جمهورية مفرح

 

*في أول ظهور له إعلامياً، خرج وزير الإرشاد نصر الدين مفرح بتصريح تناولته المواقع الإلكترونية والصحف ومجالس المدينة، خاصة أن ذاك التصريح كان بخصوص عودة اليهود الذين خرجوا من السودان لأرض النيلين مرة أخرى.

*تصريح مفرح أعطى انطباعاً لدى الكثيرين أن القادم لوزارة الإرشاد شخص لا خلفية له عن ما يدور في دهاليز هذه الوزارة المهمة والتى سبقته إليها العديد من الكفاءت “الحقيقية” وليس وزراء الصدفة وميادين الاعتصام.

*وعقب ذاك التصريح خرج الوزير بحوار أجرته معه “الصيحة” ليقول إنه لن يحج ولا يعمر طيلة فترة جلوسه على كرسي الوزارة، وكأن هناك من يترصده طيلة الفترة الانتقالية ويراقب افعاله في أداء هذه الشعائر الدينية التي يحلم بها كل فرد من أهل السودان.

*أمس الأول أكد مفرح حديثه الذي قاله في الحوار الصحفي حيث حمل “بوستر” منشور في العديد من وسائل التواصل الاجتماعي أن السيد الوزير رفض أداء العمرة وهو متواجد في المملكة العربية السعودية للتشاور بخصوص ارتفاع نسب حجيج بيت الله من اهل السودان لهذا الموسم والترتيب للعمرة لأهل السودان.

*لم أندهش كثيراً من رفض الوزير للعمرة رغم أن أسبابه غير منطقية ولا موضوعية، فإذا كانت حكومة السودان قد أتاحت لك السفر والجلوس مع السعوديين للتشاور حول مواضيع تخص الشعب السوداني، وبالتالي السفر والنثرية من أموال الشعب، فكان بإمكان مفرح أن يدخر من راتبه مائة ريال ليستقل عربة من جدة لمكة ويؤدي العمرة ثم يعود، ولتكُن هذه الساعة التي يؤدي فيها العمرة من زمن راحته الشخصية، يعني لا تكون كلفتنا سعر الترحيل ولا استقطعت من زمن الشعب السوداني لأداء العمرة.

*عمومًا أداء هذه الشعيرة شيء يخص مفرح قد يكون لا ينوي ان يؤدي العمرة أو الحج، وهذا شأن خاص، ولكن أكثر ما أدهشني هو مقطع فيديو قصير جداً ظهر فيه مفرح بالبدلة الأنيقة والكرفتة ليقول إن “مفاوضاتهم في جمهورية المملكة العربية السعودية كانت ناجحة”.

*ظللت أردد هذا المقطع عشرات المرات لعلي أكون أخطأت في سماع الجملة أو يكون فيديو “جداد”، ولكن تأكدت أن الفيديو صحيح والسيد وزير الإرشاد يقول جمهورية المملكة العربية السعودية.

*هذه هي حكومة الكفاءات التي جاء بها حمدوك، وزير لا يعرف إن كانت السعودية مملكة أو جمهورية؟ وزير إرشاد يعني غالبية عمله مرتبط بالمملكة العربية السعودية، لا يعرف أن نظامها ملكي منذ أن وعينا في هذه الدنيا.

*نصر الدين مفرح يريد أن يوصل رسالة، ولكنه دوماً يفشل في إيصال هذه الرسالة، وعليه أقترح على مفرح أن يخصص له مستشاراً للتصريحات أو يتلقى كورسات مكثفة في كيفية الحديث للأجهزة الإعلامية حتى لا يضحك العالم فينا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى