“رُكن نقاش”..تأخُّر إعلان نتائج الامتحانات.. قضية تُؤرِّق طلاب جامعة “القرآن الكريم”

 

الخرطوم- عديلة إبراهيم

في حلقةٍ يتشكّل الطلاب، بعضهم يجلسون على الأرض، والبقية يتحلّقون حول دائرة عريضة، ترتفع الأصوات وتهدأ أحياناً، يتخللها تصفيقٌ وضحكاتٌ ساخرةٌ و”همهمات” استهجان، هذا “المشهد” مألوف داخل أسوار الجامعات ويكاد يتشابه لدرجة التطابق في كل الجامعات السودانية بالعاصمة والولايات بذات الكيفية.. “رُكن نقاش” اسم لنشاط طلابي تحرِّكه التنظيمات السياسية بخلفياتها المُتعدِّدة، ويُعد منبراً حُراً للرأي والرآي الآخر، تتجاوز قضاياه مشاكل الطلاب الداخلية إلى هُمُوم الوطن الكبير، تناقش فيه كل شؤون البلاد، خيباتها وآمالها، ماضيها وحاضرها ومستقبلها المُرتجى، بعيون شبابٍ طامحٍ مُعبأ بروحٍ مُتمرِّدةٍ وثائرة ٍكانت ومازالت وقوداً للتغيير.

هامش

عقب الثورة وسُقُوط النظام البائد، تنسّمت البلاد أجواء الحريات، وإن كان الوضع داخل الجامعات في السّابق يختلف عن الشارع العام المكبوت والمُكبّل بالقيود،  فالطُلاب يملأون “هامش الحُريات” وأصواتهم عالية رغم العسف والتضييق والاعتقالات التي يُواجهها الناشطون السياسيون داخل الجامعات، خاصةً وأنهم يُحرِّكون الطلاب ويُبادرون بالخروج إلى الشارع والدخول في مُواجهة مع السلطات الباطشة، وظلوا طوال العُقُود الثلاثة الماضية يُشكِّلون مصدر قلق دائم لـ”الإنقاذ” التي لم تتورّع في مُواجهة تحرُّكاتهم السلمية بالعُنف المُفرط.

مشاكل

جامعة القرآن الكريم خلال العُهُود الماضية، كانت معقلاً للتنظيمات الإسلامية، يُسيطر عليها حزب “المؤتمر الوطني” المحلول طولاً وعرضاً، وتُعد من قلاعه المُحصّنة بجانب جامعة “أم درمان الإسلامية”.. ملف “جيلي أنا” رصد “رُكن نقاش” بجامعة القرآن الكريم، ولكنه على غير العادة ركّز على المَشاكل الداخلية التي تُؤرِّق طلاب الجامعة.

المُتحدِّث باسم الوحدة الطلابية بالجامعة، عبد الكريم عبد الرحمن جبر الدار، تحدث خلال ركن النقاش الذي شهد حُضُوراً كثيفاً للطلاب عن مَشاكل طلاب الجامعة.

نتائج

تحدّث “جبر الدار” عن  أكثر المشاكل التي تُؤرِّق طلاب الجامعة في الوقت الحالي “تأخُّر إعلان نتيجة الامتحانات”، وقال: “النتيجة لم يتم إعلانها منذ أكثر من ثلاثة أشهر والإدارة غير مُهتمة ولم تُوضِّح الأسباب التي أدّت إلى حجبها طول هذه المدة”!

وفيما وَصَفَ طُلابٌ، تصرُّف الإدارة بالاستهتار واعتبروه هضماً لحقوقهم، وشدّدوا على أنّ إعلان النتيجة حقٌ أصيلٌ للطلاب، قبيل أن يكيلوا الاتهامات للإدارة بأنّها من بقايا “الكيزان”، فَضْلاً عن المُطالبة بحلها.

بيئة

المُتحدِّث الرئيس في “ركن النقاش” جبر الدار، استنكر البيئة داخل الجامعة، ووصفها بالسيئة، واستشهد بعدم توافر عُمّال النظافة بصورة متواصلة، وأشار إلى أنّ وجودهم يكاد يكون مُعدوماً في غالب الأحايين، وقال: “يجب أن تتوفّر خدمات الإصحاح والنظافة ومن حق الطالب أن يجد بيئة سليمة ونظيفة ولائقة بطلاب المرحلة الجامعية”، ونوه إلى أنّ المجمع بأكمله لا يُوجد به مُولِّد كهرباء، وأشار إلى مُعاناتهم مع قُطُوعات الكهرباء المُستمرّة هذه الأيام مما أثّرت على تحصيلهم الأكاديمي، وقال إن الطلاب يُعانون من شُرب المياه الساخنة في ظل تعطُّل المُبرّدات، وأضاف: “الإدارة مُستعدة لأخذ الرسوم من الطلاب دُون الاهتمام بالخدمات الأساسية”.

مُطالبات

وقال  جبر الدار، مُوجِّهاً خطابه للقاعدة الطلابية، إنهم في عهد الديمقراطية والحرية، ويجب أن يتمتّع الطلاب بحُقُوقهم داخل الجامعات من قاعات مهيأة وبيئة تُساعد على التحصيل الأكاديمي، وشدّد أنّه يجب على الإدارة المُسارعة بإصلاح مُبرّدات المياه أو استبدالها بأُخرى جديدة والتحوُّط بـ”مولدات” لحل معضلة قطوعات الكهرباء الحالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى