خُطى السلام وجوهر النزاع !

 

  • مساعٍ جادة يبذلها السيد الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة قائد قوات الدعم السريع لتسريع خطوات تحقيق السّلام الشّامل بالبلاد، القائد الذي خاض غمار الحرب في الصحاري والسهول والجبال والكهوف، وقدم عشرات الشهداء من أسرته وإخوته يُدرك تماماً قيمة السلام المُستدام وتوقُّف عجلة الحرب، والمُراقب لمُفاوضات السلام بجوبا يلمس مَدَى الحرص والحِكمة والمُرونة في تأجيل الملفات المُعقّدة لمزيدٍ من التفاهُمات .
  • ومع ذلك، فإنّ الواقع الملموس يقول إنّ خُطى السلام بطيئة إن لم نقل مُتعثِّرة، قياساً للوقت والظرف الراهن بالبلاد، ومن الواضح أنّ الفعل السِّياسي القحتاوي له سهمه وتأثيره في هذه الصدد، فشُركاء السلام يقرأون بلا شك التصريحات الحكومية والسياسية، ويلحظون روح المُحاصصة والتّكالُب على المَنَاصِب وضعف الجدية في التّعامُل مع أسباب الاِحتقان والاِنفلات بمناطق النزاع وحواشيها .
  • قد يظننَّ ظان أن الاحتقانات والاشتباكات والدماء العزيزة التي سالت في غرب وجنوب دارفور وجنوب كردفان وفي شرق السودان هي مُجرّد أحداث محلية مُتفرِّقة لا علاقة بقضية السلام المركزية، لكن بقليلٍ من التّعمُّق في أسباب ودوافع ما جرى، وما مثَّل له مصدر غذاء ودفْع وتشجيع سيلمس أن الحلقة واحدة، وما لم يتوقّف دورانها هناك فلن يتوقّف هنا حتى وإن سكن لأسبابٍ عارضةٍ .
  • صحيحٌ أن حدث بالجنينة – مثلاً – بدأ بحادثة صغيرة هي أقرب للمُشاجرة وإن خالطتها دماءٌ، لكن السؤال: لماذا تَحَوّلت بسُرعة بالغة لفوضى واشتباكات واعتداءات ذات طابعٍ إثني بحتٍ؟ ولماذا لم تفلح السُّلطة الرسمية والسياسية المحلية في التّعامُل السريع الحكيم والحاسم مع تلك المأساة؟ مأساة دارفور نفسها كانت شرارتها واقعة محدودة معزولة، لكنها وجدت ما يُغذِّيها ومن يتبنّاها .
  • الحُكّام المشغولون بالتّكالُب والانتقام وخلق مَعارك في غير مُعتركٍ، والتّعامِي والتّغَابِي عن مُعاناة الناس في أمنهم وحياتهم ومعاشهم ومُحاولة خلق وتضخيم شَمّاعَات يُعَلِّقُون عليها فشلهم، عليهم الالتفات الجَاد والمَسؤول لملف السلام وتقديم الإسناد الحقيقي القَوي للوفد التّفاوُضِي الذي يمثل الوطن كله، عليهم كذلك التّعامُل المَسؤول مع أسباب النزاعات والاحتقانات بدلاً من إعلاء “نظرية المُؤامرة” والجُنُوح لتعليق الفشل على أكتاف وَهْم “الدولة العميقة”.
  • ذلك – في تقديرنا – أولى وأسلم وأحكم، فَجَسَدَ الوطن لا يَتحمّل المزيد من الجِرَاح، كَفَانَا أشلاءً ودماءً وإهداراً للطاقات والجهود والوقت في معارك لن تنتهي ولن تخدم ولن تُفيد .

خارج الإطار:

  • القارئ عبد اللطيف دفع الله قال إنّهم في أطراف أم درمان يُعانون من انعدام الأمن وتزايُد التفلُّتات والنّهب والسّلب والسّرقات والغياب شبه التام لدوريات الشرطة، وأضاف: الخبز والدواء والوقود خليناه وفروا لينا الأمن والأمان .
  • القارئ علي عبد البارئ سعيد قال إنّ أحداث الجنينة يتحمّل مسؤوليتها مجلسا السيادة والوزراء لانشغالهما بأمور انصرافية وعراكات سياسية وعدم تعاملهما السريع مع نيران الفتن القبلية والتي لا يُستبعد أبداً تمدُّدها ووصولها إلى الخرطوم نفسها .
  • القارئ محمد عوض السيد يونس “العرشكول”، طَالَبَ بفتح ملف الانفلات الأمني المُتزايد وأثر الوجود الأجنبي على الأمن والسلام الاجتماعي وتصاعُد أسعار السلع والدولار .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى