هكذا هم!!

 

*كثيرة هي القصص القصيرة التي تجسد بؤس الواقع السياسي وفساد السياسيين ونظرياتهم السياسية الخرقاء التي ينالون بها مبتغاهم وإن جاء على جماجم الفقراء والبؤساء، ومن بين تلك القصص قصة السياسي والفقير الشهيرة التي سارت بها الأسافير.. اليوم أعيد نشرها في هنا من باب (قد أسمعت ….)..!!

*  يحكى أن زعيمًا سياسياً زار قريته الشهيرة شديدة الفقر، وجلس الزعيم الكبير على كرسي كبير، وأخذ يستقبل الجماهير في حوشه الكبير، أول القادمين من أصحاب الشكوى كان رجلاً فقيراً من أهل القرية وقد بلغ من الكبر عتياً جاء يشكو حاله للزعيم الكبير..

*قال صاحب الشكوى بصوت مخنوق: أنقذني يا سيدي، وإلا سأحرق نفسي صباح الغد، فقد وصلت حد الموت، وبدلاً من الموت حسرة وكمدًا سأحرق نفسي لأموت مرة واحدة، وأرتاح من هذه الحياة التي لا تطاق.

* رد عليه الزعيم بلطف: لا عليك أيها المواطن الطيب، سنحل لك مشكلتك مهما كانت، وتحل السعادة في دارك بدل التعاسة، فنحن أهل السياسة خبراء في فن القضاء على التعاسة. ما هي مشكلتك؟

*قال المواطن المسكين: يا سيدي، أنا رجل فقير لي زوجة وسبعة أولاد، وكلنا نعيش في غرفة واحدة صغيرة حقيرة، لا تسعنا..

*قال السياسي: الدنيا برد، والطقس جليدي لينام الجميع داخل الغرفة حتى لا يصاب أحد منكم بالتهاب، وإن جاء الصيف فلينم بعض منكم أمام الغرفة حيث الجو العليل حينها!!!

*فرد الشيخ السبعيني: أمام الغرفة يا زعيم حظيرة صغيرة حقيرة أيضاً، فيها قفص دجاج نأكل من بيضه، وبقرة عجفاء نشرب من حليبها القليل.

*قال الزعيم بدهاء: فهمتك الآن أيها المواطن الطيب، وسأحل لك مشكلتك حلاً جذرياً.

*فرد المواطن المسكين: سمعاً وطاعة يا زعيم، المهم أن تحل لي مشكلتي وتخلصني من مأساتي.

قال الزعيم السياسي: تذهب إلى بيتك، وتدخل البقرة لكي تنام معكم لمدة أسبوع.

* ذهب الفقير مغلوباً على أمره، وأدخل البقرة لتنام معه في الغرفة، وبعد أسبوع عاد إلى السياسي ملفوف الرأس، لا يكاد يحمل نفسه، فسأله السياسي: لا أريد أن أسألك عن الحال، فأرى أن الحال يغني عن السؤال، اذهب هذا الأسبوع وأدخل الدجاجات لتنام معكم ومع البقرة في الغرفة.

*فقال الفقير: سمعاً وطاعة يا سيدي المهم أن تحل لي مشكلتي وتخلصني من مأساتي.

*وذهب الرجل الفقير، ونفذ ما أمره به السياسي الكبير، وحشر الدجاجات في الغرفة، وعاد بعد أسبوع، وقد وضع على عينه عصابة بعد أن نقرها الديك.

*فانهار باكياً أمام السياسي الكبير الذي قال له بلطف ودهاء: اصبر أيها المواطن الطيب فلقد اقترب الفرج، هذا الأسبوع اذهب واخرج البقرة، وأعدها إلى الحظيرة.

*ففعل الرجل الفقير ما أمره السياسي الكبير، وعاد إليه وفي الأسبوع الرابع أمره أن يخرج الدجاجات، وعاد الفقير بعد الأسبوع الرابع إلى السياسي الكبير، وقد خسر إحدى عينيه، وكسرت إحدى يديه، ولما سأله عن حاله قال: الحمد لله يا سيدي أنا الآن في أحسن حال، أنام مع عائلتي في الغرفة الصغيرة، وتعيش الحيوانات في الحظيرة، وقد ضحيت بعيني ويدي في سبيل سعادة عائلتي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى