التوقيع على وثيقة المبادئ ورسم خارطة الطريق

مباحثات (جوبا) بين الحكومة والحركات المسلحة... الطريق نحو السلام

دقلو: سنضع النقاط فوق الحروف للوصول غلى سلام عادل وشامل  بالسودان

تفاؤل كبير يسود المشهد بإمكانية الوصول إلى سلام شامل بين الحكومة والحركات المسلحة يطوي صفحة الحرب بُعيد التوقيع بين الطرفين على وثيقة إعلان المبادئ وبناء الثقة بعاصمة دولة جنوب السودان (جوبا)  برعاية من الفريق أول سلفاكير رئيس حكومة جنوب السودان. 

الطرفان في جوبا اتفقا على وقف شامل لإطلاق النار، وخارطة طريق للعملية التفاوضية تبدأ منتصف أكتوبر المقبل، ووقع من جانب الحكومة، عضو مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو.

(القائد) يحل المعادلة

ما يميز مباحثات (جوبا) عن سابقاتها من جولات التفاوض، أنها ضمت كل الحركات والفصائل المسلحة باستثناء رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور، بالإضافة إلى أن رئاسة عضو مجلس السيادة، لوفد الحكومة المفاوض، الذي وبحسب مراقبين يجد القبول وسط قيادات الحركات المسلحة، ربما لما لمسوه منه من رغبة حقيقية في التوصل إلى سلام، بالإضافة إلى ما عُرف عنه من صدق وقوة في الإرادة والشخصية.

قائد قوات الدعم السريع، سبق أن قاد حواراً وُصِف بأنه تمهيدي هادئ مع قادة الحركات المسلحة بقصد تقريب وجهات النظر ورسم ملامح محتويات طاولة التفاوض.

فكان أن التقى برئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي، وقيادات حركة جبريل إبراهيم في يونيو الماضي بالعاصمة التشادية (انجمينا) برعاية الرئيس التشادي إدريس ديبي، كما التقى في يوليو الماضي برئيس الحركة الشعبية مالك عقار بالعاصمة جوبا .

وبحسب مراقبين فإن اللقاءين مهّدا بشكل كبير للقاء الأخير الذي اختُتم بالتوقيع على ميثاق إعلان المبادئ المُمهِّد للسلام الشامل.

توافق قيادة الحركات 

تصريحات قيادات الحركات المسلحة ظلت وعلى الدوام إيجابية عن عضو المجلس السيادي (دقلو)، فكانت تصريحاتهم تؤكد قناعتهم وثقتهم في صدقه ووفائه بما يتم الاتفاق عليه، ورغبته الأكيدة بالوصول إلى سلام دائم .

وقد أشاد عدد من قادة الحركات بجدية الفريق أول محمد حمدان دقلو للوصول لاتفاق .

فكان أن قارن عبد الواحد محمد نور بين الرجل ورئيس حزب الأمة القومي، مؤكداً بأن الأول أقدر على حكم البلاد من الثاني بحكم أنه عاش معاناة الشعب السوداني، وأشاد بوقفته مع الثورة والثوار، لافتاً إلى أنه كان أحد عناصر نجاح الثورة .

مني أركو مناوي أكد بأن قائد قوات الدعم السريع ليس عدواً لهم وأنه كان جزءاً من التغيير الذي تم ـ في إشارة منه للإطاحة بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير. 

تفاؤل القائد 

في تصريحات له لقناة “الغد” من العاصمة (جوبا)، أشاد رئيس وفد الحكومة المفاوض للحركات المسلحة، الفريق أول محمد حمادن دقلو بوقفة رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت مع السودان ورعايته للمفاوضات التي قال إنها حوار وليس مفاوضات لأنها بين شركاء، لافتاً لدور الحركات المسلحة في إحداث التغيير الأخير، وقال: لمسنا روحاً طيبة من قيادات حركات الكفاح المسلح، وأضاف:  هدفنا وضع أسس لإعلان مبادئ للتفاوض وخارطة طريق .

وأكد دقلو أنهم سيضعون النقاط على الحروف للوصول إلى سلام عادل وشامل  لحل مشكلة السودان، وقال: لو بذلنا جهدنا وتابعنا إنفاذ ما يتم الاتفاق عليه بإخلاص من الطرفين سنصل لسلام عادل وعاجل، لافتاً إلى أن الستة أشهر المحددة للتفاوض كثيرة، وأنه في شهر يمكن التوصل إلى سلام عادل، وقال: ما في سلام ما في أمن، وبدون أمن لا يوجد استقرار وبدون استقرار لا تتحقق التنمية، وأضاف: محتاجون لاستخراج خيرات البلاد، وهذا لا يتم إلا بالسلام، ولذلك لابد أن نصل إلى سلام عادل سريع.

الطريق نحو السلام 

ويرى مراقبون بأن فرص الوصول إلى سلام بين الحكومة والحركات المسلحة في الفترة الحالية ممكن، خاصة بعد تصريحات (دقلو) الأخيرة وحديثه عن عملية السلام، وأشاروا إلى أن رسائله واضحة من حيث المشاركة وتقاسم الثروة والسلطة، وهي العقبة الكؤود التي ظلت حجر عثرة أمام توقيع اتفاق مع الحكومة السابقة .

المحلل السياسي والباحث في مجال النزاعات  “نصر الدين محمد آدم قال: المناخ جيد جداً، والطرفان لهما إرادة لتحقيق السلام، واختيار الفريق أول محمد حمدان دقلو لقيادة وفد التفاوض مكسب كبير لعملية السلام لأسباب كثيرة أبرزها خلفيته العسكرية ومعرفته اللصيقه بقيادة الحركات، هذه المميزات تقرّب وجهات النظر بالإضافة لإيمانه بالسلام، فهو من المبادرين والمبشرين به .

بدوره، أكد  المحلل السياسي المستشار أحمد حسن منعم أن  الإرادة موجودة لتحقيق سلام شامل مع الحركات المسلحة، وقال: هي الفرصة الأنسب لذلك، في ظل قيادة مؤمنة بأهمية السلام، وأضاف: عضو مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو كان صادقاً في ذلك، ونتوقع ان يدفع بهذا الملف للأمام وسيزيل كل العقبات، فهو من القيادات العسكرية المنادية بالسلام وسعى لتحقيقه، وتوقع أن تتم عملية السلام قبل الفترة المحددة طالما توجد إرادة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى