جهجة السبت

*رهف الصغيرة والنحيفة والتي تجتهد وسط زميلاتها في الصف الخامس “أساس” بدت مهمومة ولا تدري ما تفعل حيال الذهاب إلى مدرستها اليوم “السبت” أم لا، مديرة مدرسة رهف قالت إنها لم تستلم خطاباً رسمياً من وزارة التربية يفيد بعدم العمل يوم السبت، وحال هذه المديرة هو حال الكثير من مديري المدارس في الخرطوم.

*بعض المدارس الخاصة حذرت تلاميذها من مغبة الغياب يوم السبت، وأولياء أمور هولاء التلاميذ في حيرة من أمرهم بين ترك أبنائهم يذهبون للدراسة أو الالتزام بقرار إلغاء العمل يوم السبت للمدارس.

*أمس الأول اعلنت ولاية نهر النيل أنها لن تلتزم بإجازة يوم السبت في مدارسها وقررت الوزارة هناك بأن يستمر العمل في كافة مدارس نهر النيل.

*الخرطوم موقف مدارسها ضبابي بعض المديرين رفضوا غياب تلاميذهم عن المدارس في هذا اليوم، والبعض الآخر طلب من التلاميذ الحضور لتلقي دروسهم في هذا اليوم الذي أصبح مربكاً للمعلمين والتلاميذ وأولياء الأمور.

*من الأخطاء الكبيرة التي ارتكبتها وزارة التربية والتعليم بالولاية عدم إرسال خطابات رسمية من الوزارة للمدارس بتوضيح الرؤية كاملة حيال إلغاء عطلة السبت من عدمها.

*في هذا الصباح ستكون جل مدارس الخرطوم مربوكة فبعض المدارس سيكون تلاميذها في الفصول وأخرى تلاميذها يلهون في الشوارع، وهنا سيكون الفارق بين مستويات تلاميذ الخرطوم وإكمال بعضهم لمقررهم وعدم إكمال للآخرين.

*قبل أن تجتمع لجنة المعلمين مع وزير مجلس الوزراء، نبهنا الى ضرورة إلغاء هذه العطلة ليس للمدارس فقط، وإنما لكل دواوين الحكومة ليعود السبت كما كان في السابق يوماً للعمل في جميع المواقع.

*ولكن المعلمين كانوا ينظرون إلى راحتهم في هذا اليوم مثلهم مثل بقية العاملين في “الحكومة” ولم يفكروا في إكمال مقرر التلاميذ الذي ضاع منه الكثير أثناء الإجازة “الجبرية” للمدارس عقب الأحداث التى شهدتها البلاد مؤخراً.

*خرج قرار مجلس الوزراء بعودة “إجازة” السبت للمعلمين ولكن القرار لم ينزل بالصورة الرسمية من الوزارة للوحدات الإدارية، ومنها للمدارس فأصبح القرار في أجهزة الإعلام دون أن يستلم مديرو المدارس ما يفيد بعدم العمل في هذا اليوم.

*اليوم السبت ستكون هناك ربكة في جل مدارس الخرطوم خاصة وأن أولياء أمور عدد من التلاميذ قرروا ألا يذهب أبناؤهم للمدارس، وكذلك ترحيل العديد من المدارس قرروا عدم العمل، وهناك تلاميذ سيكونون حضوراً في مدارسهم وهذا يعني أن دروس هذا اليوم ستضيع على الكثيرين والخاسر في النهاية أبناء السودان الذين سيظلمون لعدم  إدراك مسئولي الوزارة الخطوات التي يفترض أن تتبع.

*يبدو أن أهل السودان سيعانون كثيراً خلال هذه الفترة الانتقالية لعدم إدراك بعض مسئوليها الخطوات الصحيحة التي يجب أن تتبع في مثل هذه الحالات، وغيرها من الحالات في الوزارات الأخرى.

*نرجو أن تتدارك وزارة التربية هذا الخطأ الكبير بتسليم مديري المدارس خطابات رسمية تفيدهم بالعطلة يوم السبت أو لا يتعطلون حتى تتضح الأمور لأولياء الأمور وأساتذتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى