عطوة !!

 

يعشقون المسرحيات..

ليست ذات الحبكة الإبداعية.. وإنما الجهنمية التي يظنون إنها تُشبع نهمهم السياسي للحكم..

من لدن حادثة المنشية… وإلى حادثة كوبر..

وما بين هذه وتلك مسرحيات مشابهة.. حيثما وُجد هواة المسرحيات التي من هذه الشاكلة..

والغريب إنهم هم الذين يصيحون (مسرحية…مسرحية)..

وذلك في حال فشل مسرحياتهم السياسية… الإرهابية.. الدموية؛ وما أكثر فشلها..

وحين فشلت مسرحية المنشية صرخوا (مسرحية)..

والمبادرة بمثل هذا الصياح- والصراخ – تُقرأ من زاوية (يكاد المريب أن يقول خذوني)..

فهم يسارعون إلى درء التهمة عن أنفسهم بدافع الغريزة..

أو قل: بدافع التذاكي المشوب بالغباء؛ فهي في غالبها مسرحيات فطيرة…وإن نجحت..

 

وأعني بعبارة (وإن نجحت) أنها لم تنجح لشدة ذكائها..

وإنما لشدة غباء الجهة المستهدفة بها ؛ وكمثال على ذلك نجاح مسرحية الثلاثين من يونيو..

فولا غفلة حكومة الصادق لما نجح انقلابهم ذاك..

ولولا عدم غفلة قوة التأمين المكلفة بحراسة جمال عبد الناصر لنجحت مسرحية المنشية..

فقد حاولوا اغتياله في العام (54) خلقاً لفوضى خلاقة..

ومن ثم يقفزون هم إلى سدة السلطة استغلالاً لهذه الفوضى الخلاقة التي ثمنها دم الرئيس..

وظلوا يصرون – سنين عددا – على أنها مسرحية لتجريمهم..

ولما تجاوزت السنون هذه ستين عاماً اعترف أحدهم – وهو المتهم الثالث عطوة – بالمسرحية..

مسرحية محاولة الاغتيال…لا مسرحية نفي المحاولة..ثم تطورت أساليبهم المسرحية من عطوة الداخلي إلى الخارجي…أي من التنفيذ إلى التدبير..

فهم يدبرون…وأيادي خارجية تقوم بالتنفيذ المباشر..

فإن كانت العقول المدبرة مصرية مثلاً اُستجلبت أيادٍ منفذة سودانية…أو ليبية…أو سورية..

وهكذا؛ بمثلما حدث في محاولة اغتيال مبارك بأديس..

وبما إن لكمل قاعدة شواذ فالتعميم لا يصح منطقاً.. ونستثني منهم في بلادنا الترابي وجماعته..

ونعني بمفردة جماعته الذين انحازوا إليه عند المفاصلة..

فهؤلاء – وإن شاركوا في مسرحية (القصر والسجن) – إلا إنه لم يُعرف عنهم ميل للدماء..

ولا للفساد كذلك ؛ بدليل ألا أحد منهم الآن يُحاكم بالثراء الحرام..

والترابي هذا هو الذي اعترف لكاتب هذه السطور بأسماء الذين (دبروا) محاولة قتل مبارك..

اعترف له بذلك قبل بث (الجزيرة) لاعترافاته بسنوات..

ولكن ما كان له أن ينشرها – صحفياً – بما أن على رأس قائمة هذه الأسماء علي عثمان..

أي إن الترابي قام بدور عطوة…مع فارق إنه لم يكن مشاركاً..

والآن يصيحون (مسرحية…مسرحية) إثر حادثة جسر كوبر ؛ وتاريخ المنشية يُعيد نفسه..

فلا تنشغلوا بالمنفذين؛ وإنما أبحثوا عن المدبرين..

أو انتظروا (عطوة) !!.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى