الشفريات  الولائية .. (كورونا) تُحدّد المسافات

مدير الميناء البري يرفض الحديث ويكتفي بالرفض!!

 

شكا عدد من المُواطنين استنطقتهم (الصيحة) بالميناء البري في الخرطوم من أن تفاقم الأزمات المختلفة التي شهدتها البلاد في الفترات الأخيرة لها تأثيرها السلبي في عملية نقل المُواطنين والطلاب من وإلى أماكن سكنهم بالولايات، زاد على ذلك القرار الذي اتّخذته اللجنة العليا للطوارئ بوقف النقل بين الولايات ابتداءً من يوم غدٍ الخميس.

وعزا البعض أنّ الأزمة تمثلت في عدم توفير الوقود من (جازولين وبنزين) رغم سد النقص المُؤقّت في الأيام القليلة الفائتة، الذي وصفه البعض بأنه ليس كافياً بسبب عودة صُفُوف السّيّارات في عددٍ من طلمبات الوقود.

واتفق عددٌ من المُواطنين العالقين بالميناء البري أنّ الأزمة مُستمرة في ظل غياب الدور الرقابي وعدم مقدرة الدولة لوضع حُلُولٍ جذرية تُساهم بسد العجز في مُشكلة المواصلات الداخلية والخارجية.

 الخرطوم- نيازي أبوعلي

تصوير- محمد نور محكر

ابتدر الشاب عمار محمد عوض الكريم حديثه لـــ(الصيحة) قائلاً: حضرت إلى الميناء البرِّي بالخرطوم منذ الساعة العاشرة والنصف صباحاً ولم أجد حتى هذه اللحظة وسيلة نقل والساعة الآن تُشير إلى الواحدة ظهراً، فاكتفيت بالصبر والصمت ولم أبرح مكاني، مشيراً إلى أن الأزمة لم تكن موجودة في الأيام الماضية، حيث كانت وقتها كل وسائل السفر مُتاحة خاصّةً البصات السفرية التي تَستعد لترحيل الركاب منذ الساعات الأولى من صباح كل أيام الأسبوع وبقيمة تذاكر مناسبة ومتناول يد المُسافرين مُقارنةً بقيمتها اليوم التي تضاعفت أكثر فأكثر، بل يتم شراؤها بالسوق الأسود، وتابع عمار: أما عن قرار حظر السفر الذي يبدأ تنفيذه من يوم غدٍ الخميس، يُعتبر قراراً جيداً ولكن يحتاج تطبيقه لقوانين على أرض الوقع، بجانب النظر إلى الحالات الطارئة بنظرة إنسانية.

وشكا المُواطن يوسف إبراهيم محمد، الذي جاء للسفر إلى محلية المناقل، أنه يتواجد منذ الساعة الثامنة صباحاً بالميناء البري ومازلت عالقاً إلى هذه اللحظة، ونحن نتأهب للاستعداد لصلاة الظهر، رغم كل هذه الساعات التي قضيتها لم أجد وسيلة نقل عادية برغم زيادة تعرفة التذاكر من 200 –  320 جنيهاً وقابلة للزيادة بسبب وجود مافيا السوق الأسود التي لا تُراعي ظرف المواطن العادي صاحب الدخل البسيط.

من جهته، قال عبد الله منصور صاحب طبلية لـــ(الصيحة): لم يشهد الميناء البري مثل هذه الأزمة،ولم نفهم ما هي أسبابها هل هي بأمر (كورونا) أم الجازولين أو عدم اهتمام السلطات المنوط بها العمل على توفير وسائل الحركة للمواطنين، وأضاف عبد الله: منذ أيام يأتي مُواطنون إلى الميناء ومنهم من يعودون مُضطرين لشوارع الخرطوم وازدحامها مرة أخرى في ظل تخوفهم من انتشار فيروس (كورونا)، وأوضح أن حركة الشراء بالميناء تبدأ  منذ وقت مبكر في الرابعة والنصف صباحاً وحتى بعد صلاتي الظهر والعصر التي يصبح الازدحام في هذه الأوقات قليلاً بسبب زيادة أسعار التذاكر.

(جازولين مافي وفي بصات داخلة الخرطوم)، هكذا ابتدرت (م. د) حديثها لــ(لصيحة)، وقالت: نظل في حالة من التخدير والأحاديث الكاذبة التي يطلقها لنا المسؤولون بدون أيِّ توضيح مبررات كافية خاصةً أصحاب مكاتب السفريات، إضافةً الى عدم وجود إجراءات وقائية للمسافرين من فيروس (كورونا) منذ دخولنا للميناء البري من توفير كمّامات ومُعقّمات.

في السياق، قال التاجر معتصم النور إن الأسباب تظل واضحة وهي عدم قدرة الحكومة الانتقالية في توفير حُلول مُناسبة لوقف الأزمات التي يأتي في المقام الأول المواطن أحد أكثر المتضررين والضحايا.

وعبركم أرسل صوت عتاب للجهات المختصة متمثلةً في وزارة النقل مضمونها (خافوا الله في المُواطنين) خاصّةً في وجود الزيادة المُتواصلة في سعر تذاكر السفر ومثال: تذكرة حلفا ارتفعت من 510 – 1500 جنيه في  السوق الأسود!!

وحكى سعيد صالح قصته مع رحلة الانتظار قائلاً: اجلس بصالة المغادرة منذ ساعات في انتظار وسيلة حركة ومازلنا نتمسّك بعبارات (في بصات جاية)!!

فيما أوضح الضو بشير من مكتب رواحل، أن المشكلة تكمن في عدم توفير الجازولين التي أثّرت في نسبة المسافرين من 65% – 35% تقريباً والإقبال في أيام الأسبوع منذ صباح اليوم وحتى السادسة مساءً، وكشف أن حظر السفر هو من قرارات الحكومة لا يُمكننا الخوض فيه!

وتمنى الطالب أبوبكر أحمد الذي وجدناه بأحد صفوف تذاكر السفر، أن يجد تذكرة سفر إلى مدينة مدني حتى يصل بأمان إلى أهله.

ميسرة إبراهيم ممثل المُبادرات الطوعية والخيرية لتجمع المنظمات قال إن  المبادرة تأتي بالشراكة مع وزارة الصحة التي توفر للمنظمات الملصقات الإعلانية والمُعقّمات خاصة لشريحة فاقدي السند، التي نقوم للعمل من أجلها عن طريق تثقيفهم وتوفير الاحتياجات وفق برنامج معروفٍ يعمل بروح فريق العمل من خلال برنامج جغرافي، وختم: سنبدأ في الفترات المسائية عملية الإرشاد والتثيف لفاقدي السند بالتنسيق مع غُرفة الطورائ بوزارة الصحة لمعرفة أماكن تواجد فاقدي السند خاصة أن تواجدهم سيكون بمعزل في فترة حظر التجوال.

وعبر مايكل ليك عامل النظافة بشركة كلين اندكلير لخدمات النظافة بالميناء البري، عن سعادته من خلال قيامهم بمهمة النظافة بصالات الميناء البري والعمل بروح رياضية، ووصفه بأنه يمضي كما هو، وعن  قرار حظر السفر الذي يبدأ غداً الخميس، اعتبر مايكل أن القرار جيد جداً تطبيقاً لإجراءات السلامة لحماية المُواطنين.

التقت (الصيحة) بالمدير العام للميناء البري فيصل المواقِ في مدخل مكتبه بالبوابة الشرقية بالميناء، حيث رفض الحديث بحجّة انشغاله المُتواصِل رغم وعده بالحديث بعد إكمال الجولة وحضورنا له مرة أخرى لنتفاجأ مرة أخرى برد السكرتارية بأن المدير يخبركم بعدم وجود زمن له للحديث.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى