الأزهري وعبود و(نميري)

* يزخر إرشيف التاريخ السياسي السوداتي بنبل مواقف ورشد ممارسة سياسية واجتماعية لرجال ازدانت بهم المناصب فتركوا بها بصماتهم مذ أيام الجلاء الأولى وحتى وقت قريب….

* من هذه المواقف الخالدة التي سطرتها صفحات التاريخ الشعبي وركلتها عمدًا صفحاته الرسمية بدواعي الغيرة والمزايدة السياسية من البعض ذاك الموقف النبيل لرئيس الجمهورية، الراحل الزعيم إسماعيل الأزهري، بعد ﺧﺮﻭجه برفقة ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ، ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ ﻣﺤﺠﻮﺏ، ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ ﻇﻬﺮًﺍ، ﻭﻫما ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬما ﺑﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺼﺮ إﻟﻰ بيتيهما، ﺳأﻝ ﺍلأﺯﻫﺮﻱ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺩﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ.

*ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﺤﺠﻮﺏ أﻥ ﺍﻟﻨﺎﺩﻝ ﺗﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻘﺪ ﻗﺮﺍﻥ ﺍﺑﻨﺘﻪ، ﻭأﻧﻪ ﻗﺪ ﺩﻋﺎﻫما ﻟﻠﻐﺪﺍﺀ معه ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ. ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍلأﺯﻫﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ أﻥ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺑﻬما إﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺎﺩﻝ.

وﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻗﺎﻝ ﺍلأﺯﻫﺮﻱ ﻟﻠﻤﺤﺠﻮﺏ ﻻﺯﻡ ﻧﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺸﻒ (ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ) ﻟﻜﻦ أﻧﺎ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻱ ﻗﺮﻭﺵ، أﻧﺖ ﺧﺖ ﻟﻲ ﻣﻌﺎﻙ ﺧﻤﺴﺔ ﺟﻨيهات ﻭأﻧﺎ أﺭﺩﻫﺎ ﻟﻴﻚ ﻻﺣﻘﺎً.

* ﺭﺩ ﺍﻟﻤﺤﺠﻮﺏ: (ﻭأﻧﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻴﺴت ﻣﻌﻲ ﻗﺮﻭﺵ)، ﻟﻜﻦ أﺧﻮﻧﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﺍﻟﻔﻀﻠﻲ (ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺍﻓﻘﻬما في ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ) ﻭﺩ ﺗﺠﺎﺭ ﻣﻤﻜﻦ ﻳﺤﻞ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻭﺑﻌﺪﻳﻦ ﻧﺤﻦ ﻧﺘﺼﺮﻑ ﻣﻌﺎﻩ. ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺛﻼﺛﺘﻬﻢ إﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﻭﺩﻓﻌﻮﺍ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﺟﻨﻴﻬًﺎً ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ إﺗﻤﺎﻡ ﻓﺮﺣﺔ ﺗﻠﻚ ﺍلأﺳﺮﺓ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ.

* وفي إحدى المرات قيل إن معلمًا باﻟﻤﻌﺎﺵ طلب ﻣﻦ (ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻟﻀﺎﺑﻂ ﺑﻠﺪية ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﻟﻴﺼﺪﻕ ﻟﻪ ﺑﻜﺸﻚ ﻟﻴﺴﺎﻋﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻟﻠﻀﺎﺑﻂ ﻟﻴﻤﻨﺢ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﻼﺯﻡ. ﺫﻫﺐ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻭﻗﺎﺑﻞ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺑﺘﻤﺰﻳﻖ ﺍﻟﻤﺬﻛﺮﺓ ﻭﺭﻣﻴﻬﺎ ﺭﻏﻢ وجود توقيع الزعيم إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍلأﺯﻫﺮﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﺟﻦ ﺟﻨﻮﻥ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻭﻋﺎﺩ للرﺋﻴﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﻬﺪﺋﺘﻪ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻫﺎﺏ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﺗﺼﻞ ﺑﺎﻟﻀﺎﺑﻂ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ “ﻳﺎ ﺍﺑﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﻀﺮ ﺇﻟﻴﻚ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻡ ﻭﺍﻟﺪﻙ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺤﺘﺮﻣﻪ ﺃﻭﻻً ﻭﺗﻄﻴﺐ ﺧﺎﻃﺮﻩ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺒﻚ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﻤﺰﻳﻖ ﺍﻟﻤﺬﻛﺮﺓ .”

* قيل إنه وﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﻮﺩ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻭالربع ﻣﺴﺎﺀً, ﺳﺄﻝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ عبود ﻧﺎﺋﺒﻪ ﺣﺴﻦ ﺑﺸﻴﺮ ﻗﺎﺋﻼً: “ﻳﺎ ﺣﺴﻦ ﺗﻔﺘﻜﺮ ﻟﻮ ﻣﺸﻴﻨﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺑﻌﺪ ﻛﺪﻩ ﺍﻟﺨﻔﻴﺮ ﺑﻴﺪﺧﻠﻨﺎ”، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻃﺮﻳﺤﺔ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ…!!

*ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺎﻓﺮ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲﻋﺒﻮﺩ ﻟﻴﻮﻏﻮﺳﻼﻓﻴﺎ ﻟﺮﺩ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺗﻴﺘﻮ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻓﻘﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺪﻋﻮﺍ ﻟﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺒﻌﻮﺛﻴﻦ, حينها ﺍﻧﺪﻫﺶ ﺍﻟﻴﻮﻏﻮﺳﻼﻑ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻮﻥ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺐ. أُﺣﻀﺮ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺳﻂ ﺩﻫﺸﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ. ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑإﺧﺮﺍﺝ ﺧﻄﺎﺏ ﻣﻦ ﺟﻴﺐ ﺍﻟﺒﺪﻟﺔ ﻭﻧﺎﻭﻟﻪ ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: “أﺑﻮﻙ ﺑﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺴﻠﻤﻮﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻓﻲ إﻳﺪﻙ .”

* قيل إن الرئيس الراحل نميري خاطب لقاءً جماهيريًّا في عطبرة سنة 1973 وتناول فيه الواقع العربي ومشكلة فلسطين، وكان الخطاب طويلاً، فصاح عامل بسيط في نميري (جعنا جعنا جعنا) فقال له نميري الجوع «اليكتلك» فرد الرجل «الجوع اليكتلك إنت والمعاك» فحاول رجال الأمن الإمساك به، فمنعهم نميري وطلب منه الجلوس بجواره، وبعد قليل قال له: (أمش أهلك)، وطلب من رجال الأمن عدم متابعته!!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى