السعر التركيزي للقمح.. بين الرفض والقبول

 

 الخرطوم: سارة إبراهيم عباس

القمح من السلع الاستراتيجية الهامة التي يجب توفرها محلياً لغذاء أهل السودان ولتشجيع المزارعين وتحقيق الاستقرار. ولاستدامة زراعة وإنتاج القمح محلياً يجب اعتماد أسعار مجزية للمحصول، فقد أجاز  مجلس الوزراء رفع السعر التركيزي لشراء القمح من ٢٥٠٠ جنيه للجوال إلى ٣٠٠٠ جنيه، وذلك بعد استماعه في اجتماعه الدوري برئاسة د. عبد الله حمدوك إلى تقرير من وزير الزراعة حول موضوع مراجعة شراء القمح خاصة وأن إنتاج القمح على الأبواب.

الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل محمد صالح قال إن التقرير أشار إلى زيادة كبيرة في إنتاجية هذا الموسم، وأضاف أن زيادة السعر التركيزي يأتي في إطار اهتمام الدولة بتشجيع المزارعين لزيادة الإنتاج والإنتاجية، مضيفاً أن المساحات المستهدفة لزراعة القمح هذا الموسم بلغت ٧٨٠ ألف فدان، موضحاً أن الزراعة الفعلية كانت في مساحة ٧٤٣ ألف فدان بنسبة تقترب من ٩٥٪، وقال إن التقرير استعرض الترتيبات الجارية لموسم الحصاد، مبيناً أن التقرير كشف عن بعض النواقص في المعدات، منها الحاصدات والخيش، حيث تم تكوين لجان تعمل على تكملة هذه النواقص حتى يكون موسم الحصاد ناجحًا. هذه خطوة وصفها المزارعون الذين تحدثوا للصيحة بالمهمة، لكنهم عادوا وقالوا إن الأسعار غير مجزية لهم لارتفاع تكلفة المدخلات الزراعية، متوقعين إنتاجية عالية لهذا العام.

وقال عبد الله البشير المزارع  بالجزيرة لـ (الصيحة) إن تعديل السعر التركيزي للقمح غير مجزٍ ولو تم رفعه إلى (5) آلاف جنيه وسوف يؤدي إلى عزوف كثير من المزارعين عن زراعة القمح، لأن هناك محاصيل تتم زراعتها وعائدها أكبر منه كالكبكبي الذي وصل الجوال منه إلى 9 آلاف، وجوال العدسية 7 آلاف، وجوال البصل ألف جنيه، مشيراً إلى التكلفة العالية لمدخلات الإنتاج من السماد الذي وصل سعر الجوال منه الى 1800 جنيه، وغيرها، وتوقع  إنتاجية عالية لهذا الموسم.

وفي ذات السياق، أبدى المزارع  بولاية نهر النيل الرشيد فضل، عدم رضائه من السعر المعلن من قبل الحكومة للقمح، والذي حددته بـ (3000) جنيه بدلاً (2500) جنيه، وقال إن هذا إجحافاً في حق المزارع الذي يتعب كثيراً في الحصول على توفير المدخلات الأساسية، وقال لـ (الصيحة)، إنه دون الطموح خاصة إذا قورن بالمحصولات الأخرى، وأكد على أن الإنتاجية المتوقعة مبشرة بسبب الطقس الذي استمر لفترة أطول هذا العام . وحذر من ارتفاع أسعار القمح خلال هذا الموسم، ووصف السياسات بالخطأ مما قلل من المساحات المزروعة، واعتبر المشكلة ليست في سعر تركيزي، إنما الأزمة المتوقعة أكبر من ذلك، حيث لا توجد كميات كافية.

فيما كشف المزارع عامر صالح من الولاية الشمالية عن تقليص المساحات المزروعة من القمح، وقال لـ(الصيحة) إنه يتوقع حدوث فجوة كبيرة في القمح خلال الفترة القادمة، واعتبر السعر التركيزي غير مجزٍ للمزارع الذي حول 90% من مساحاته المخصصة لزراعة القمح إلى زراعة محصولات أخرى أكثر جدوى، وقال إن سعر الجوال الآن في الأسواق بـ 4 آلاف جنيه إنتاج العام الماضي، فكيف أن أبيع إنتاج هذا العام بـ(3000) جنيه، وأشار إلى الخسائر الكبيرة للمزارعين جراء ارتفاع أسعار السماد بأنواعه المختلفة، وجوال زنة 50 كيلو بـ 2 ألف والفدان يحتاج إلى 8 جوالات، وقال: بالرغم من تصنيف الولاية الشمالية بأنها الأولى في إنتاج القمح إلا أن هذا العام إنتاجها متدنٍّ جداً لاتجاه المزارعين لزراعة محاصيل تغطي خسارتهم، وقال إن المزارع أصبح أجيراً في أرضه ويزرع قدر حاجته للعام فقط. وقال: عندما كان اتحاد المزارعين موجوداً كان يبشر المزارعين ويقف على المشاريع الزراعية وخاصة الموسم الشتوي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى