رصد لتسرّب العلمانية إلى الفكرالإسلامي 3–1

سأتناول مُلخَّصاً لكتاب صدر حديثاً تناول فيه المفكر الإسلامي عصام البشير المراكشي..الحديث عن الصراع الحادث الآن بين تياري العلمنة والتيار الإسلامي

في كتاب باسم “العلمنة من الداخل رصد تسرب التأصيلات العلمانية إلى فكر التيارات الإسلامية المعاصرة”

 

‏وللتعريف بالكتاب وهدفه ورسالته قال الدكتور البشير في مقدمته:

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه.

 

أما بعد:

 

فهذه رؤية نقدية من الداخل..

لخلل منهجي نابع من الداخل..

فكاتب هذه الكلمات ابنٌ وفيٌّ من أبناء الحركة الإسلامية..

ارتضع من لبانها.. وتغذى من ثمار دوحتها السامقة..

لها عليه – بعد الله عز وجل- فضل الإيجاد التربوي، والتشكيل الفكري..

علق عليها – بعد الله تعالى- آمالاً كبيرة في إحياء الأمة وبعث مجدها الغابر.. وشاركها آلاماً كثيرة في المخاض الفكري العسير والممارسة العملية المحفوفة بالأشواك..

 

وانبنى لها في قلبه صرحُ حب عامر، تؤثثه الغيرة على هذه الحركة الإسلامية من الانحراف عن الغايات السامية، ومن الخلل في المفاهيم والتصورات.

وما أكثر ما تكلم الناس عن الاضطهاد الخارجي، والحملات التشويهية، والقمع المنهجي..

ولكن ما أقل من يجد الجرأة ليرجع الخلل إلى منبعه الأصلي، فيكافئ بين عوامل الإفساد الداخلية والخارجية.

ولستُ أشك أن بعض المنتسبين للحركة الإسلامية يتعالون على النقد بسبب كِبْر مستحكم، يجعلهم يُحلّون أنفسهم في مرتبة الذي لا يتطرق الخطأ إلى أقواله وأفعاله!

ولا أشك أيضاً أن بعضهم يعانون من نوع تواضع مَرَضي، يجاوز هضم النفس إلى تعمّد جلدها، ويجعلهم يسوّون أنفسهم بعتاة الفجار المناوئين للدين والمسيئين للأمة!

وبين الكبر المانع من رؤية باطل النفس، وجلد الذات الذي يحجب رؤية باطل الآخرين: ضاع الحق وانتفش الباطل!

 

فالأول يضخّم الأمل، وينخر القدرة على التخطيط المحكم.

والثاني يقتل الأمل، ويغرق النفس في أوحال الاستكانة، والرضا بالأمر الواقع.

ولستُ أرضى للحركة الإسلامية – التي أعتبرها ضميرَ الأمة اليقظ وقلبها النابض – تضخم الأمل ولا دبيب القنوط.

ولأجل ذلك، رأيت من واجبي أن أبادر إلى بيان بعض مكامن الخلل في الحركة الإسلامية، لأنني لا أعتقد فيها العصمة، وأعيذ أبناءها وقادتها من اعتقاد ذلك؛ دون أن أجحف بحقها فأسويَها بالتيارات الفكرية التي تسعى لدفن القيم، ولوأد الدين.

وشتان بين من أراد الخير وسعى إليه فلم يصبه، أو أصاب بعضه؛ ومن أراد الشر محضاً، أدركه أو لم يدرك منه شيئاً!

 

وإنني لأرجو ألا أكون ظالماً لأحبّتي، فظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند، كما يزعم ابن العبد..

ولو كان الظلم حلالًا طيبًا، لما جاز لي أن أظلم عشيرتي وأقاربي.. فكيف والظلم مذموم على كل حال؟!..

يتبع

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى