بابا الدولار وماما أمريكا..

 

** وكما نجح إخوتنا أهل الكوميديا في مصر بمسرحية وفيلم “ماما أمريكا” فليت أهل المسرح السوداني يشرعون بإنتاج عمل يصور قصتنا مع بابا الدولار الذي كلما حاولنا أن نحاربه فاز بالقاضية الفنية على الكثير من مسؤولينا منذ مطلع السبعينات التي منها بدأت معاركه معنا.

** قبل عام 1970م لم تكن لنا معه مشكلة، وكانت تجارنا ومستوردونا يضعون الجنيهات امام موظف البنك ويستلمون المقابل بالدولار من أجل السفر للسياحة أو العلاج أو العمرة والحج وتعليم الأبناء ومنهم من يستبدل كل العملية بأخذ جنيهاتنا خاصة ورقة العشرة جنيهات الكبيرة البنفسجية الجميلة وتساوي عشرة جنيهات استرلينية (راس براس) أو مية ريال سعودي أو ميتين جنيه مصري، وكان ذلك كافيًا لأداء العمرة وشراء الهدايا من السبح والطواقي والساعات أو العلاج في مصر وشراء بعض الهدايا رغم أن كل شيء كان متوفراً في السودان، بل كنا نحمل منه معنا لبيعه في الخارج، ولم نكن نعلم أن ذلك تهريب وإضرار باقتصادنا.

** الدولة السودانية منذ السبعينات تعتمد على الدولار، لأنه ثابت وعملتنا متدحرجة أو (متنيلة بستين نيلة)، ومن هنا بدأ السيد الدولار يمارس فعايله، ويكفي آن آخر تصريح لنائب رئيسنا السيد حميدتي يقول في مؤتمر صحفي بجوبا إننا وفرنا حقوق العاملين بإدارة العمليات بحهاز الأمن وتبلغ 23 ألف دولار سلمناها لإدارتهم عداً نقداً، سبحان الله.

** أمريكا تتحكم بسلطانها ودولارها في معظم أو كل دول العالم، ولكن لا أظن أن عملتهم تتدحرج للوراء كما عملتنا المسكينة، وهنا تذكرت ونحن في السعودية إعلاناً بتعديل سعر الريال مقابل الدولار، وحدثت زيادة وصفوها بأنها كبيرة، وتحدث لاول مرة وكانت عشر هللات وصار الدولار نهاية السبعينات 3. 75(تلاتة بوينت خمسة وسبعين)، بعد أن كان 3. 65 (تلاتة بوبنت خمسة وستين) ومن يومها ظل بنفس السعر فيما عندنا في كل يوم له سعر بل له سعر للصادر وآخر للجمارك وتالت للسوق الموازي وكان الله في عوننا.

** نسمع من كل مسؤول جديد  ومن كل حكومة جديدة عن خطواتها لمحاصرة السيد الدولار، وتكون خطوات للأسوأ.

** ذكرنا ماما أمريكا وشغلنا عنها ابنها الدولار، وأعجب لكثرة التصريحات عن دعم حكومة الثورة وليس من بينها تصريح واحد بدعم مباشر أو وديعة أو حتى إعفاء من ديونها أو حتى فك الحظر عن قطع غيار لقاطرات السكة الحديد سددنا قيمتها بالكامل وأوففوا التسليم.

** ليت أمريكا تدعمنا معنوياً بتصريح عن أرضنا المحتلة في حلايب، وأهلنا المصريون يرفضون لنا حتى أن نشاركهم في الاستثمار في المعادن، وهو ما صرح به أمس وزير المعادن السوداني أو حتى التعليق على تشييد قاعدة برنيس في المثلث.

 

نقطة نقطة

** تابعت الكثير مما نشر حول ما سماه الناس حوار عثمان ميرغني وحمدوك، ومعظمه نال من الحوار، وكأنما استعار الناقدون هتافنا الكروي (التحكيم فاشل)، ومرة سألوا حكم كرة متى يتوقف هتاف التحكيم فاشل? أجاب حينما تنتهي المباراة بفوز الفريقين، وبنفس المنطق يمكن وصف الحوار بأنه انتهى بخسارة الفريقين.

** حاولت إحصاء عدد الأنفس التي فقدناها خلال الأيام الماضية في الجنينة وبورتسودان وأبيي وحوادث الطرق واقترب الرقم من الألف، نسألك ربي اللطف لا رد القضاء.

** كنت أظن أننا استرددنا مكانتنا في الخارج، ولكن ما حدث أن أوروبا وجهت الدعوة لبعض المؤثرين والمتأثرين بالأزمة الليبية ولم نكن منهم رغم أننا المتأثر والمؤثر رغم واحد، واستنكرت بعض الدول تجاهلها مثل المغرب والجزاير، ورفضت تونس المشاركة لأن الدعوة جاءت متأخرة عن الآخرين، أما الجزائر فقد وجهت الدعوة للمعنيين حقيقة بالأزمة وهم السودان وتشاد والنيجر ومصر وتونس وشاركنا ولكن ليس بوزيرة الخارجية حاجة أسماء.

** أختلف مع من وصف الأسلحة والذخائر المضبوطة بأنها عابرة لا والله ليست عابرة إنما للإقامة عندنا والدليل أنها تأتي من كل الجهات الجغرافية والخبثاء تجار السلاح والدمار لهم قرون استشعار للأسواق المحتملة للبيع، حمانا الله وجعل كيدهم في نحرهم.

** منذ تقليم أظافر جهاز الأمن لم نعد نسمع عن ضبط اسلحة مهربة وما تم ضبطه مؤخراً كان بواسطة سلطات الجمارك.

** أجدها فرصة لتحية إدارة الجمارك التي يتم التعامل فيها بالحوسبة الكاملة وتلقوا لهذا تهنئة من وزير الداخلية ومدير عام قوات الشرطة.

** هاتفني أمس الكابتن الكبير بشارة لاعب المريخ الدولي  المقيم في دولة الإمارات لما يقارب  نصف القرن، ومن بين ضياع الكلمات كان يعزي ويعبر عن حزنه لرحيل الرمز الصحفي الكبير الأستاذ أحمد محمد الحسن يرحمه الله، وبالمناسبة كان يوم تأبينه السبت الماضي ناجحاً ومؤثرًا وأبدع الوالي الرياضي الفريق أحمد عابدون في كلمته الضافية، ولكن أحزنني الفيلم المصاحب لم يكن يلِق بالحدث والرجل وخلا من لقطات للراحل بالصورة والصوت وابلغتهم بوجودها لدي، ولكن لم يكلفوا أنفسهم.

** يلعب اليوم الهلال ممثلاً للسودان في مرحلة متقدمة من البطولة الأفريقية معهم بالدعوات ليتهم يعودوا بالفوز  ويفتحوا لنا أملاً جديداً.

** قرار عجيب اتخذته وزارة التربية والتعليم الاتحادية بحل وإلغاء وكالة النشاط الطلابي بدلاً من تطويرها، وكنا نتوقع من ثورة الشباب تدعيم ما تحقق من الإبداع الشبابي الطلابي، ونعلم ثمار الدورات المدرسية المتوقفة.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى