صديق الحلو يكتب: تاسوع الخليل الاخير

صديق الحلو يكتب: تاسوع الخليل الاخير.. رواية محمد الطيب.. دفقة من الشعور بالحنين لزمن مضي.

 

اليوم السادس.

يتابع الجميع المشهد بصمت ،لا احد يتحدث والاثنان يبتعدان عنهما وبالقرب من الدغل توقف هنيهة وضم الذي لا اسم له يديه كأنه يصلي والشيخ يقف هادئًا بجواره. دلالات الضوء الدائرة المظلمة والمضيئة لها معني.والزمن هنا

غير الزمن المعروف.كل شيء مألوف وغير مألوف.رواية مثيرة للدهشة والعجب.كل من يأتي هنا يقيم تسعا ما بين غروب وشروق يغادر.تاسوع الخليل الاخير رواية محمد الطيب دفقة من الشعور بالحنين لزمن مضي للأرض والدنيا التي اتوا منها.يزداد الاحساس تأججًا وتوقدا بالشوق للأهل الاماكن والرفاق .اهل الدنيا بأغانيهم وحياتهم المتخمة

بالشجن الوريف،

استرجاع الذكريات يرهق اهل التاسوع.

ويتفجر الحنين يعم الدغل ويشمل الجميع

الدائرة المظلمة والمضيئة وقبل ان يغادر الجميع

تحس بسعادة لا متناهيه.المعروف ان الحنين يمحو

الذكريات البشعةويتذكر فقط الذكريات السعيدة.لقد نجح محمد الطيب في تجسيد كل ذلك لغة شديدة النصاعة والبهاء. الحنين هو الشعور الطاغي في التاسوع فكل من غادر العالم القديم يقوده الحنين ويعيش به

بل هو قوت المقيمين وزادهم

الاخير قبل رحلتهم المحتومه

نحو احدي الدائرتين في سقف السماء.ليس الحنين بل الاعتياد

.ويوم مغادرة الوافد ياتي وافد جديد فيظل العدد ثابتا لايزيد ولاينقص.وماريا

اكثر جمالا وسحرا

وان كساها الحزن

رداءً قاتم اللون.

هل هناك علاقة بما يدور في التاسوع بين نقاء

السريرة واتساخها

والسر يسوق قطار الحنين ينثر الشجن.ويعود التسعة الي عالمهم السابق.

مشاعر انسانية متناقضة حنين شمل الجميع في سرور لايضاهي.

حنين الي الماضي

والذكريات الرائعة الجميلة.يتخللها بعض الإحباط والألم.والحياة في تقلبها يستحيل ان

تعاد كما ماء النهر

لايمر تحت الجسر

مرتين.هل هي نوستاليجيا…..

كل التسعة لايستطيعون ان يتخلصوا من ماضيهم.فيهم الصالح وفيهم

المفسد الطالح

ولكنهم ليسوا خائفين من هذا

البرزخ وقادم الايام يحمل المجهول.رواية

كما الاحلام لقد بعث حياة من العدم جميلة ومؤثرة وكاننا نشهد فلما.

سجع الدراويش

ذكر النوبة وحولية

المولد.اجواء صوفية باذخة ومعطرة.جبال المناجم حيث يسكن الاكثر سوءا

سوداء داكنة

اليوم الاخير كأنه حياة البرزخ والتاسوع حقا غريب كانه سجن

فرض علينا لذنوب ام ندركها

هذا لسان حال اهل التاسوع.

هنا لاجوع ولاعطش فقط الحنين والضجر

وتلك الرتابه. وهي مرحلة انتقاليه كما هو حاصل علي ارض السودان الان. الحنين والضجر هما قوت المقيمين في التاسوع وزادهم.

هم موتي هكذا يفكر الخليل والطاهر مليء بالخوف والأمل.هل هناك علاقات انسانية بلا منفعة ؟تحس انهم سعداء يسيرون في انتظام ولكن

ولكن ماهو دافع هذه السعادة ؟

وتترائي لك ايام الدنيا ام بنايا قش

كأنك تشاهد صور

فلم قديم.تأتي من البعيد مغبشه

تحاول ان تستعيد

الزمن الجميل الزاهي.لكل واحد

منهم كثير من الذكريات في الحياة السابقة حب والم واسرار مخبأة في اللاوعي

ولكنها تأتي تباعا كأنما هي نتف من منشور الخشب

اوذرات من الثلج المقروش.انهم يعيشون علي ذاكرة ليس للواقع

فيها وجود.عيش

حياتين الحياة الدنيا وحياة البرزخ انتقالا للحياة الابدية في اعلي الجنان.

تذكر الحياة السابقة بما فيها من أسي ،حزن،وسعادة.

نهض الخليل مبتعدا ببطء بقامته المديدة

حاملا اربعين عاما

علي كاهله ومعه

مكنسته المصنوعة من ساق شجرة الحياة وجاروفه المغطي بغبار الحنين.(واقعية سحرية في اسمي

تجلياتها).مزج الحسي بالمعنوي يعطي القا للسرد.

المتماهي وانسنة الاشياء المكنسة والجاروف والكناس يغدوا

الجميع شيئا واحدا.

وايام التاسوع تعتبر راحة بعد عناء وجنة بعد شقاء ،

الزبير وصالح التحقوا بالتاسوع

اكثر المتضجرين

والتاسوع ليس ارضا وموت الرغبة يجرد الجمال من ريب الاشتهاء.

رواية من المشاعر الاصيلة مضت ملاي بالشجن

والاشتياق وذلك الوله والدعوة الي

التغيير.رواية كما

الاسطورة والخرافة ملحمة

من التوق شيدها محمد الطيب باقتدار وحنكة.

تحس في اماكن منها كانها لعنة

وزير الداخلية و وزير الدفاع التحقوا بالركب

تضجروا لانهم كانوا في اسواء مكان جبال المناجم اعمالهم

السيئة من اوصلهم لذلك

غامر الروائي محمد الطيب وكتب رواية باذخة فكسب الرهان.امتعنا

واشعل العديد من الاسئلة الصعبة.رواية الولوج فيها مغامرة كما الغناء

وشدو العذاري رواية سيكتب لها الخلود.

ثيمة الرواية تتحدث عن العالم الآخر والحياة ما بعد الموت ،يفني الجسد وتبقي الروح.

 

الكدرو 26مارس

2023م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى