صلاح الدين عووضة يكتب : الحدث !!

 

ليس كل ما يُعرف يُقال..

وليس كل ما يُقال حضر أهله ؛ وليس كل ما حضر أهله حان وقته..

وليس كل ما حان وقته صح قوله..

والقول هذا يُنسب إلى علي بن أبي طالب ؛ فقد كان رجلاً حكيما..

وقول الله عز وجل – عبر كتابه الكريم – بدأ بـ(اقرأ)…وانتهى بـ(اليوم أكملت لكم دينكم)..

وما بين البدء والإكمال نحو ثلاث وعشرين سنة..

وما كان يُعجزه – رب العزة – أن يُنزله دفعة واحدة….وإنما لحكمة يعلمها..

فلكل حادث حديث ؛ وهكذا أراده الله متفرقا..

رغم إن أي (حدث) كان يعلمه بعلمه الأزلي…ولكن البشر لا يعلمون..

وربما قالوا – لو سبق قول الله الأحداث – إنها مقدرة سلفاً..

ثم تساءلوا – إن كان حدثاً يستوجب الوعيد – لم يغضب منا الله وقد كتبه علينا..

كما إن من حكمة هذا التدرج أن نتعلم نحن البشر..

نتعلم ألا نستعجل الحكم على الأحداث ؛ ولا على صنعها بغير تدبر… وتعقل… و روية..

تماماً كخلق الكون في ستة أيام ؛ قبل الاستواء على العرش..

كما أن في الأكثار من التدبر – والتعقل – تنشيطٌ للعقل وصولاً إلى (اليوم أكملت الفهم)..

هو شيء مثل الرياضيات ؛ فرضٌ…فنظرية…فبرهان..

وانظر فقط – على سبيل المثال – إلى المتفرق من الآيات بشأن موسى وفرعون..

فهي تضيف إلى بعضها البعض… وتكمل بعضها البعض..

ثم تتسق مع بعضها البعض…. ولو كانت من غير عند الله لوجدنا فيها اختلافاً كثيرا..

والآن نخلص إلى ما أردنا قوله اليوم..

فمنذ فترة ونحن نضيف قولاً على قول بشأن بعضٍ من (أحداثنا) السياسية الراهنة..

فيبدو وكأنه قولٌ متفرق… والناس – بطبعهم – يتعجلون النهايات..

أو إن منهم من يتوق – بكثير ضيق –  إلى لحظة (اليوم أكملت لكم قصتكم)…قصة الحدث..

و(الحدث) تحتفي قبل فترة بحدثٍ ما..

وهو حديث عن فشل….فانهيار….فعجز….فـ(تغيير)..

وقبل ذلك – بأيام – نكتب كلمة على صفحتنا بالفيس بوك تحت عنوان (لغز فلان)..

وكثيرٌ من قرائنا يضيقون ذرعاً..

ويقولون إن زمن (الدسدسة) قد ولى…فهم يريدون كل (الحدث) دون نظر إلى أجزائه..

والأجزاء إنما تأتي متفرقة….وتباعاً..

ولو سبقناها – توقعاً – لوقعنا في المحظور ربما…ولقيل لنا : من قال لكم؟..

احتفت (الحدث) – إذن – بالحديث هذا ؛ والحدث..

وقد تحتفي – عما قريب – بحدثٍ آخر ؛ بعد اكتمال ثلاثية : فرض…فنظرية… فـ(برهان)..

عنوانه (وحدث ما حدث !!).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى