أدواتهم ويكتبون ما يسمى بقصيدة النثر فنرى النثر ولا نرى القصيدة . تغيرت المعالم وما عاد الشعر هو الكلام المقفّى الموزون المفهوم. هي مدارس جديدة لها روّادها ويسمونها بالحداثة . نحن جيل مختلف ولا أزيد.

*مشاريعك خلال الفترة القادمة..

كنت قد أنتجت قبل سنوات (بانوراما أم درمان)، وهي عمل كبير من كلماتي وألحان الدكتور الماحي سليمان . قدمناه في ٢٠٠٥ تزامناً مع مهرجانات (الخرطوم عاصمة للثقافة العربية) وشارك فيه عدد كبير من الفنانين (حمد الريح – نادر خضر- عاصم البنا- أسرار بابكر – مها عبد العزيز – محمد الفاتح.

الآن قمت بكتابة عمل كبير وجديد بعنوان (بانوراما السودان) وهذه المرة قمت بتلحينه ويحتوي على عشر لوحات تتحدث عن كل السودان وسيكون هو مشروعي القادم بإذن الله. ولكن يحتاج لتمويل كبير لأنه بجانب الغناء سيحتاج إلى عمل مسرحي متكامل من أزياء مختلفة ورقصات متنوعة تمثل كل ولايات السودان ولا بد من الاستعانة بكورال كلية المسرح والدراما وبعض كبار الفنانين والمخرجين والمصورين . هو مشروعي القادم بإذن الله.

*الشعراء والثورات السودانية..

كما يقولون لكل زمان دولة ورجال .. عبر السودان الحديث بثلاث ثورات بعد الثورة المهدية وكلها كانت في العهد الوطني بعد خروج المستعمر في ١٩٥٦ . بداية كانت ثورة أكتوبر ٦٤ وبعدها كانت ثورة أبريل ٨٥ وأخيراً ثورة ديسمبر 2٠19 . وفي كل مرة كان الشعراء يتبارون في كتابة الملاحم والشعر الذي يلهب حماس الجماهير . وهنالك مِن الشعراء مَن كانوا يكتبون قبل قيام الثورات أي أنهم يحرّضون الجماهير للقيام بالثورة، فكانوا هم الأخطر على الحكومات العسكرية المتعاقبة . وكثير منهم تعرّض للاعتقال والمساءلة (غير القانونية) وأنا منهم . فقد كنا نكتب الشعر الرمزي  .

كتبت نصاً بعنوان (زمن الكلام المُر) تغنى به رائد ميرغني موجود في اليوتيوب منذ ٢٠٠٤ والأمثلة كثيرة وغيري كتب كثيراً من النصوص كانت السبب والدافع لحركة الجماهير للقيام بثورات في مراحل متعددة . أما الذين يكتبون بعد نجاح الثورات فهي كتابات احتفالية في رأيي الشخصي، ولا نقلل من دورهم في الاحتفال ولكن تعبئة الجماهير للقيام بالثورات شيء مختلف.

 

 

رغم كورونا…. الشيشة حضور وسط الشباب

الخرطوم ـ عائشة الزاكى

يكسرون الحذر والتحذيرات  وقرار السلطات حول انتشار فايروس كورونا ويجلسون داخل محلات الشيشة يدخنون بشراهة رغم قناعتهم بالأضرار التي قد تنجم عن ذلك، فالإدمان لديهم أقوى من تلك التحذيرات التي قد تؤدي الى الهلاك.

مازالت الأدخنة تتصاعد داخل محلات الشيشة والشباب يتسابقون نحو انتشار المرض والتجاهل التام لما قد ينتج من ذلك مستقبلاً وتجاهل السلطات الصحية في وضع قبضتها الحديدية وإنزال عقويات رادعة على تلك الأماكن خاصة الشيشة في ظل الحملة القومية لمكافحة فيروس كورونا وتوعية المجتمع، (جيلي أنا) استنطقت عدداً من الشباب الذين يتعاطون الشيشة ويتصاعد دخانها رغم جائحة كورونا، وخرجنا بالإفادات الآتية.

وسط استطلاع أجري  مع بعض الشباب ابتدر الحديث الشاب إيهاب أحمد (موطف)، الذى كشف:  علاقتي بدأت بالتدخين  منذ  خمس سنوات وما زلت حتى الآن، مضيفاً:  دخنت الشيشة كان بدافع  تجربة تناول المنبهات بدون تدخل أحد من الأصدقاء وأعتبره وسيلة من وسائل التسلية مع الأصدقاء ولدى مقاهٍ معينة أرتادها يومياً  بالمساء ولكن منذ حظر التجوال تغير المزاج من المساء الى الفترة الصباحية وأنصح أن لا يدخن الشيشة، ورغم انتقال فيروس كورونا أعتبر تدخينها مثل تناول كباية الشاي أو أي منبه آخر وبعد ضمان نظافة وغسيل آلة الشيشة  وتعقيمها بصوره دائمة مع نظافة المحل.

أكد مدثر إبراهيم ـ مقيم بالإمارات العربية ـ على استخدامه للشيشة  التي تكون في فترات متفاوتة وحسب المزاح، مضيفاً أن الشيشة غير مكلفة مادياً، ولكن  لها  أضرار صحية أكبر بكثير من  تكلفتها،  مبيناً أنه بحكم عمله في مجال السياحة لاحظ توافد الخليجيين على مقاهي الشيشة، حيث يرون أنها نوع من الوجاهة الاجتماعية وبعد انتشار فيروس كورونا وحملة خليك بالبيت  يتم تناولها بالمنزل.

فيما قال أيمن حسن (أعمال حرة): بدأت تدخين الشيشة  من المحل الذي كنت أعمل به منذ فترة وهو محل لبيع الشيشة وكنت أقوم بتجهيز الشيشة للزبائن، وفي كل مرة أقوم  بالتجربة، وبعد ذلك أصبحت أدخن بصورة رسمية، وعندما سألناه عن مخاطر انتقال فيروس كورونا  السريع والذي يصيب جهاز المناعة وانتقال العدوى في الجهاز التنفسي بصورة عامة نسبة لتبادلها وسط الزبائن وتتداول أكثر من شخص  حيث قال يوجد ازدحام في المواصلات والتجمعات الأخرى، وأضاف قائلاً هذا يعتبر أكل عيش  ومصدر رزق لكثير من الناس ورغم انتشار فيروس كورونا إلا أن كثيراً من المحلات مازالت  تزاول عملها  وعن الأسعار قال: يتراوح سعر الحجر  الواحد ما بين خمسين الى مائة وخمسين، وهنالك اختلاف في بعض المحلات وعلى سبيل المثال وجود شاشات وعرض الأفلام ومباراة الدوري الإنجليزي  والمباريات المحلية قبل توقيف النشاطات الرياضية والمصارعة.

ويؤكد الأطباء  أن تدخين الشيشة مشكلة صحية بين الشباب خاصةً المراهقين، حيث أن هناك إحصائيات للأمراض الناتجة عن تدخينها خاصةً مرض السدة الرئوي المزمن، وانسداد الشرايين والقلب، وأمراض اللثة واللسان والمريء والمثانة، وعدد من السرطانات كسرطان الرئة، كما أظهرت الدراسات أن تدخين ساعة كاملة من الشيشة يطلق في الجو المحيط من المواد المسرطنة والسامة ما تطلقه (10-20) سيجارة، أي أن التدخين السلبي الناتج عن تدخين الشيشة قد يفوق في آثاره وخطورته تدخين السجائر، وحذرت العديد من الدراسات الطبية  من خطورة تدخين الشيشة وتأثيرها السيئ في نقل الأمراض  وخاصة فيروس كورونا فيما أعلن عدد من الدول منع الشيشة.

 

 

عصب الشارع

صفاء الفحل

 

الحب في زمن الكورونا

في روايته التي نال عليها جائزة نوبل للآداب،  (الحب في زمن الكوليرا ) خط غابرييل ماركيز قصة حب عظيمة بين شاب وشابة استمرت منذ مراهقتهما إلى ما بعد السبعين في ظل ظروف سياسية متلاطمة تمثلت في حروب أهلية وتحولات اقتصادية، أثرت في سير علاقتهما، حيث تزوجت المحبوبة من طبيب مشهور تاركة عامل التلغراف الفقير الذي عاهدته أن تبقى معه أبداً، لكن ذلك لم يثن الشاب الفقير عن النضال من أجل حبه، واتخذ من محاولاته نحو الشهرة والمال طريقاً ليكون كفؤاً لمحبوبته -التي تعيش في كنف طبيب لامع- متمسكاً بحبها على مدى 50 عاماً ليتقدم لها في نفس اليوم الذي توفي فيه زوجها.

يختم ماركيز مشهد روايته الأخيرة في سفينة نهرية حيث يدعو البطل حبيبته لرحلة فتوافق، وهناك يقترب منها أكثر وتدرك أنها تحبه، فيتخلص البطل من المسافرين الآخرين بخدعة أن السفينة عليها وباء الكوليرا لكي لا تنتهي الرحلة ويكون الفراق ويثبت أنها خدعة غير موفقة مع الحجر الصحي وتدخل السلطات، وتنتهي الرواية والسفينة تعبر النهر ذهاباً وجيئة رافعة علم الوباء الأصفر دون أن ترسو إلا للتزود بالوقود فيما تضم عش الحبيبين اللذين لا يباليان بكبر عمرها ويقرران أنهما الآن في مرحلة أفضل لوصول مرحلة ما وراء الحب وهي الحب لذات الحب.

والحب أبداً يزدهر في زمن الأزمات حيث يخاف الأحباب من الفقد والفراق الأبدي وإن كان هذا (اللهف) لا يرى بالعين المجردة كـ (الكارونا) تماماً ولكنك تحسه فعلياً في بعض التصرفات (المجنونة) لتسبح في تأمل تلك الفتاة التي قامت بإصرار الدخول الى مركز (الحجر الصحي) لترى وتواسي حبيبها العائد من الخارج رغم علمها بأنها قد تلتقط العدوى ومرورنا دون تأمل رغم إعلانها الصريح بأن الحب الحقيقي ما زال موجوداً وأن التضحية بالروح من أجل ذلك الحب، تظل أقوى من التمسك بحياة خالية من ذلك الألق الجميل لتعيدنا الى زمن (المجنون) وروميو وجوليت وتذكرنا بأن نبض القلب لا يوقفه زمان أو مكان .. الحب الحقيقي لم ولن يموت، ولكن نحن الغافلون عنه .. ولكن الحب الحقيقي كما يقولون كالصديق الوفي لا يظهر إلا عند المحن .. فشكراً كورونا.

 

 

قهوة مرة

عوض عدلان

 

رجال (خيخ) ساكت

 ليس غريباً أن ينادي بعض الرجال بضرورة المساواة مع المرأة وسن قوانين لحفظ حقوق الرجل في هذا العصر الذي تمددت فيه سطوة المرأة لدرجة إجبار بعض الرجال على وضع أمهاتهم داخل ملاجئ (دار العجزة)، حيث أنتهى عصر الرجل (الحمش) حتى وصل الأمر من تخوف بعض الرجال من فترة حظر التجوال والبقاء في المنزل خلال هذه الأيام

وفي ألمانيا تم إنشاء أول ملجأ لإيواء الرجال الذين يتعرضون للتعذيب والضرب المبرح على ـيدي شريكات حياتهم، مرشد الملجأ الاجتماعي بيتر قال في تصريحات للصحفيين إنه يبدو ولأول وهلة لكثير من الناس وكأن الأمر في هذا المشروع غير المعتاد يدور حول مجرد مفهوم نظري أو غير واقعي بعيدًا عن الحقيقة، مشيراً إلى أن أعدادًا كبيرة من الرجال يتعرضون باستمرار لاضطهاد وتعذيب لا يطاق من قبل زوجاتهم ليس في ألمانيا وحدها بل حول كل العالم، مبيناً أن ظاهرة اضطهاد الرجال في المجتمعات أصبحت ظاهرة تتنامى باطراد، وأن هذا المأوى الذي تم تمويله من جمعيات اجتماعية وخيرية ومنظمات إنسانية غير حكومية والذي يتسع في مرحلة عمله الأولى لثمانية رجال يضمن لضحايا الزوجات الرعاية النفسية والاجتماعية وإعادة التأهيل الاجتماعي بعد الخبرات السلبية التي حلت بهم على أيدي زوجاتهم، فبعض الرجال غالباً ما يوصفون في بيوتهم الزوجية بأنهم خنوعون وطيعون لإرادة زوجاتهم ويقومون على الانسلاخ من علاقاتهم الزوجية. مضيفاً أنه تعرف إلى مثل هؤلاء الرجال من خلال وظيفته وممارسته لعمله، فهم يتعرضون لضرب مبرح من زوجاتهم بدءاً بصفع الوجه ومروراً بإشهار الأدوات الحادة في وجوههم ثم توجيه الركلات إلى مواضع مختلفة من أجسامهم، وقد بين المرشد الاجتماعي أن معظم المضطهدين من الرجال يكونون غالباً من الذين فقدوا والديهم في مرحلة مبكرة من عمرهم أو من الأيتام أو من هؤلاء الذين نموا وهم محرومون لسبب ما من رعاية الآباء مما يدفعهم إلى الاقتران بنساء قاسيات الطباع والسلوك، موضحاً أنه لا تتوخى أرقاماً أو بيانات موثقة حول عدد الرجال الذين يعذبون من قبل زوجاتهم على مستوى العالم ولكن وزارة الأسرة الألمانية الآن بصدد إعداد دراسة حول فئة الرجال الذين يقعون ضحية زوجاتهم .

جدعة أخيرة

أقعد في البيت واسترجل وخدلك (برايل).

 

كذبة أبريل … أكثر قرباً إلى الواقع !!

في ظل الأحداث غير الاعتيادية التي يمر بها عالمنا بسبب تفشي فيروس كورونا، ربما تبدو (كذبة أبريل) مما نشاهده ونسمعه في نشرات الأخبار من واقع ملموس فى سرعة انتشار الفيروس، لذا فقدت هذه العادة السنوية التي تتكرر في الأول من أبريل كل عام كثيراً من رونقها، خاصة وأن العالم لا يدري في ظل الصدمة التي يعيشها هل هذا هو الواقع فعلاً أم أنه يعيش كذبة كبرى.

محمد نور محكر

مناسبة تقليدية في عدد من دول العالم توافق الأول من أبرايل أو يوم كذبة أبريل من كل عام وتشتهر بعمل خداع للآخرين وأشهرها من خلال النشر الإعلامي ، هو لا يعد يوماً وطنياً معترفاً به قانونياً كاحتفال رسمي حيث اعتاد الناس فيه على إطلاق النكات وخداع بعضهم البعض، وتعد هذه المزحة منتشرة في غالبية دول العالم باختلاف ألوانهم وثقافاتهم، وذهبت أغلب آراء الباحثين إلى أن كذبة أبريل تقليد أوروبي قائم على المزاح يقوم فيه بعض الناس فى اليوم الأول من أبريل بإطلاق الإشاعات والأكاذيب ويطلق على من يصدق هذه الإشاعات اسم: ضحية كذبة أبريل .

أصل الكذبة

لا توجد حقيقة مؤكدة لأصل هذه العادة، إذ رجحت بعض الأراء أن أصل هذا اليوم هو أن الكثير من مدن أوروبا ظلت تحتفل بمطلع العام في الأول من أبريل، حيث بدأت هذه العادة في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564م وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم الأول من شهر أبريل حتى تغير الحال وتم اعتبار هذه الاحتفال كذبة لتنطلق منه هذه العادة التي انتشرت حول العالم.

خسائر وحذر

كم رأينا وسمعنا بهذه الكذبة من عواقب سيئة وحقد وضغائن وتقاطع وتدابر بين الناس ، وكم جرت هذه الكذبة على الناس من ويلات بين الإخوة وبين أهل البيت، وكم عطلت على الناس من مصالح نتيجة ذلك، وكم أوقعتهم في خسائر مادية ومعنوية وغير ذلك، بسبب هذا التقليد المتبع من عهد قديم في معظم دول العالم ورغم ذلك فإن العديد من سكان العالم يعتبرون هذا اليوم من أيام الترويح عن النفس ويحتفلون به بطرق مختلفة حيث يمارس الأزواج تبادل الخدع والأكاذيب في هذا اليوم الذي يعتبر فيه الكذب مباحاً.

كورونا والأكاذيب

كثرت الشائعات، منذ بداية تفشي فيروس «كورونا»، تضمنت اختلاق قصص وأخبار وهمية، وتداول صور ورسائل مفبركة، حول إصابة أفراد بالفيروس داخل مدارس وجامعات وتجمعات سكنية ومراكز تجارية، ووفاة أشخاص نتيجة تأثرهم بالإصابة بهذا الفيروس، وهروب مصابين من الحجر الصحي، وتعليق الدراسة قبل إقراره رسمياً، ومنع وافدين من بعض الدول من دخول السودان، وضرورة شراء أغذية بكميات كبيرة وتخزينها لصدور قرار بمنع المواطنيين النزول للشارع، كل هذه الأكاذيب ادخلت الهلع في نفوس المواطن ليستفيد منها من له سلعة تجارية يريد لها توزيعا وأرباحاً.

أبريل الحزين

أريل هذا العام جاء في وقت العالم كله مشغول عنه بما أصابه من هلع جراء فيروس كورونا فهل يستغل البعض هذا الوضع الاستثتائي لإطلاق شائعات أو كذبات من خلال هذا اليوم الحزين؟

 

(كورونا) يعيد قفشات صينية الغداء  للأسر بعد حظر التجوال المبكر

استطاعت جائحة (كورونا) وحدها أن تعيد الابتسامة والحميمية للأسر السودانية فعادت الجلسات والقفشات وسادت الضحكات على براحات المنازل خاصة بعد قرار حظر التجوال والمحدد منذ الساعة السادسة مساء وإغلاق الأسواق منذ الرابعة عصراً

الذي أعاد لمة المواطنين مع أبنائهم على صينية الغداء التي غابت عن البيوت السودانية ولسنوات طويلة .

(الصيحة) استطلعت عدداً من الجالسين بالمنازل بعيداً عن ضجيج الشارع وحركة الأسواق  ليدلوا بدلوهم في الأمر، فكان التالي:

تقرير : نيازي أبو علي

من خلال تدوينة  على صفحتها الشخصية استطاعت الكاتبة سارة الجاك أن تدير منصة نقاش لعدد من المتداخلين خاصة قولها : إن حظر التجوال المبكر يشكل أحد  المحاسن للمواطن السوداني بسبب جائحة كورونا ورغم ضررها الكبير والمخيف، إضافة إلى أن  قرار حظر التجوال منذ الساعة السادسة مساء أعاد لعدد كبير من الأسر تجمع الونسة ولمة صينية الغداء بعد صلاة العصر مباشرة كما كانت في السابق بالزمن الجميل.

(والله عادت حاجات كتيرة حلوة)، هكذا ابتدرت شيماء إدريس حديثها لــ (الصيحة) وأضافت: افتقدت الأسرة السودانية في السنوات الأخيرة عددا من الأشياء الجميلة ومن بينها التواصل والحميمية التي فقدها بعضهم داخل المنزل .

وزادت شيماء: رغم أن اللمة جاءت في ظروف مختلفة ووسط حذر وترقب من أي فرد يخرج ويدخل  متوجساً، ومن أجمل الطرائف هنالك من يقول: (اتعرفت على ناس بيتنا من جديد وطلعوا حلوين).

ابتدرت دكتورة الأشعة يسرا عبد العزيز حديثها بنظرتها من زاوية أخرى لقرار حظر التجوال بسبب جائحة كورونا وقالت: رغم إيجابيات قرار حظر التجوال ستظهر على سطح الملمات الشتائم ونقة الرجال والنساء وذلك للتغييرات المشهودة في ملامح الشخصية السودانية، حيث أصبح البعض منصاعاً للأفكار العصرية في ظل غياب العادات والتقاليد  ولا نقول هي غير مطلوبة في ظل تطور الفكر الإنساني الثقافي والاجتماعي  الذي نظل نأخذه مأخذ الخطأ والصواب فأخذ منا الإرث الفاضل من أجل مواكبة سوق العصر فأضاع القيم النبيلة التي تتميز بها السودانيات والأمهات وهن أساس المجتمع .

من جهتها عبرت الإعلامية زينب كرداوي عن سعادتها بقرار حظر التجوال رغم مجيئه في ظروف حرجة والبلاد تمر بحالة من السكون والخوف والهلع بسبب فيروس (كورونا) وأشارت   زينب الى  أن العودة لملامح الزمن الجميل ستبدأ تدريجياً للناس والحياة وستعود للمنازل لغة التواصل الصادقة، فالأب عاد مبكراً لاحتضان أطفاله والجدود  أحسوا بصدق العواطف والفرح الذي افتقدوه كثيراً .

وكشفت أم أبرار أحمد أنه ليس من السهل أن تعود الحياة بالمنازل الى طبيعتها في أيام فقط، وقالت تأتي صعوبة الأمر الى تعودنا على غياب كثير من العادات التي ركلها غبار النسيان، فأصبحت نظرتنا نظرة بعيدة المدى فلن تستطيع أيام قليلة أن تعيد لها مجدها خاصة في ظل الظروف السيئة التي يمر بها السودان من الضائقة الاقتصادية وتأثيرها السلبي على معاش الناس مما ينعكس على عودة الحميمية والذكريات داخل الأسرة السودانية وتبادل الضحكات، وتفقدنا لبعضنا البعض إلا أن نجتمع في الوجبات وأهمها صينية الغداء التي كان لها وقع خاص في الزمن الماضي .

فيما تحدث بلغة من التفاؤل عادل عوض قائلاً: أعتقد أن معظم البيوت ستعود الى الحنية القديمة المرتبطة بالأجداد والحبوبات رغم الغياب القسري إضافة إلى لمة الغداء والشاي في المغارب  ذكريات كما تغنت الفنانة نانسي عجاج.

وختم عادل حديثه: نتمنى من المولى عز وجل أن نعبر الأزمات إلى بر الأمان خاصة فيروس (كورونا) الذي جنن العالم وعلى المواطنين السودانيين أن يتعاملوا بمبدأ الحيطة والحذر بعيداً عن الاستخفاف والاستهتار.

وأكد الشاب مصطفى مبارك  على أنه رغم خوفنا من الجائحة تظل  هي الوحيدة التي  أعادت الى السودانيين زمن (صينية الغداء)  التي افتقدوها منذ أعوام.

 

أخبار ومنتديات

أعداد: عائشة الزاكي

انتهاء تصوير حلة جقود

رغم توقف الحركة الفنية في هذه الأيام إلا أن الفريق العامل تمكن من  الانتهاء من تصوير حلقات مسلسل (حلة جقود) الذي سيتم عرضه في شهر رمضان القادم على شاشة التلفزيون القومي .

مشاركة فاعلة

لم تمنع وسائل الحركة المتوقفة الفنانين العرب من التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث شارك الفنان التشكيلي والمخرج التونسي فوزي الطيب الشوشي الشعب السوداني التنبيه لخطورة مرض الكورونا عبر بوستات ومقاطع قصيرة  (بالعامية السودانية) له التقدير والاحترام.

إرهاصات الثورة السودانية

صدر هذا الأسبوع للدكتور الفاضل عباس محمد علي، كتاب بعنوان (إرهاصات الثورة السودانية) عن دار (افاتار) لصاحبتها التشكيلية والشاعرة المصرية زينب أبو سنة ويحمل الكتاب ما سطرته الثورة خلال العامين السابقين متضمناً أحلاماً وتطلعات وتنبؤات وهو مساهمة للحراك الذي تفجر في منتصف ديسمبر العام 2019م وتم  تدشينه وتوزيعه بالمكتبات يذكر أن الكتاب تم منعه من الصدور في العهد البائد.

منظمة التراحم تكرم العقيد شرطة علي النيل

تحت شعار خيركم خيركم لأهله، قامت منظمة التراحم الخيرية بقرية السليت بقري بحفل تكريك لأبن المنطقة سعادة العقيد علي النيل حيث اشتمل البرنامج على عدد من الفقرات منها دورة لكرة القدم بمشاركة ثمانية فرق فاز فيها فريق السليت.

وكرم المحتفى به بدرع ووشاح وعبر عن بالغ سعادته بالتكريم وشكر المحتفى به اللجنة المنظمة كما اشتمل البرنامج على توزيع كيس الصائم ودعم أصحاب الأمراض المزمنة وصيانة ودعم المدارس وتشييد مراكز شباب السليت .

*مبادرة عشانك يا وطن الحملة الثانية لختان ألف طفل

عشانك يا وطن

في إطار مبادراتها لمساعدة الأسر المتعففة دشن شباب (عشانك يا وطن) وبالتعاون مع مبادرة (سحاب الصادقة) مبادرة ختان ألف طفل وهي حملتها الثالثة الجمعة الماضية بالثورة الحارة (53)، وقال الأمين العام للمبادرة إن المبادرة ابتدرها شباب المنطقة بعون ذاتي لمساعدة الأسر في ختان أبنائها، وأضاف أن المبادرة تستهدف ختان ألف طفل، وهذا يعتبر البرنامج الثالث لهذا العام وأشار الى أنهم يستهدفون عدداً من أحياء الخرطوم .

شكر الله خلف الله يعود للتلفزيون

عاد المخرج شكر الله خلف الله للتلفزيون كممثل من جديد من خلال مسلسل دار المطلقات للمخرجة عرفة حسن يبث في رمضان بالفضائية القومية وعدد من القنوات ويعتبر المسلسل نقلة نوعية في الدراما السودانية حيث يؤدي شكر الله دور المحامي ضمن أحداث المسلسل.

يذكر أن شكر الله لديه تجارب درامية سابقة من خلال المسلسلات سكة خطر وهج الشفق وأحلام مؤجلة.

تصوير مسلسل عشم

بدأ فريق تصوير مسلسل (عشم) الذي تم عرضه خلال شهر رمضان قبل الماضي عبر فضائية سودانية 24 تصوير حلقات الجزء الثاني من المسلسل الذي احتجب عن البث العام الفائت بسبب ثورة ديسمبر المجيدة وكشف مصدر أن العمل شارف على الانتهاء ولكن لم تقرر بعد الفضائية التي سيبث فيها.

نجوم الدراما في انتظار آدم

يبث تلفزيون السودان هذه الأيام المسلسل الاجتماعي في  انتظار آدم الذي يضم نخبة من ألمع نجوم الدراما السودانية من الرواد والشباب بمشاركة: فائزة عمسيب، بلقيس عوض، سعاد محمد الحسن،  الهادي صديق، هند راشد، طارق علي، ناهد فتحي، نصر الدين عبد الله، عبد المنعم عبد الله، محمد عبد الله، الكندي الأمين،غدير ميرغني،  إيهاب بلاش، أبوبكر الشيخ، والمخرج محمد سليمان دخيل الله، والمذيع أشرف عبد الله

والمسلسل يعد من المسلسلات الناجحة ذات الإنتاج الكبير وسبق أن بث في التلفزيون القومي من إخراج حسن كدسة.

ويتناول عددا من القضايا من الاغتراب وهجر الأهل والأحباب

والزواج العرفي والتفتت التسلط الأسري  والعصامية والإصرار وتم تصوير مشاهده في الخرطوم ومدينة الأبيض.

 

 

فرقة (شالك) من لاهوت الأعراس إلى لاهوت التحرير

الغناء من أجل الحياة وضد الكورونا والتهميش

ياسر عرمان

هذه الصورة مع فرقة شالك ( CHAAlK)القادمة من جبال الأنقسنا، التقيتهم ضمن زيارتنا في وفد التفاوض الى منطقة أولو باقليم النيل الأزرق ، لهم شكرنا على استقبالهم لنا في نهار السبت 21 مارس، هذه الفرقة عادة تغني في بيوت الافراح والأعراس وتضم العازفين والمغنين وتقوم بجلد الشباب في الأعراس وخصوصاً الذين لا يؤدون الرقصات الفلكلورية على نحو جيد، وهي عادة شبيهة بـ(البطان) وربما هي الأقدم والبطان شبيه بها، وربما جاء البطان من بطنها عند البحث في أضابير التأريخ ، فنحن السودانيون من هناك ومن هنا، وهي فرقة تقوم بأداء الغناء الشعبي وتمجد قيم المجتمع وأفراحه، وبفعل فاعل في الخرطوم تحولت في ظروف الحرب وأضحت تشارك في لاهوت التحرير وتمجد مقاومة التهميش .

هذه الفرقة تتزيا بحلل باهية وزاهية الألوان ويمكنها جذب الأنظار في شارع الشانزليزيه في باريس لولا فيروس كورونا وهي تشبه فرق (الهالوين) في أوربا ولا تخلو من (القرع) وتضم أناساً ذوي كرامة  ينحدرون من مجتمعات ذات تاريخ طويل ، ومن يدري لعل أجداد هذه الفرقة قد أنشدوا وتغنوا في أفراح السلطنة الزرقاء التي سميت بذلك لأن الناس (الزرق) وهم السواد الأعظم من الشعب السوداني كانوا الطبقة العليا ،ونحن نسعى أن لا تؤدي الألوان إلى أي امتياز.

حكمت السلطنة الزرقاء لنحو (317) عاماً منذ قيام التحالف التاريخي بين عمارة دنقس وعبد الله جماع الذي ازدان بالرايات المطرزة بالنذور كما ورد في (طبقات ود ضيف الله) ذلك العالم الجليل، ومن مواجع شعبنا يجب العمل على إزالة التهميش والإخوة الشريفة وحق الآخرين في أن يكونوا آخرين  ونسعى فرض عين للمواطنة بلا تمييز  وهي واجب لا يسقط بالتقادم ونعمل من أجلها مع سبق الإصرار والترصد و(السايقة واصلة) ولو بعد حين، ولابد من السودان الجديد وإن طال التهميش، شكراً لفرقة شالك التي تغني للحياة وضد الكورونا ، وتحولت من لاهوت الأعراس إلى لاهوت التحرير.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى