اعتذار مدني

 

اعتذر وزير التجارة مدني عباس مدني للشعب السوداني لأنه لم يفِ بوعده بحل مشكلة الخبز في السودان خلال الفترة التي حددها بـ (٢١) يوماً.

ورغم أن الاعتذار من سمات (الشجعان)، إلا أنه لا يكفي لإرضاء الشعب السوداني المكتوي بنيران صفوف الخبز ورهق البحث عنه صباح مساء.. ولا يكفي لإثبات أنه لم يفشل في قضية واحدة من قضايا السودان الملحة.

كنا في السابق ننتقد تصريحات والتزامات  مسؤولي الإنقاذ التي يقطعونها للشعب، لأنها دائماً كانت خائبة وخاوية من المصداقية.

وكان مدني نفسه حينما كان في البر أكثر هجوماً على التقصير والفشل.

وليته تعلّم الآن أن الحُكم ليس تصريحات أو أحاديث برّاقة تحمل تخديراً لشعب السودان، غنما هو أفعال وتضحيات تؤدي إلى إنجازات ملموسة يراها  الناس أمامهم يحسونها ويتنسّمون عبيرها.

ليته يتعلم من اخطائه، ونحن نلتمس له العذر، لأنه في سنة أولى حُكم لا يعرف بعد خبث الوزراء ودهاء المسؤولين.

الشعب لا يُريد اعتذارات و(شبع) منها أيام الإنقاذ، ولا يُريد (خيبات) بعد أن ارتوى منها حد الارتواء في الفترة السابقة.

إن الآمال كانت عند الثوار  كبيرة في أن تنجح الحكومة الانتقالية في حل أزمات البلاد في وقت قصير، استنادًا على الكلام الفطير الذي كانت تقوله قيادات الثورة بان موارد السودان كافية لنهضته، وأن الأموال المنهوبة كافية لجعل السودان دولة متقدمة في أيام معدودات، وكنا نؤكد بأن تلك الموارد داخل أرضنا تحتاج إلى ملايين الدولارات للاستفادة منها، وكنا نقول إن السودان ليس فيه شيء لا فكر ولا مال.

بالدارجي قلت ليس فيه (التكتح)، ولكنهم كانوا يصرون على رأيهم وعلى موارد البلاد الضخمة.

وحينما حاولوا انتقاد المساعدات السعودية الإماراتية ظللتُ أقول إنها مطلوبة في الفترة الانتقالية ،ومطلوب بأن تكون بحجم أكبر، لكنهم خرجوا علينا بأننا لا نريد الانغماس في المحاور، وبإمكاننا النهوض بأيدينا لا بيد الأصدقاء.

في تقديري الخاص، أن الأزمة الطاحنة التي يعيشها السودان الآن لها علاقة مباشرة بما دار خلال الفترة الماضية من (لت وعجن) غير محسوب العواقب أدى إلى انحسار دعم كل من السعودية والإمارات.

لتعرف حكومة الفترة الانتقالية، أن المسؤولية أمامها كبيرة جداً، وأن نجاحها في مهمتها يعني نجاح الثورة العظيمة التي فجرها الشباب وضحوا من أجلها وقدموا أرواحهم فداء لها بكل بسالة وإقدام.. وأن فشلها يعني ضرب الثورة في مقتل.

وأطالب بوضوح تام بأن يتقدم أي مسؤول باستقالته فوراً إذا عجز عن تقديم ما ينفع الناس لأنه تولى المنصب من تحت أقدام الشهداء ولم يتولاه ببراعته.

في الهواء

أساند بقوة الاتفاق الذي وقّعه الوفد المفاوض بأن يُحاكَم أي متهم أمام المحكمة الجنائية الدولية ليعرف المسؤولون أن إزهاق الأرواح ليس (لعبة اطفال) في يدهم يفعلون بها مايشاءون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى