من غرفة الاخبار

 الخرطوم :  الجميل الفاضل

راصد السبت

رأيت

“الجيش الأبيض” يُعقّم الدواخل

أفراد من “الجيش الأبيض” وهو وصف من قاموس الثورة السودانية، أطلق على العاملين في حقل المهن الصحية من أطباء وصيادلة وخلافهم، رأيتهم يعدون ما استطاعوا من عبوات تحمل محاليل لتعقيم الأمكنة منعاً لانتشار فيروس “كورونا”.

بيد أنهم كانوا في ذات الوقت إمعاناً في التطهر يغسلون دواخل من يسمع بإنشاد للوطن يقول: (أنا بفخر بيك يا وطني.. زيك ما لقيت يا وطني).

سمعت

علاج الأعراض

دكتور سعيد نصر الدين في خطبة الجمعة بمسجد الإمام عبد الرحمن المهدى بود نوباوى يقول أمس:

تأتي خطورة هذا المرض “كورونا” من أنه يبدأ في شكل نزلة برد عادية مجرد سعال وعطاس وألم في الحلق وارتفاع  طفيف في درجة حرارة والتي لا يمكن تحديد كيف ومتى تتطور إلى الحالة الحرجة  في شكل ضيق في التنفس  وفشل في الجهاز التنفسي والفشل الرئوي والوفاة.

وجميع المعالجات الموجهة في الوقت الراهن إما لمنع دخول الفيروس واختراقه  للخلايا أو منعه من الخروج منها وانتشاره لإصابة خلايا جديدة أو لرفع مناعة المصاب نفسه لحصاره داخل الخلايا كما ذكرنا  آنفاً. والعقاقير المستعملة في العلاجات حالياً هي أما لعلاج الأعراض أو لدعم الوظائف العضوية الحيوية.

 قرأت

سيكلوجية الوباء

يقول الأنثروبولوجي فيليب سترونغ في ورقة بحثية، بعنوان “سيكولوجية الوباء”: “حين تتضافر الظروف، يمكن للأوبئة أن تخلق نسخة طبية لنظرية فخ هوبز، أي وقوع ضربات استباقية بين مجموعتين، خوفاً من هجوم وشيك.

ما يؤدي إلى دوامة من الخوف يؤدي فيها الخوف إلى سباق تسلح سيؤدي بدوره إلى تزايد الخوف.

لأن انتشار خبر عن تفشي وباء مميت جديد، يعقبه سريعاً الخوف والذعر والشك.

وسرعان ما يتفشى الجدل الأخلاقي الجماعي حول أسبابه والمتسببين به والحلول المحتملة.

ويتغذى هذا الجدل من مشكلات أخرى موازية للوباء، مرتبطة بالثقافة وبالأحكام المسبقة وباللغة، ويتفاعل بشكل موازٍ كذلك مع الأثر الذي تتركه الأوبئة الخطيرة في الاقتصاد والثروة.

مع انتشار الوباء، لا يتم الطعن السريع بفعالية النظام العام فحسب، بل تدخل المجتمعات في دوامة عاطفية غير اعتيادية تبدو أصعب من قدرة أي جهة رسمية على تطويقها بشكل فوري”.

وبرأي سترونغ أن السعي الحثيث الذي ينتهجه المنظّرون في سبيل الفصل بين الخوف والأخلاقيات وردود الفعل والاستراتيجيات غير دقيق، فهذه الأمور تصبح شديدة التداخل عند حضور الوباء.

 

////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////

 

سؤال المبتدأ.. جواب الخبر

القرار الأممي المُرتَقب هل يُعيد ترتيب الأوراق؟

ماذا؟

البعثة السياسية الأممية

بات في حكم المؤكد إجازة مجلس الأمن الدولي لمشروع قرار تحت الفصل السادس، بتشكيل بعثة سياسية لبناء السلام، ولدعم التحول الديموقراطي في السودان“UNPPIMS”.

ويعطي القرار الأمين العام للأمم المتحدة صلاحية إنشاء بعثة “بناء السلام السياسية المتكاملة” في السودان.

وتقوم البعثة السياسية المُرتقبة، ببناء القدرات، إلى جانب دعم انتقال السودان الهش إلى الديمقراطية، بالمساعدة في صياغة دستور جديد للبلاد، والإعداد للانتخابات، كما يقضي مشروع القرار إلى ذلك بنشر ما يصل إلى 2500 شرطي دولي، فضلاً عن كتيبة تضطلع بمهام الرد الفوري تتكون من 500 إلى 800 جندي لحماية أفراد الأمم المتحدة ومرافقها، والعاملين الآخرين في المجال الإنساني.

ويأتي القرار على خلفية طلب سابق تقدم به رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك للأمين العام للأمم المتحدة في السابع والعشرين من يناير الماضي.

 كيف؟

بعثتان تحت فصلين

ويستند مشروع القرار الجديدS/2020/202 ، على قرار مجلس الأمن S/2019/2495  الصادرفي أكتوبر 2019، بموجب الفصل السابع، وبالتالي فإن البعثة الجديدة،“UNPPIMS” ستعمل بالتعاون مع بعثة يوناميد UNAMID  إلى نهاية فترتها عملها بالسودان، رغم أن البعثتين الأمميتين تستمدان وجودهما من فصلين مخلتفين في ميثاق الأمم المتحدة.

متى؟

مايو منعطف جديد

من المرجح أن تباشر البعثة السياسية أعمالها ابتداء من مايو المقبل ولفترة أولية مدتها عام، تحل بعدها محل بعثة “يوناميد” التي ينتهي تكليفها في أكتوبر 2020.

من؟

تعدُّد الجنسيات

يفتح مشروع القرار المرتقب الباب أمام أمين المنظمة الدولية لتكوين كتيبة الرد السريع (500 -800) عنصر، وقوة الشرطة الدولية، التي قوامها 2500 فرد شرطة من مختلف جنسيات الدول الأعضاء، دون التقيد بالهوية الأفريقية في الاختيار.

أين؟

بطول البلاد وعرضها

كما أن تعدّد وتنوّع مهام بعثة“UNPPIMS” يفتح أمامها الطريق كي تنشط بطول البلاد وعرضها، دون التقيد بالعمل في ولايات بعينها.

لماذا؟

استحقاقات الجنائية

يقول الأكاديمي والباحث صلاح بندر في معرض رأي نُشر على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” : أن،“UNPPIMS” بعثة سياسية تعمل تحت الفصل السادس، وأن معها قوة عسكرية للتدخل السريع تحت الفصل السابع قوامها تقريباً 3500 نظامي.

موضحاً أن مهمتها الرئيسية تتمثل في دعم التحول الديمقراطي ويشمل ذلك )صياغة الدستور الجديد، والتجهيز للانتخابات(.

بينما مهمة القوات المسلحة الأممية هي خلق ظروف آمنة وتحمي )بطريقة استباقية( كل المدنيين في جميع أنحاء البلاد من أي تهديدات لا سيما المناطق الساخنة في دارفور.

معتبراً أن القرار منح صلاحية للبعثة في تقديم الدعم إذا طُلب منها، بالمشاركة في تنفيذ اتفاقية سلام، وهذا يتضمن بالطبع مراقبة وقف إطلاق النار، بل والمساعدة في نزع السلاح، والمساعدة في تحقيق العدالة الانتقالية والمحاسبة.

ورجح بندر أن مثل هذه الصلاحيات تتضمن استحقاقات “محكمة الجنايات الدولية”، ليس فقط في دارفور بل في النيل الأزرق وجنوب كردفان.

وأشار الباحث إلى أن هذه البعثة الجديدة ستعمل بالتعاون مع بعثة اليوناميد UNAMID  إلى نهاية فترتها في أكتوبر2020، وبالتنسيق مع بعثة “يونميس” في دولة جنوب السودان ولم يستبعد بندر أن يمتد التعاون ليشمل البعثة الدولية في ليبيا، والبعثة المشتركة في أبيي “يونيسفا”.

وحذّر د. صلاح بندر من أن السودان سيصبح في شهر مايو 2020  تحت رحمة مشروع سيطرة كاملة ووصاية محمية بقوة عسكرية ضاربة (حسب تعبيره).
واعتبر الخبير بندر أن مشروع القرار لم يلتزم بطلب رئيس الوزراء بل تجاوزه.

وبالتالي اختفى الدور الأفريقي كما كان في البعثة المشتركة (اليوناميد)، لصالح وجود قوي للأمم المتحدة والقوات الدولية.
منبها إلى أن الإشارة إلى التدخل الاستباقي للقوات الأممية سيمثل تهديداً لهوية البلاد، وسيادتها ومصالحها العليا ولأمنها الوطني.

////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////

 

خواطر مخبر

من أجل صحافة نُفاخر بها

بقلم: عبد الرحمن الأمين

كلمة واجبة عن الصناعة الصحفية المُحترفة التي، وللأسف، غدت مسخاً شائهاً عندنا إلا من فئة مجهرية الحجم ومُهدّدة بالانقراض من فرط قلتها.

فنصف من يدّعون الانتساب للصحافةِ الإنقاذية يعانون من إعاقاتٍ ذهنيةٍ ونفسيةٍ، ورغم ذلك يلجون ساحاتها بتلك المواهب المُتعطّلة جرّاء تجمُّد محصولهم المعرفي في المراحل التعليمية الباكرة.

أما من يسطون على بطاقات الهوية الصحفية ويدلونها بفخر على صدورهم، فغالبهم يُمارسها بخيالٍ إبداعي متيبِّس العروق ومن تبقى، فهم كَتَبَة عرضحالات يقبلون بالإملاء ليظفروا بالمقسوم.

في سنوات دولة الصحابة الاستوائية، شهدت بوابات صاحبة الجلالة تقحُّماً ممن جعلوها أداةً إضافيةً في شنطة الشغل.

فهي لِنَهّازي السوانح من المُتسلِّقين، تمثل اللوتري  المُفضي لعالم النجومية ومُعيناً على مُمارسة النصب والابتزاز.

الصحافة، يا سادتي، مهنة مُتفرِّدة تمزج بين قدسية القاضي، وتفاني المعلم، وصبر الباحث، وورع العابد  وبحْلقة جلساء المقاهي وتصيّدهم لنوادر الطريق.

مهنةٌ لا تنمو وتزدهر إلا حيث تتوافر الكوابحُ الأخلاقية المُتأهِّبة للفرملة الفورية، فالأصل فيها أنها شريفة حتى إذا غرستها في تربة الرذيلة، أمينة مهما زاغت الألسنة بالزُّور، ومُحترمةٌ دوماً وعصيّة على الارتشاء، وإن تسحّت ولاة الأمر عن بكرة أبيهم.. فتظل في كل الظروف نقية ونظيفة والاستثناء.

المنتج النهائي في العملية الصحفية يقف شاهداً على  ملكات ومقدرات من صَنَعُه.

فالصحفي يكتب باسمه وينسب ما كتب لنفسه ثُمّ يدفع بما كتب للناس.. فإن استحسنوه، أسلوباً أو مُعالجة أو حذقاً في الطرح، قالوا له ولغيرهِ، وإلاّ فالأحكام الشاقّة تنتظره! محكمةُ الرأي العام تتشكّل عُضويتها من بريد القُرّاء في الصحف، والتغذية المُرتدة (feedback) في مَنَصّات  الإعلام الجديد.

هذه العدالة الناجزة لا تُفرِّق ما بين رئيس التحرير أو مديره أو المُحرِّر المُبتدئ ولو انضم لصالة التحرير عند الظهيرة ونشر مادته في المساء.

فمن يُحسن صناعة مُنتجه، بايعه الناس بالثناء، وإن أخطأ تركوه بلا عاصم من طوفان النقد!.

تزداد حاجة الناس للصحافة النزيهة في العهد الديموقراطي، فلا ديموقراطية بلا رقابة.

لذلك فإنّ عبء صناعة صحافة نفاخر بها يقع علينا جميعاً.

فالصحفيون مطالبون بالرجوع إلى سبورة البداية والتدريب على تطبيق نظريات الإعلام الحديث في حشد عناصر الخبر وطرائق التثبت منه والتدقيق بشأنه قبل بثّه ونشره.

وعليهم ركل ما يُسمى بصحافة الرأي التي اندلقت محابرها فسوّدت الصفحات بأعمدة وصور المُتبطِّلين الذين لا شاغل لهم سوى الهتاف لهذا أو العواء ضد ذاك بثمنٍ مدفوعٍ تكاد تحسب دراهمه بسعة الحلاقيم الفاغرة. نريدها صحافة ذات مصداقية عالية فتنشر الأخبار ولا تصنعها، تملِّك الناس المعلومات لا التحليلات والآراء الواقفة على الهواء بلا سندٍ معلوماتي!، نريد صحافة تستهدي بذات مناهج البحث العلمي لبلوغ نهاياتها، فتبدأ تقاريرها بحزمة من الافتراضات وتحشد المعلومات بهمة وشمول، ثم تختبرها بتأنٍ ودقةٍ لتخرج قصصها مُتكاملة البنيان وذات مصداقية.

نريد صحافةً.. وليس منقولات أو تخريجات (الشمار) و(ونسة) صيوانات المُناسبات .

  • مقال للكاتب والصحفي الاستقصائي السوداني المقيم خارج الحدود “عبد الرحمن الأمين”، شاركه بمواقع التواصُل الاجتماعي العديد من المُهتمين بشأن الصحافة.. أُعيد نشره هنا بتصرُّف أبحته لذاتي في المتن والعنوان، تعميماً للفائدة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى